01-03-2011 04:32 PM
كل الاردن -
عزيزي دولة الرئيس , معروف البخيت , عليكم سلام الله ورحمته وبركاته ...
أغتم هذه الفرصة للتحدث , وبالنيابة عن أساتذتي وأصدقائي وزملائي الفنانين الأردنيين , وأنا أقلهم شأنا وشهرة , ولكني بالمعية شريك لهم بالهم والألم والتطلعات .
أجد أن من واجبي شكر دولتكم على شمولية بيان الحكومة الموقرة والمقدم أمام مجلس النواب الأكرم , والمعني بمتطلبات المواطنين وضروريات المرحلة , والمتفهم لحتمية التغيير والإصلاح.
وما يعنيني هنا , بالإضافة لما سبق , هو إشارتكم الواضحة في البيان نحو دعم الشأن الثقافي والفني , وما هو لائق بتاريخ الوطن المشرق , وأقتبس من بيان دولتكم ....
" وستواصل الحكومة استكمال مشروع مكتبة الأسرة، وتوسيع مجالات النشر، وخدمة الحياة الثقافيّة والفنيّة، بالتنسيق والتواصل التامّ مع الهيئات المعنيّة والمختصّة، لتقديم المنجز الأردني، الفني والثقافي، على النحو الذي يليق بتاريخه المشرق، وبما يسهم في دعم الفنانين والمثقفين الأردنيين، وتوفير الفرص الإبداعيّة والمهنيّة لهم، وتحسين مستوى حياتهم "
كما وأشيد بإشارة دولتكم تجاه دعم المهرجانات الأردنية المتنوعة .. وإعادة الألق إلى مهرجان جــرش العريق .
دولة الرئيس الأفخم ..
لطالما أمل الفنانون في الأردن بمظلة أو ( خيمة ) عالية منيعة , تقيهم تقلبات الحياة وعثراتها , وتؤمن حماية لهم ولعائلاتهم , من خلال نقابة مهنية تعنى بكافة التفاصيل التي من شأنها تحقيق هذه الأهداف المحقة , وقد كان أن تحقق هذا الأمل سنة 1997 .
ومنذ ذاك التاريخ , والفنان الأردني يسعى من خلال نقابته الوليدة , في ذاك الوقت , أن ينظم مهنته الفنية , نقابيا , متسلحا بقانونه , الذي كان لا يرقى لمستوى طموحات الفنانين آنذاك , لكنة كان بالتأكيد لبنة تصلح للبناء عليها ومن حولها , بشراكة واضحة المعالم , ومن خلال القانون , مع كل الهيئات الرسمية المعنية بتنظيم وصناعة الفنون والثقافة
ولا يخفى على دولتكم , أن هذه الشراكة بين النقابة والقطاع العام , من شأنها تنفيذ مواد قانون النقابة , ومن ثم تحقيق الأهداف المرجوة والمنصوص عليها في القانون . فالشراكة أساسية , وبدونها يبقى القانون حبرا على ورق وتستمر المعاناة والآلام , وهذا ما لا يرضاه أي فنان أو مسئول أو أي مواطن غيور على الأردن الكبير .
وهكذا , تتوالى المجالس تباعا , ونصل إلى العام 2010 , وبجردة حساب بسيطة نجد أنفسنا في المربع الأول , ويتضح أننا لم ننجز إلا اليسير اليسير من آمالنا وطموحاتنا , وعندما نحاور أنفسنا حول أسباب التقصير والتردي الذي وصلنا له , رغم حصولنا على الحق النقابي , وبعد 12 سنة من التنظيم والتخطيط والبناء على ما سبق , والإستفادة من تجارب الرواد وأطروحاتهم , وتجارب النقابات العربية التي سبقتنا كثيرا في المجال النقابي , وليس الفني , والحوارات العديدة والكثيرة مع كل المعنيين بالشأن الفني والثقافي , من وزراء للثقافة وأمناء عامين , ومدراء للإذاعة والتلفزيون , ورؤساء حكومات متعاقبة , أقول بعد كل هذ الحراك المضني , نكتشف أن المشكلة الأكبر كانت في عدم تفعيل تلك الشراكة التي ذكرناها , بل أننا وجدنا أن شريكنا الأوحد والأهم , الحكومة , كانت دائما تضعنا في أسفل سلم الأولويات , هذا إن كان شأننا قد أدرج من ضمن الأولويات أصلا .
عزيزي دولة ألرئيس , ليس من عادتي أن أكون متشائما , وأنا ممن ينظرون للنصف الملآن دائما , بل وأجزم أن غالبية الفنانين الأردنيين يتحلون بهذه الطباع , فالفنان بطبعه دائم التفاؤل , محب للحياة , خالق للفرح والسعادة , مثالي التطلع , يضحي ليسعد الآخرون , هذا قدره , وهذه رسالته , يحترق لينير .
لكن الفنان , وقبل كل شيء , مواطن يتفاعل مع الأحداث , وبحس فنى , يتأثر أضعافا مضاعفة عن غيره , ويترجم ذلك من خلال أعماله الفنية المتنوعة , دراما أو موسيقى , تمثيلا أم غناءا .
فالفرح عند الفنان , فرح جياش مفعم بالحب والود . والحزن عند الفنان ملحمة تراجيدية , تصل لدرجة الموت بسببه , والأمثلة كثيرة عمن غادرونا إلى الباريء الخالق , وهم على خشبة المسرح أو في الأستوديو .
والوطن , عزيزي دولة الرئيس , هو المفصل والمحك لدى الفنان , تماما كالجندي في ساحة المعركة . فالفنان لا ينهزم حين يحمى الوطيس , وكلنا نذكر كيف كان موقف الفنان الأردني , وحجم تضحياته , وهو المقاطع عربيا , , في حقبة التسعينيات
دولة ألرئيس الأفخم , إن أكبر شرف يناله الفنان الأردني , هو حين يعلن فوز أي عمل فني قام به , ويذكر هذا الفوز مقرونا بإسم الأردن الغالي . ويكتمل هذا الشرف بإستقبال الشعب الأردني لهذا الفوز والتهنئة به . ثم يطوق هذا الشرف بوسام هو الأغلى , حينما يكرمهم سيد البلاد جلالة الملك المفدى .
إن أموال الدنيا كلها لا تساوي مصافحة من جلالة سيد البلاد , وسماع جملة " يعطيكوا العافية يا شباب , بيضتوها ورفعتوا راس الأردن " , على سبيل المثال .
دولة معروف البخيت الأفخم , إن ما إسترسلت به , ليس إلا شعورا حقيقيا صادقا أؤمن به وأتمناه , وقد ذكرته للتمهيد في سبيل وضع حالة الفنان الأردني أمام ناظريكم .
هذا وقد سعدنا بإجتماعكم المهم مع النقابات المهنية مؤخرا , وحديثكم الأهم بدعم متطلبات النقابات , ويعنينا بالطبع مطالب الفنانين الأردنيين والتي قدمها لدولتكم نقيب الفنانين الأردنيين سعادة الأستاذ حسين الخطيب .
هذه المطالب , دولتكم , ليست إلا حقوقا منقوصة , أو مجزأة , أو غير مكتملة , فنظام إستيفاء رسوم ممارسة المهنة قد تم تقزيمه , من قبل حكومة سابقة , ولا ندري لصالح من ؟
وصندوق دعم الثقافة والفنون قد تم تجميده , وكنا نأول عليه ونبني آمالا عظيمة لدعم الحركة الفنية والثقافية في الأردن والتي تعاني ما تعانيه بسبب شح الموارد المالية .
ومشروع الإسكان الذي وعدنا به مرارا , والأغلبية العظمى من الفنانين الأردنيين وخصوصا جيل الشباب , قد فقد الأمل في تملك المسكن الكريم , في ضوء الطفرة المذهلة لإرتفاع أثمان الأراضي والسكن .
والتأمين الصحي الشامل الذي تكررت الوعود تلو الوعود , بتطبيقه على الفنانين , وما زلنا نلجأ إلى بيت الأردنيين جميعا , الديوان الملكي , حين يسقط أحد الفنانين صريع المرض , وهو لا يملك ثمن الدواء , ولا الإقامة ليلة واحدة في أي مستشفى , كل ذلك بسبب البطالة وشح الأعمال الفنية .
وهناك بالطبع زملاؤنا الموظفون في كوادر الدولة , الذين لا يحصلون على علاوة المهنة , ولا بأي نسبة كانت , أسوة بنظرائهم موظفي القطاع العام .
عزيزي دولة ألرئيس البخيت , أعلم أني قد أطلت عليكم , كما وأعلم تماما حجم المسئولية العظيمة الملقاة على كاهلكم , لكنني أعلم أيضا أنكم أهل لهذه المسئولية , وأنكم من فرسانها ومن أهل الهمة بإذن الله , عز وجل أتمنى من الله العلي القدير أن يوفقكم لأداء مسئولياتكم العظام على أكمل وجه , وأن يرفدكم بالصحة والعافية , في
ظل سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين , أطال الله في عمره ووفقه وسدد خطاه
عادل الحاج أبوعبيد - فنان أردني