أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
المعايطة: جداول الناخبين ستصدر الأسبوع القادم الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الاحتفالات بيوم الأرض

بقلم : د. رحيّل غرايبة
31-03-2015 12:35 AM
منذ ما يقارب الأربعين عاماً ونحن نحتفل بيوم الأرض، ففي كل عام يذهب فريق منا إلى تدبيج المقالات البليغة، ومنا من يصدر البيانات القوية، ومنا من يعمد إلى تسيير المظاهرات والمسيرات الغاضبة، ومنا من يعمد إلى عقد المهرجانات وإلقاء الخطابات النارية، والهادئون قيليلاً يذهبون إلى عقد ندوات سياسية وتحليلية، وبعضنا يصرف مزيداً من الوقت من أجل عقد نشاط يليق بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة، فيعمد إلى إقامة معرض شامل يحتوي على عدة زوايا بعضها مختص بالمطرزات والتراثيات، وبعضها بالأزياء الفلكلورية والأكلات الشعبية، والرقصات والدبكات الوطنية.
أما العدو «الاسرائيلي» فيحتفل بطريقة مختلفة، فيعمد إلى إنشاء مستعمرات جديدة، أو تضخيم المستعمرات القائمة، ويعمد إلى مصادرة كميات كبيرة من الأراضي الفلسطينية، وهدم قرى ومبان فلسطينية بحجة عدم ترخيصها، والذهاب إلى الاستيلاء على المباني القديمة وتحويلها إلى تراث يهودي، أو إغراء أصحاب المنازل ببيعها بأسعار خيالية، وممارسة الضغط ووضع الضرائب الباهظة على من يمتنع عن البيع أو تدبير المكائد، أو استيلاء المستوطنين المتعصبين على منازل الفلسطينيين بالاغتصاب والقوة، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فتحتفل «اسرائيل» باستقدام المهاجرين اليهود من كل دول العالم وإغرائهم بالقدوم إلى (أرض الميعاد)، عن طريق تأمين المنازل الجديدة في المستوطنات القائمة، مقابل العمل على تهجير أهل الأرض إمّا طوعاً أو كرهاً.
أما احتفال العدو الأكثر مرارة فيتمثل بالعمل على الاستثمار في حالة الضعف العربي عن طريق النفخ في عوامل الفرقة والتفسيخ، وزيادة حدة التطاحن الداخلي وإثارة النزاعات العنفية بين مكونات المجتمعات العربية بالتعاون مع أصدقائها من دول العالم الكبرى والصغرى، والتعاون مع بعض الأعراب المنسجمين مع مخططاتها بعيدة المدى التي تهدف إلى زيادة قوة «اسرائيل» السياسية والعسكرية والاقتصادية، وزيادة الفجوة في موازين القوى بينها وبين الدول العربية مجتمعة، والعمل على تحطيم الجيوش العربية واضعافها وإشغالها في معارك داخلية، وهذا ما حدث مع الجيش العراقي والسوري والمصري، وسوف يحدث تباعاً مع بقية الجيوش العربية الأخرى.
شتان بين احتفال واحتفال من حيث الشكل ومن حيث المضمون والأهداف والغايات والآثار والتخطيط والنظرة الاستراتيجية، فنحن نعمد إلى القشور والشكليات وتفريغ الشحنات العاطفية وتبديد الجهود في مسائل صغيرة موغلة بالسذاجة والسطحية وقصر النظر.
ربما يكون هناك بعض الفوائد التي تترتب على مثل هذه الأنشطة المكررة في كل عام من مهرجانات ومعارض واصدارات، ولكن الضرر الكبير يتمثل في اعتبارها بديلاً يغني عن الإعداد الحقيقي للمواجهة والاستعداد لمعركة التحرير القادمة، والضرر الأكبر منه عندما يتحول الجهاد إلى تبديد الطاقات على هذا النحو وممارسة إقناع الضمير الداخلي بالبديل عن الجهاد الحقيقي والإعداد الحقيقي.
لقد نجح العدو الخبيث في صرف عداوة العرب والفلسطينيين إلى خارج دائرة العدو الصهيوني، وإشغال جميع الأطراف في معارك جانبية أخرى بعيدة عن ساحته، عن طريق ايجاد البدائل المقنعة لخصومهم على كل الأصعدة وفي كل المستويات، وصدق الله العظيم القائل : (وفيكم سمّاعون لهم).
لقد نجح العدو في جعل النقد الحزبي والسياسي للسلطة الحاكمة عندهم أمراً مشروعاً ومقبولاً وضرورياً، بينما نحن ما زلنا نرى النقد الداخلي مؤامرة وخيانة ونشراً للغسيل، وتعاملاً مع الأجهزة الاستخبارية العالمية، ولذلك لا نجرؤ على ممارسة النقد لمشاريع المقاومة والتحرير، أو توجيه السؤال أين نحن وإلى أين المسير، وهل هناك تقليص للفجوة في موازين القوى بيننا وبين العدو في كل عام، وربما ينبري للإجابة من يسهم في مزيد من حالة التخدير والبلادة الذهنية التي استمرت عقوداً متتالية من الزمن، ونحن نسير من سيء إلى أسوأ، ولا نملك شجاعة الاعتراف بالفشل.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012