أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


كلام في الحمير !

بقلم : بسام الياسين
28-04-2015 09:34 AM
'هل اخبركم عن المطايا: البغال للاسفار،والخيل للحرب،والحمير للُركوب'

( لا احد يعتلي ظهر احد الا اذا انحى له.فالحمار،لا يُركبُ لانه حمار بل لانه مسلوب الارادة،فاقد المقاومة ، بينما الآدمي يُركب بمحض ارادته.الافضيلة في هذه الجزئية للحمار لانه تم تدجينة كخانع ،وتطبيعه على الركوب.ابن عمه، الحمار الوحشي ظل عصياً على الركوب ،لان البشر لم يفسدونه بالتطبيع.بقي يمتلك ارادته وحريته .فلا مخلوق بإمكانه ان يعتليه او يركبه طالما انه طليقاً في الغابة.

حمار نخبوي اطلق سراحه بعد ان انجز مهمات قذرة، لم يقبلها غيره،ظناً منه انه سيحظى بثقة سيده الابدية،لكنه رُفس خارج الخدمة شر رفسه عند استكمالها.مذاك لم يتوقف عن النهيق للتذكير بنفسه.حمار من فصيلته و على شاكلته، سبق ان وقع في و رطتة ورُفس مثله. بلع الموسى وآثر الصمت على البهدلة. فاسدى له نصيحة : ان انكر الاصوات صوت الحمير.رد عليه بثقة زائدة :ـ والله ـ لانهقن حتى آخر شهقة،و لارفسن من يعترضني حتى يُستجاب طلبي بالعودة الى زريبتي،فمن تذوق' حشيش الوظيفة العليا'،لا يستطيع الاقلاع عنها.ـ انا ـ مخلص لـ 'انا '،و لن افعل كغيري،بالانضمام للمعارضة ليرتفع صوتي و سعري.لذا سابقى انهق حتى يجروني من رسني الى وظيفتي او يحملوني الى قبري...الكاتب) .

**** يُستخدم الحمار للركوب والتحميل.كابد في هاتين المهمتين الشاقتين ابشع صنوف الشقاء،وتعرض للضرب و الاهانة رغم انه يقوم بعمله على اكمل وجه،الا ان صمته شجع الاخرين على التمادي عليه، حتى اصبح مثلاً ومثالاً في الصبر والتحقير. يُحكى في الاثر انه آخر من صعد الى سفينة نوح 'تواضعاً'،وكان طوال الرحلة البحرية هادئاً صامتاً،وكأن 'اللا' الاعتراضية سقطت من فمه،وابتلعها الطوفان. رحلة الطوفان علمته ادمان الـ 'نعم' وهز الرأس بالموافقةً.خصيصة خاصة اختص بها،وميزة فريدة امتاز بها، جعلته مطلوباً عند كافة الانظمة العربية.من هذا المنطلق اطلق عليه العرب ابو صابر لقدرته الفائقة على التكيف في أي موقع يشغله. فلا غرابة ان يفاجئك 'كُرٌ' صغير' بحصافته ونضجه،بينما يصدمك 'جحشُ' كبير بغبائه.فالصغير ينقلب في الخدمة الى ذئب قاتل، ليثبت كفآءته لمعلمه،فيما الكبير لم يبقَ في رصيده النفاقي سوى انه خادم امين،لا يبغي من عمله الا مرضاة سيده.

شاءت الظروف،ان تهبط حمير سفينة نوح في كل موانيء الدنيا. كان اسوأها حظاً تلك التي هبطت في الموانيء العربية،اذ انها تعرضت للاذلال،رغم خدماتها الجليلة للبشر.وتحملت الاذى من دون ان ترفع راسها،او تنهق نهقة، وبقيت وفيةً من دون ان تنبس ببنت شفة ،رغم ان صوتها يُسمعُ عن بُعدِ ثلاثة كيلو ميترات، حسب الدراسات العلمية،لكن روح الاستسلام غلبت عليها،ولم تبدِ أي مقاومة ما عدا نهقة هنا ورفسة هناك دفاعاً عن شرفها ورد الاذى عن نفسها، لمن يبغي ركوبها بطريقة غير مشروعة

الحمار بطبيعته مخلص لصاحبه،بالرغم من الظلم الذي لحق به. لا يحقد كجمل،ولا يدفن راسه كنعامة في الوحل عند المواجهة. اذ ان ابرز صفاته 'التناحة'. لا يبرح مكانه اذا تمسك برايه مهما نزلت العصي على ظهره.لا ينقلب على ولي نعمته حتى لو انقلبت الدنيا عليه،وليس متطلباً كالحصان.لم يطلب لنفسه سرجاً ولا حذوة،ولم يره احد 'يطقطق في فمه علكة' او يمضغ حبة شيكولاته.لكنه حذر كالجواسيس الروس،و شديد الملاحظة كعملاء الـ ' C.I.A '. معروف عنه علمياً وعملياً، انه لو سقط في جورة، فمن المستحيل ان يسير في ذات الطريق مرة اخرى.ولا جدال ان ذاكرته المكانية افضل من الانسان،حيث يعود الى مكانه الاول من المرة الاولى، مهما كانت الطريق بعيدة، وعرة،ملتوية، ومتقاطعة.ويبدو ان في دماغة خارطة ربانية كـ 'google earth' .لهذا استخدم الحمار قديماً'مهندسا' لرسم الطرق الوعرة والجبلية'.فكانوا يضعون على ظهره كيس تبن مثقوب ويتبعوا اثره.

حمار سيدنا العزير عليه السلام ، اشهر حمير التاريخ على الاطلاق،يليه حمار الحزب الديمقراطي الامريكي،مع ان بوش الابن الجمهوري، احق مخلوق في العالم بحمل لقب حمار،لانه ورط بلاده في حروب خاسرة.فمسخ هيبتها، ونقلها من دولة عظمى،قوية ودائنة الى دولة مهزومة مدينة.الغريب في الحمار، انعدام الروح القتالية عنده، وميله للسلم،ولم يذكر التاريخ عن مشاركته في حرب من الحروب ،عكس الحصان الذي شارك في كل الحروب.اكثر ما يسعد حمير العرب هذه الايام ،مشاركة الخيول لها الزرائب بعد ان ضمرت روحها القتالية،فاستبدلت ميدان القتال بخيمة السيرك لاضحاك الصغار ومضمار المراهنات لقمار الكبار.

السيرة الذاتية ( C.V ) للحمار في الوطن العربي،تشير الى تعرضه للاضطهاد على مدار تاريخه،على النقيض من جاره الحمار القبرصي الذي يعيش في بحبوحة،ويتمتع بحياة اوروبية رغيدة،وحقوقه كاملة.يخضع لرعاية بيطرية متقدمة،و اقامة في اسطبلات لائقة ،وعند بلوغه سن التقاعد يمضي ايامه في مزارع خاصة ليموت بسلام. لاجل هذه المهمة تشكلت لجان للاشراف على دفنه بمراسم لائقة .في الوطن العربي، يحدث العكس، فعند بلوغ الحمار سن اليأس، الشيخوخة،المرض،العجز،فانه يُطرد من الخدمة،ليهيم على وجهه،ويقتات على المزابل،ناهيك عن البهدلة التي يتعرض لها لتحرش المراهقين به لتخلي ولي امره عن حمايته.

في مصر الشقيقة،تجاوزت الامور حدود اللامعقول في التعامل مع هذا المخلوق الوادع المسالم. قبل سنوات، قام بعض 'الجزارين' بمذبحة راح ضحيتها مئات الحمير المشردة من دون احساس بالذنب بل ان بعضهم عبّر عن شعوره بالسعادة اثناء ذبحها وتقديمها للزبائن الفقراء على انها لحمة بلدية ' كباب..شقف...كفتة ' باسعار زهيدة.بعضهم تذرع امام النيابة العامة،ان ما فعله كان لإشعار هذه الطبقة المحرومة، انها بشر من حقها ان تاكل اللحمة،ولا تمضي حياتها محكومة بطبق الفول المؤبد. الجزارون كذابون بالطبع،لان ما يهمهم الربح بينما الفقراء لا بواكي عليهم و لا احد يشفق على جوعهم.

في السياق ذاته، نستذكر بالرحمة الفنان الانسان المبدع والمسرحي اللامع 'زكي طليمات' الذي قام في الثلاثنيات من القرن الماضي بتأسيس' جمعية الحمير المصرية' لرعاية حقوق نصف مليون حمار مصري آنذاك،والدفاع عنها.السؤال المرعب كم يبلغ اليوم عدد حمير مصر التي تعاني من جوع ومرض ومعاملة غير لائقة بعد ثمانية عقود،من رحيل زكي طليمات.ذات الاسلوب انتهجه العراقي 'عمر كلول' الذي اسس 'جمعية الحمير العراقية' عام 2005،و اطلق على المكتب السياسي لامين الحزب اسم 'خان'،و'الزرائب' على فروع الجمعية في المحافظات ،و'المعالف' على المجموعات الدعوية،اما الاعضاء فاطلق عليهم حسب اقدمية انتسابهم،و ترفيعهم الرتبوي : الجحش،الحمار،الحمار حامل الحذوة، الحمار ببردعة.

يوصف الحمار بالغباء.هذا غير دقيق،اذ ان له قدرة على التنبؤ بالاحوال الجوية لدرجة ان صحافة ' دولة عربية' مجاورة طالبت بتعيين حمار راصداً جوياً،بسبب تكرار الاخطاء في النشرات الجوية رغم توفر التكنولوجيا الحديثة لديها،فيما ذهب اخرون بالمناداة بتعيين حمار مذيعاً للنشرات الاخبارية لانعدام المصداقية فيها،اما الذين ينتقصون من قيمة ومكانة هذا المخلوق،نسألهم بامانة وحيادية :

* هل سمعتم ان حماراً اطلق النار داخل حرم جامعي،او طعن زميلاً بسبب نظرة خاطفة،او كلمة عابرة ؟!.
* هل سمع احدكم قصة حمار سرق مؤسسته وفر بها خارج البلاد ام انه قنوع يكتفي بما يملأ معدته، ولا يسرق حجم ضمة بقدونس، لو ان سهول حوران امامه مزروعة بالبرسيم،ولو كانت 'فالتة' من دون حراسة تمنعه او اسلاك شائكة تحد من تقدمه.
* هل قرأ احدكم مذكرات حمار يكذب فيها من الفها الى يائها،كما يكذب الساسة،ويقلبون الحقائق، ويزورن التاريخ في مذكراتهم،ويحولون المذكرات الى منصة مرافعة للدفاع عن تاريخهم الاسود،و تطهير ذممهم الغارقة في المال الحرام.مذكرات يكشفون فيها المكشوف،ويُعَرفّون المُعرف،بينما ' نقائصهم ومخازيهم' تظل حبيسة ادراج مؤسساتهم،وذاكرتهم المليئة بالافاعي،وذاكرة اللصيقين بهم الذين يعرفون اسرارهم، ممن لا يجرؤون على الكلام عن افاعيلهم المشينة ؟!.

الحمار شخصية ودودة مطيعة خدومة غير مؤذية بينما بعض البشر يحملون في دواخلهم شخصية عدوانية لئيمة.اللافت في المشهد ان اكثر متصدري المشهد من عتاولة الساسة يحملون شخصيات متناقضة مزدوجة،تجدهم اثناء الخدمة،اشداء قساة قلوب، وبعد 'رفسهم'،ينقلبون الى شخصيات حاقدة معارضة،او منطوية معزولة، يبني الطير اعشاشه على رؤوسها،و يتغوط فوقها،من دون القدرة على هشها، لانها ادركت بانها خارج الوظيفة لا تساوي تعريفة مخزوقة.

لهذا آن الأوآن،إعادة تعريف من هو الحمار؟.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-04-2015 10:05 AM

شكراًللكاتب الكريم على المقالة والحقيقة ان الحمار له مواصفات كثيرة لاتجدها في الانسان بل انه يسمو على الانسان فيها ذكر الكاتب بعضها وأذكر ان لقاء تلفزيوني تم مع الفنان دريد لحام (غوار الطوشه ) قال فيه اتمنى ان اكون حماراًوفي تبريره لذلك قال مايلي:ـ
1ـ الحمار صبور وشكور وهي ميزة مهمه حيث قال ان الله مع الصابرين
2 ـ لايعرف التفرقة والعنصرية فلم نجد حمار تعالى على حمار اخر بسبب لونه او عرقه بل يتعامل مع كل الحمير على قدم المساواة فالحمار عادل وهذه صفة تميزه عن كثير من البشر المسؤولين الذين يتبع

2) تعليق بواسطة :
28-04-2015 10:20 AM

الذين يتعاملون مع الناس بدون مساواة وبدون تكافؤ فرص بل بخبث وانحياز غير مبرر
3ـ الحمار لايكذب ولا ينافق وانما يقول رأيه بكل صراحة ووضوح فاما ان يعمل بصمت وهو ساكت او يرفض ويتنح ولا يجامل احد
4ـ الحمار متواضع كما ذكر الكاتب يقبل بالقليل ولا يرفس النعمة وياكل ويشرب مماهب ودب ولا يعتدي طعام الا بحاجته ليملى بطنه فقط فهو لا يجتر مثل الانسان والجمل حيث ان للجمل والبقر سبعة معد في حين بعض البشر له الف معدة او يزيد وبطنه اجرب لا يشبع ولا يقنع ولا يؤمن بالتقاعد من الوظيفة...فما رايكم بالحمار

3) تعليق بواسطة :
28-04-2015 11:23 AM

قل أن تأتي المركبه الميكانيكيه , ومن ثم الإستغناء عن خدمات الحمير في حمل الأثقال
يمكن لنا أن نأكد بالمطلق
أن الحمار هو باني الحضارات الأولى , حتى ظهور عصر المركبات الميكانيكيه
أما بخصوص تعريف من هو الحمار
هناك الإنسان الحمار
وهناك الحمار الإنسان
ومن هنا نستنبت المصطلح التالي
حمارسان , وهي تعني الإنسان الحمار

4) تعليق بواسطة :
28-04-2015 11:35 AM

رائع .سيدي العزير الحمير انواع واكثر تواجد للحمير عندنا بالاردن اولا اذ يبلغ عددها بحدود 5 ملايين حمار .من انواع الحمير :الفاسد واللص والذليل الخانع .تمتاز حمير العالم عن حميزنا انها ترفس ان ظلمت بينما حميرنا تهتف وتسحج وتحمد القله .كان لدينا حماره مقطوعة الذيل (زعرا ) وبصدق هي افضل من غالبية المسؤولين عندنا كانت تستخدم ذكائها لخدمتنا .هل شاهدت بحياتك حمار يخون الوطن وصاحبه او يسرقه اويتعالى على بني جنسه ؟تواضع حمارتنا ابكانا عليها عند وفاتها فعلى من نبكي من ملايين حميرنا من عديمي الضمائر

5) تعليق بواسطة :
28-04-2015 01:49 PM

لقد رفعت من شأن المستحمرين وأصبت الحمار بالإحباط لتشبيههم به فهو مخلوق نظيف مثابر صبور قنوع صادق ذكي بيمنا هم قذرون متقاعسون نزقون شرهون كاذبون أغبياء ..... أليس الحمار أشرف وأنقى سريرة منهم ؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
28-04-2015 04:37 PM

.
-- مقال جميل في تصويره و سرده لا تستطيع ان تتركه قبل ان تتمه و هذا ليس بجديد على الاستاذ بسام الياسين .
.

7) تعليق بواسطة :
29-04-2015 11:15 AM

* ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم عل كثير ممن خلقنا تفضيلا.

* وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين.

* ان الله وهب للانسان العقل والاحساس والشعور ليدرك الغاية من وجوده وليتامل ما في هذا الكون من اسرار وبدائع هي ايه في الجمال والاكتمال،فلا ينبغي ان يعطل فكره ووجدانه وحواسه فيتساوى مع مخلوقات ادنى منه .

* معذرة أخي بسام، خشيت أن تتوالى تعليقات عن معرفة او جهل لتحط من قدر الانسان وقيمته ،وتبقى أنت موضع التقدير والمحبه.

8) تعليق بواسطة :
29-04-2015 11:57 AM

وصف لكل ما يجري بغاية الدقه والبلاغه والمُشين هنا أنّ فئه من البشر تتفوق على كثير من الحيوانات المفترسه والجبانه والعنيده بكثير من الصفات الإنسانيه الخاصه بالإنسان فقط من وحشيه لرؤوس بعض الأنظمه وجُبن ونفاق للعامه المتسلقه وعناد للإثنين إما بالحق وإما عالباطل, والحمار ظُلمَ بتشبيه البشر به وله فهو أرفع وأجل كائن حيواني على هذه الأرض ,إذا دققت السمع بنهيق الحمار فستسمع صوتاً يعبر عن ألم وعذاب وقرف بنهقه أو نهقتين لا أكثر وإذا ضاق صدره من راعيه وراكبه والمسترجل عليه رفسه رفسه جابت عاليه واطيه.

9) تعليق بواسطة :
29-04-2015 01:29 PM

الأخ العزيز بسام ..تحية وشوقا
رمزية رائعة كعادتك تتحفنا بها تضحكنا وتبكينا على الحال الذي وصلنا إليه في الوطن الأردن وحال الأمة بشكل عام حتى ليخيل للمرء أنه يتمنى لو أنه لم يخلق في هذا الزمن البائس ..أو أنه خلق حمارا لايدرك الواقع المرير الذي وصلت له الأمة.
رغم جلد الذات الذي مارسته علينا وتشبيهنا بالحميرإلا أنني أجزم أن كل من قرأ ما كتبت ضحك واكتئب بنفس اللحظة وفعلا شر البلية ما يضحك .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012