أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


كليلة ودمنة بطبعة عصرنا !

بقلم : خيري منصور
05-05-2015 01:11 AM
يتداول الناس هذه الأيام فيديوهات، الهدف منها تبرئة الحيوان وإدانة وتجريم البشر، منها أسدان يشتبكان ويدمي كل منهما الآخر دفاعا عن غزال رضيع، أو نمر يحنو على قرد وليد ويحتضنه ويداعبه ولا يؤذيه، ومنها قط يضغط على صدر قط آخر كي يعيد الى قلبه النبض، اضافة الى قطين يحاولان سحب قط ثالث سحقته سيارة كي لا تمشي فوق اشلائه العجلات . فما الحكاية وهل هي كليلة ودمنة جديدة يضطر من يرويها الى استنطاق الحيوان كي ينجو من تأويل عسس الاستبداد؟.
لم يحدث من قبل ان اعيد الى الحيوان الاعتبار بل الاعتذار اليه عن كل ما علق به من اوصاف كالتوحش والعنف والسادية، فالحيوان الأعجم -الآن- ارحم من الإنسان الثرثار؛ وكأن المعادلة قلبت رأسا على عقب، فنحن -الآن- لا نأخذ الحكمة من افواه الفلاسفة او حتى المجانين؛ ما دام الحيوان قد تطوع بها ليذكّرنا بأننا كبشر نحن الاجدر والاولى بكل الصفات التي اطلقت عليه، فالحيوان لا يقتل الا جوعا او خوفا ودفاعا عن النفس بينما يمارس الإنسان كل هذه الجرائم لأنه سادي وعاشق كأسماك القرش لرائحة الدم التي تُسيل لعابه .
الانسان يقتل وهو يعاني من التخمة ويتجشأ، ويذبح وهو آمن في جحره لمجرد ان مشهد السكين يذكره على الفور برقبة اخيه.
ان تداول هذه الفيديوهات وعلى نطاق واسع اشبه بانقلاب كوني يعيد تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية، فما كان للبقر ان يجنّ لولا العدوى من جنون البشر، وما كان للدجاح المسكين -الذي يسطو الإنسان على لحمه وبيضه- أنْ ينتقم لولا انَّ ما يقترفه البشر من جرائم يجعل القشعريرة تسري في الحجر.
ان هذه الألفية الثالثة التي دخلنا اليها مدججين بكل هذه الكراهية ونوازع الانتقام لن تكون من حصة تاريخنا البشري، إنها ألفية الحيوان الذي نطق بعد صمت دام ملايين السنين، فقرر أنْ يشهد، تصوروا لو انَّ خاروفا شاهد رجالا ملثمين يذبحون رجالا آخرين ويلقونهم في الماء بلا رؤوس، هل يثغو ام يقول بأنه الأولى بالنطق من هذه الكائنات التي يجري السم لا الدم في عروقها ؟

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012