أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


إنهم يسرقون الشمس العربية!

بقلم : رشاد ابو داود
28-03-2015 12:37 AM
لا تضع يدك على خدك، ولا في جيبك أو جيب غيرك، لا تمدها لاحد، فقط ارفعها فوق، فوق، وقل يا رب الطف بنا ,,انا لا نسألك رد القضاء بل اللطف فيه . قدرك ان تشهد بشرا يَِذبحون وبشر يُذبحون، ثمة اطفالٌ لا يجدون ما يشربون وما يأكلون ولا اشارات مرور يبيعون عليها العلكة كي يمضغها المارون لتغيير طعم المرارة الساكنة في افواههم . منذ ان مضغ الزمن لحمهم بانياب الدبابات العمياء واحرقته الحروب في حفلات شواء لم يعد الاطفال يجدون ما يبيعونه غير بقايا لحمهم على اسياخ الباربكيو وبصماتهم على وجه هذا الزمن القبيح .
قدرك ان تكون شاهداً على لاجئين هربوا من الموت برصاصة الى الموت من البرد، ومن تحت السقف الذي كاد يقع عليهم الى الدلف الذي يسرق نومهم في عراء الخيام .قدرك ان يقرر قدرك من لا قدرة لديهم على حماية حياتك وحلمك البريء البسيط، ان تصحو فتجد الشمس في مكانها دون ان يسرقها احد والطرق غير مزروعة بألغام الحقد والفتنة، وان يكون بامكانك ان تتناول فطورك مع عائلتك، زعترا و زيتا، لبنة وجبنة ان وجدت، خبزا ساخنا و..رغيفاً غير مغمس بالدم .
قدرك، يا عربي، ان تنام في مكان ولا تعرف اين ستصحو، وكيف تصحو و..هل ستصحو . فالدول تختفي في هذا الزمن بلمحة زمن ورمشة وحش، الاشقاء يقتلون بعضهم، الحكام يهربون من قصورهم، وقصار النظر قصًروا الوطن الى ما تحت الركبة، داسوه بنعال اجنبية . الخيول العربية صارت قططاً تموء على موائد العالم الزاخرة بخيراتهم، خيرات العرب .داحس ترتدي بزة عسكرية اجنبية والغبراء سيفها بيد سفهائها وعلى وجهها مكياج صمم من احدث مستحضرات التجميل القاتلة .
دول لكأنها غبار على رف التاريخ، بهبة ريح تختفي لتسقط جرار الدم على التراب، وليت ينبت مكان دم كل قتيل شقائق النعمان، فحتى القتلى مختلف عليهم .هل هم شهداء او بئس المصير، احياء عند ربهم أم يسامون سوء العذاب . صار لكل حارة ومذهب وطائفة شهداؤها، والاوطان للا احد .هل انت موالِ فتُقتل برصاصة قناص، أو انت معارض حلً عليك القصاص ؟!
الاوطان تمزقت كالثوب الذي اتسع فيه الرتق على الراتق و..يا ليت قميص يوسف موجود لنعرف من رمى الامة في الجُب.
كنت تحلم ان يختفي جواز سفرك لتتنقل من دولة في وطنك العربي الكبير الى اخرى دون ختم يشهد انك انسان من هذا الوطن، وان لا تمضي نصف وقت سفرك بانتظار ان يًسمح لك بالدخول . ها هي نقاط الدخول اختفت ولم تعد تعرف من يسيطر عليها وبماذا سيختمون جوازك او...جنازتك .
يا عربي، قدرك انك تعيش في الزمن القذر . لا اخلاق ولا ارزاق ولا طرق للحياة سوى ان تظل نظيفاً بكل ما اؤتيت من صبر . ان تنتظر و تنظر و تنتظر !
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012