أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


محطات ضرورية في قراءة مشهد الجماعة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
04-05-2015 03:00 AM
ينبغي عدم القفز إلى المحطة الأخيرة في الجدال القائم على خطوة التصويب القانوني للجماعة بطريقة مجزوءة وغير مترابطة وموصولة مع التاريخ المتسلسل لجملة من الحوادث والمحطات العديدة التي شكلت تاريخاً واحداً متصلاً لا يمكن إهماله، ولا يمكن القفز عن قراءته بطريقة منصفة، تتسم بالحد الأدنى من العمليّة والموضوعية، وسوف أعرض لبعضها باختصار شديد.
المحطة الأولى تمثلت بطريقة تعامل قيادة الجماعة مع أول مبادرة وطنية تم إطلاقها عام (2009) والتي كانت تحت عنوان مبادرة «الملكية الدستورية» حيث تم التداعي لدراستها عبر عدة سنوات، بين مجموعة من قيادات الإخوان وبعض الشخصيات الوطنية، وبعد كتابة الوثيقة وقراءتها عدة مرات، تم تشكيل لجنة مشتركة لإخراج هذه المبادرة من خلال جمع مائة شخصية تمثل الطيف الوطني والفكري والحزبي والسياسي والاجتماعي والمناطقي، تدعو إلى تبني مشروع إصلاح وطني شامل يعترف بالنظام القائم، ويدعو إلى بناء الدولة الأردنية الحديثة بشكل متدرج على نمط الديمقراطية الأوروبية الناجحة في بريطانيا واسبانيا وبلجيكا والدنمارك، ونمط إسلامي شرقي متمثل بدولة ماليزيا، وأريد لهذه المبادرة أن تكون باسم الجماعة ومباركتها وتحت إشرافها، ولتكون الجماعة العمود الفقري الحامل لهذه المبادرة، وتم تكليفي بتمثيل الجماعة بهذا الشأن وتحمل كلفة الإعلان عنها، بعد الموافقة عليها بقرارات رسمية مكتوبة من المكتب التنفيذي بقيادة د. همام سعيد نفسه، ولكن بعد الإعلان عنها كانت المفاجأة الصادمة، حيث تم التبرؤ منها علنا من قبل المراقب العام، والناطق الإعلامي باسم الجماعة ومن قبل الأمين العام آنذاك، وتملصوا جميعا من المبادرة! وتم الإعلان أن هذه المبادرة تمثل وجهة نظر شخصية للدكتور رحيل غرايبه، ولم يتم الاكتفاء بذلك بل تم حل الدائرة السياسية التي كنت رئيسها لإثبات مزيد من المصداقية، والتضحية بي أمام الإعلام وأمام الجهات الرسمية، وتم شن حملة تشويه عبر الأدوات الإعلامية للجماعة بالطريقة نفسها التي نشاهدها اليوم.
المحطة الثانية تمثلت بطريقة تعامل القيادة مع المبادرة الأردنية للبناء «زمزم» التي أراد مطلقوها أن يخوضوا تجربة نشاط وطني واسع بعيداً عن العراك الداخلي، والسعي لبلورة تيار وطني عريض يقود تجربة أردنية جديدة منفتحة على مكونات المجتمع، وتسعى لتعظيم مساحات التوافق بين الأطراف السياسية، وتقلل مساحة الخلاف والتوتر بين الفرقاء، وتطفىء نار التعصب، وتواجه حدة التطرف والميل نحو العنف، وتعمل على تشكيل جبهة وطنية عريضة لحماية الأردن وحماية المجتمع من الانزلاق إلى مربع الفوضى والصدام، ولكن القيادة نفسها تشنجت وأبرقت وأرعدت، وأصدرت أوامرها بمقاطعة المبادرة وعدم التعاطي معها، وعدم الاجتماع مع القائمين عليها، وعدم التواصل معهم وعدم الاستماع إليهم، ولم تكتف بذلك بل شكلت محكمة ميدانية أصدرت قراراً بالفصل النهائي للقيادات الإخوانية القائمة على المبادرة، وأطلقت كل أدواتها الإعلامية مرة أخرى للتشويه والاغتيال الاجتماعي، وممارسة حرب شعواء بلا هوادة، وبالطريقة نفسها أيضاً.
المحطة الثالثة تمثلت بطريقة تعاملها مع مؤتمرات الإصلاح الداخلية التي تم إقامتها عبر نخبة واسعة من قيادات الجماعة في الشُعب والمحافظات من أجل الوقوف على حقيقة الفشل الذريع الذي حققته هذه القيادة، ومن أجل الحيلولة دون وصول الجماعة إلى مستقبل مظلم من خلال قطع علاقات الجماعة مع محيطها السياسي والاجتماعي، حيث أصبحت العلاقة في غاية التوتر مع مؤسسات الدولة كلها بلا استثناء، ثم عمدت إلى قطع العلاقات مع كل الأحزاب السياسية التي كانت تشكل معها حلفاً سياسياً عبر ما يزيد على (18) عاماً تحت لافتة اللجنة العليا للتنسيق مع أحزاب المعارضة، ثم عمدت إلى تفسيخ الجماعة داخلياً عبر ممارسة سياسة إقصائية شرسة، ولم تلتفت القيادة إلى توصيات مؤتمرات الإصلاح الداخلية، بل تعاملت معها بازدراء واستخفاف واستعلاء غير محتمل، ولم تكلف نفسها مجرد الجلوس مع إخوانهم ورفقاء دربهم، وأطلقوا عليه حرباً داخلية مشابهة لما قامت به في المحطات السابقة، وسرعان ما تطلق عليهم وصف منشقين، أو أدوات بيد الدولة، أو اطلاق الاتهامات المكرورة والممجوجة نفسها بالبحث عن المناصب والمكاسب السياسية.
المحطة الرابعة والأخيرة كانت محطة التصويب القانوني التي شكلت آخر الحلول بعد أن استبد اليأس بهم، ووصلوا إلى الجدار المسدود، ورأوا أن هؤلاء اختطفوا الجماعة عبر مسار خاطىء ومظلم بعيداً عن رؤية الجماعة ومنهجها المعروف، تحت ستار حجب المعلومات عن الأعضاء، والاعتصام بحبل التشويه وتحويل التنظيم إلى ماكنة لتحطيم المخالفين واغتيالهم بلا رأفة أو رحمة، وإطلاق العنان لبعض السفهاء لممارسة السباب والشتائم المفذعة التي تتخطى حدود اللياقة والأدب، وبعضهم وصل إلى الإفتاء بهدر الدم والقتل، بعد القتل الاجتماعي والأدبي.
ليعلم المشفقون على الجماعة من داخلها أو خارجها أن هذه الخطوة تشكل محاولة انقاذ فدائية للجماعة مصحوبة بآلام وجراحات ومصاعب، ولكنها أصبحت ضرورة ملحة لا بديل عنها بعد استنفاذ كل خطوات الإصلاح عبر سنوات طويلة لا يعلمها كثير من الناس.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-05-2015 07:04 AM

كلام غير مقنع ابدا ولا يستحق الرد

2) تعليق بواسطة :
04-05-2015 12:04 PM

الجماعه الشرعيه المرخصه والجماعه التقليديه الغير مرخصه ان ارادوا حسنى وان نطقوا بصدق ومهنيه وعقائديه ان يقولوا لهمام انت مرفوض لياستك الخرقاء المنيه على اوهم بين مرسي واوردوغان وحمد قطر ومنتسبي العروبه في الغرب من اجل التوظيف والتجسس والتدمير على الانسان العربي وهزيمته فكريا واقتصاديا وحتى حواريا وتسليك اصحاب العنجهيات البائده ان يصروا على طروحاتهم التدميريه . د ارحيل ان اردتم النجاح والفلاح يجب ان تتخلصوا من همام وازلامه بأي طريق فهو ضد الوطن والانسان الاردني وضد الحياه الى عن طريقه

3) تعليق بواسطة :
04-05-2015 01:44 PM

ليش ما تحاول من الداخل اقناع من يؤيدك للتغيير بدءا بتغيير همام سعيد ابقية الامضاع --بس لانه ما في معك الا القليل --ومع ذلك تريد بهذا القليل ان تحكم الاغلبي --والا تغرد خارج السرب -لانه ما معك اغلبيه --والتنظيمات الحزبي والجماعات كما تعلم تحكمها الاغلبيه وعلى الاقليه ان تسمع وتطيع --والا لا يا دكتور

4) تعليق بواسطة :
04-05-2015 07:23 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
04-05-2015 11:08 PM

منتخبه تفضل وشارك بالانتخابات.

6) تعليق بواسطة :
05-05-2015 12:06 AM

كلام في الصميم لو همام. يهتم لأمر الجماعه. ويهتم للشان الاردني ما صار الي صار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012