أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


دور الحركات الإسلامية المعتدلة في مواجهة التطرف

بقلم : د. رحيّل غرايبة
04-03-2015 12:51 AM
نظم صندوق البحث العلمي ندوة علمية بعنوان «الشباب في مواجهة التطرف» وجعلوا فيها ورقة عن دور الحركات الإسلامية السياسية في مواجهة الفكر المتطرف، إدراكاً لدورها الأصيل والفاعل في هذا الموضوع حيث أن الحركات الإسلامية الكبرى وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، نشأت في بدايات القرن المنصرم بعد انهيار الامبراطورية العثمانية ووقوع العالم العربي والإسلامي في براثن الموجة الاستعمارية الغربية التي عملت على تمزيق التركة العثمانية وبذر بذور التفرقة والانقسام بين شعوبها، مما جعل بعض المصلحين يفكرون في خطورة مآل الأوضاع، وعمدوا إلى الشروع في إنشاء حركات النهوض التي تهدف إلى إحياء الأمة وإعادة بناء الإنسان العربي المسلم في مواجهة التغريب والاستلاب الحضاري.
حركات النهوض الإسلامي عملت على مجموعة مسارات كبيرة وواسعة، المسار الأول يتمثل بالمجال الثقافي والفكري، عن طريق البدء بتأصيل المفاهيم وتحرير المصطلحات، وأول هذه المفاهيم هو مفهوم الدين ودوره في الحياة القائم على فلسفة إعمار الكون والخلافة في الأرض، ونشر الاصلاح والسعادة في بني البشر، ومواجهة الفساد والشقاء والحيلولة دون وقوع القتل وسفك الدماء، ولكن بقي هناك فراغ حول مفاهيم النظرية السياسية الإسلامية المتعلقة بإخراج مفهوم معاصر للدولة ونظام الحكم في الإسلام.
المسار الثاني يتمثل بالعمل التطوعي، حيث يعد أهم خطوط الانتاج المنبثق من مفهوم التدين الصحيح، مما يستدعي استيعاب طاقات الشباب الهائلة في عمل إيجابي فاعل قادر على بناء المجتمعات المحلية ورفع سويتها العامة في مواجهة أعباء الحياة، مع ضرورة أن يكون العمل التطوعي نظيفاً وبريئاً ومفتوحاً لكل الكفاءات الخيّرة، والحرص على نفي السمة السريّة عن العمل التطوعي، والذهاب إلى العلنية والعمل تحت الضوء ورقابة الرأي العام، لنفي التهمة والحيلولة دون وقوع الشك والريبة، الذي يفسد العمل، ويجعله يقع في حبائل بعض الذين لا يؤمنون بالعمل التطوعي إلّا بما يحقق لهم المكاسب، ويدخله في صراع مع أجهزة الدولة تلحق الضرر بالمجتمع.
أما المسار الثالث فيتمثل بالعمل التربوي القيمي، حيث عمدت الحركة الإسلامية إلى التركيز على انشاء الحواضن التربوية التي تحفظ الجيل وتحميه، ولذلك لا مناص من تحصين الشباب ضد الفكر المتطرف عن طريق التربية الفكرية والتوعية الثقافية الأصيلة القائمة على الفهم النظري السليم الممزوج بالتطبيق العملي في الحياة ومن خلال المعايشة، ولذلك يجب العودة إلى المساجد في حمل رسالة الخير وبكل شفافية، بعيداً عن الروح الحزبية التي فرقت المجتمع وحالت دون إقبال الشباب على مدارسة القرآن وفهم السنة، دون غلو ودون استغلال أو استغفال، وفي هذا السياق يجب التركيز على نشر قيم التسامح والتعاون وتقبل الرأي المخالف، واستيعاب الاختلاف بطريقة حضارية راقية، ويجب محاربة التعصب بكل أشكاله وألوانه ومنطلقاته، وعدم الاستجابة لموجات العبث الخارجي.
المسار الرابع المتعلق بالمجال السياسي، وفي هذا السياق يجب تقديم الإسلام بوصفه إطاراً حضارياً واسعاً للأمة بجميع مكوناتها وشرائحها، وبكونه المرجعية القيميّة العليا، وهذا يكفي بعيداً عن تحويل العمل الإسلامي إلى مسارات ضيقة متعصبة تسيء إلى الفكر الإسلامي بعمومه، وعدم تحويل الإسلام إلى خطوط مواجهة بين فئات المجتمع، بحيث يجب أن ينحصر التنافس بين المجموعات السياسية في البرامج فقط والقدرة على حل مشاكل المجتمع.
بمعنى أكثر وضوحاً ينبغي عدم استخدام راية الدين في مجال الصراع على السلطة والتنافس في المكاسب السياسية وغير السياسية، لأن ذلك ضرورة لحماية الدين والفكر الإسلامي .
أما المسار الخامس فيتمثل في القدرة على فتح مجالات التعاون والمشاركة مع المؤسسات الوطنية ذات الأهداف والغايات المشتركة، بحيث يتم ردم الفجوة بين الإسلاميين من جهة وبين أصحاب النفوذ والسلطة من الجانب الآخر، والوصول على عقد مجتمعي واحد يحدد الفلسفة العامة المتفق عليها للدولة بعمومها، ويكون العمل وفقاً لرؤية واحدة قادرة على مواجهة الأخطار التي تهدد المجتمع وفي مقدمتها خطر التطرف وموجة العنف التي تداهمنا جميعاً.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-03-2015 09:10 AM

فقدت الكثير

2) تعليق بواسطة :
04-03-2015 01:38 PM

استاذ ارحيل اين قلمك وفكرك الالمعي اليوم قبل غدا يجب ان يعرف الناس ان الاخوان يجب ان يكون ولائهم بعد الله للوطن الاردن ولشعبه الاردني نعم نحن نريد حركات سياسيه حزبيه اردنيه بأمتياز دون ان تكون مرتبطه بالخارج لانه لايهمنا يهمني ان يذكروا اخوان الاردن انهم اردنيون وهنا اشدد ان الذي لايعجبه طرحنا يتركنا وشأننا د ارحيل نحن الان احوج من اي وقت ان تقول الحقيقه وان لاتتبع اسلوب الضبابيه المقززه التي يتبعها همام وزمرته وهم يكيدون للوطن وشعبه د همام ارجو ان نسمع منك بالخط الواضح ادانة همام وزمرته

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012