أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


حتى لا يتمخض جبلنا الأردني عن فأر !

06-03-2011 11:12 PM
كل الاردن -

د. فاطمة الصمادي

نريد الإصلاح إذا أجمعنا شعبا و حكومة على أننا نريد الإصلاح, جيد, دعونا نبدأ ذلك بخطوات قوية إذا كنا حقيقة نريد تغييرا يقود إلى إصلاح.

إذا كانت الدولة الأردنية تريد فعلا أن تدب الروح في مقولة الإصلاح هذه, فهي ملزمة قبل الآخرين بوقف الشكل القديم من الانصياع الرسمي الكامل لمتطلبات المراحل التي مرت بها المنطقة, والانصياع هذه المرة وبالكامل أيضا للشكل الذي يريده الأردنيون كمواطنين أحرار لهم كامل حقوق المواطنة لوطنهم. وهذا يعني بكل صراحة التوقف عن الاستثمار في القضايا السياسية الكبرى, مهما كانت الشعارات التي تغلف عمليات الاستثمار السياسي التي شهدناها ونشهدها من مؤتمر الدار البيضاء مرورا بدافوس البحر الميت وصولا إلى الشكل الذي يجري الحديث عنه حاليا فيما يتعلق بترتيب العلاقة بين الأردن وإسرائيل وجهة سياسية فلسطينية لم يعد بالإمكان القول انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وهذا الشكل الجديد ليس تصورا تفتقت عنه أذهان تؤمن بنظرية المؤامرة.. وغيرها من التوصيفات بل هو ما يجري التحضير والتقديم له بأحاديث من هنا ومذكرات من هناك.

أما المسألة الثانية التي لا بد منها, فهي وقف عملية التفتيت والتهميش وضرب بنى المجتمع الأردني, وإتاحة الفرصة لبناء ونمو مجتمع مدني حقيقي بما في ذلك الوجود القوي للأحزاب والنقابات والكف عن ذريعة أن النقابات يجب أن تنصرف للعمل المهني, مع ملاحظة أن النقابات سجلت نجاحا في عمليات الإدارة لم تسجلها الحكومة الأردنية التي انكبت وعلى مدى سنوات للعمل الجاد على إيجاد بيئة سياسية تقوم بصورة منهجية بمأسسة الفساد والقمع والانتخابات المزورة, وكل ذلك وهي لا تكل من الحديث عن الإصلاح.

والأهم أيضا هو التوقف والتراجع عن وهم الخصخصة وما ترتب عليه من تفكيك لمؤسسات الدولة وإرهاق لكاهل المواطن لدرجة بات دافع ضرائب لا حصر لها وليس مواطنا له الحق في أن يعرف لماذا وأين تذهب هذه الضرائب.

والمسألة لن تكون سهلة بالمرة, لأن الدولة التي اعتادت حكوماتها ولسنوات طوال على هيمنة السلطة التنفيذية وتدخلها وسيطرتها على باقي السلطات لن يكون من السهل إعادتها إلى إطارها الحقيقي والقانوني, خاصة أن ذلك سيعيد الاعتبار للسلطتين التشريعية والقضائية, ويفتح الباب لإجراء عملية محاسبة حقيقية تطيح بالمفسدين فعلا لا قولا, وتشكل ضمانه تداول حقيقي للسلطة, وتنتج مجتمعا جديدا بتشريعات ديمقراطية حقيقية ومواطنين يعرفون جيدا الباب الذي يجب أن يطرق عندما يجري الاعتداء على كرامتهم و حقوقهم. مواطنين لهم كامل حقوق المواطنة لا مجرد لاهثين وراء لقمة عيش بينما يتم افهامهم كل لحظة أن الكفاف الذي يحصلونه بشق الأنفس هو مكرمة وهبة.

نحتاج أن نقول بصراحة أننا أمام مخاض حقيقي إما أن ينتج وطنا حقيقيا وهو ما نريده أو يفتح الباب أمام مرحلة قمع لم يشهدها الأردن من قبل, أو- وهو الخيار الأسوأ - أن يتمخص جبلنا الإصلاحي عن فأر وتبقى الحكومة تخدعنا بشعارات إصلاحية فيما نقبل كمواطنين الخديعة وتبقى الحال على ما هي عليه.

 

(العرب اليوم)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-03-2011 01:49 AM

Ms. Simadi, it is going to be a mouse, a very small mouse. A mouse that even the rest of mice will look at and say: "what a small weak mouse?" Haven't you read the writing on the wall already, the new prime minister is Al-Bakhiet, Shain leaves the country in the darkness of night, Mawared's chairman of the board stays in place, ... etc. It is not even a mouse, I think when the rest of the mice see it, they will say: "this can't be a mouse." Which reminds me of the poem "this pregnancy is full of dirt, this pregnancy is a monkey... and you have the rest

2) تعليق بواسطة :
07-03-2011 02:35 AM

Dr.Smadi,I follow your articles with admiration,,you are one of the very few who understands the Iranian role,influence,strategies and vision,,in my opinion the Iranian model of WILAYAST AL-FAQEEH is what sutes us more than Conditional Monarchy,,The Hashemites are revolutionaries since Al-Rasuul ,,they are UMMAH leaders and that contradicts of Boeing UMMAH rulers,,in Iran they have solved this problem by electing the country administrating which is observed by the supreme leadership,,and that sutes us as a nation and the Hasimites as supreme leaders of the Nation most.,,I wish that a person of your caliber would write about such concept if you approve with me

3) تعليق بواسطة :
07-03-2011 05:41 AM

الدكتوره الفاضله لم ولن تقدم الاردن على اصلاح وقوى الضلال من افراد لمؤسسات امنيه تزج بنفسها بعمليه الاصلاح وهم افراد منها مصالحهم الشخصيه فقط مستغلين للجهاز والنفوذ 00 فتجدهم يفشلون وزير او رئيس وزراء او يذكون فتنه ما0000؟؟
فالوطن بعرفهم مصالح ومنافع وليس انتماء 00
اما بخصوص النقابات والاحزاب فهي اصغر واقزم من ان تكون بحجم الوطن او حتى ليث شبيلات ولو كانت مجتمعه

4) تعليق بواسطة :
07-03-2011 06:01 AM

"ترتيب العلاقة بين الأردن وإسرائيل وجهة سياسية فلسطينية لم يعد بالإمكان القول انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
أتفق مع الكاتبة في ما القتبست منها وأود أن أطلب منها كتابة مقال حول كيفية مقاومة هذا المشروع المشار إليه!!.
وهل يمكن إنجاز إصلاح من غير حسم مسألة الهوية في الأردن؟! فكما قال الأستاذ علاء الفزاع في مقالهقبل أيام إن هناك هويتان وطنيتان يف الأردن كيف نحسم الإصلاح والتغيير دون حسم مسألة الهوية؟ وأستشهد بما حصل في مصر وتونس فهل لو لم تكن الهويات الوطنية محسومة كان بالإمكان أن تحدث تلك التغييرات الجذرية؟
يا دكتورة عندما نعرف من نحن ونعرف أبناءنا في المدارس بتاريخ أرضهم وأجدادهم قبل 90 عام مرت نستطيع إنجاز الكثير . مع مودتي واحترامي

5) تعليق بواسطة :
07-03-2011 10:43 AM

Continue : It is not important to be Sunni or She3ah to apply WELAYAT AL-FAQEEH concept,,in Jordan's case Al-FAQEEH will be the King and should be a member of the HASHEMITE dynasty selected by them,,The King's role will be to monitor an elected prime minister and the country's administration,,it is NOT a right to manage ,but the right to VITO any performance in which the Cabinet will be reporting to an elected parlement and a monitoring King,,,this model sutes us more than King with absolute power as now or king with no power as in Constitutional Monarchy

6) تعليق بواسطة :
07-03-2011 12:55 PM

مع أول سطرين يا دكتورة بدأت غلط. فالتغيير لا يقود الى اصلاح ولا يمكن ان يكون هدف التغيير اصلاحاً بل ما هو اكبر من ذلك بما لا يقاس، كيف نريد تغييرا يقود الى اصلاح هذه غير مفهومة على الاطلاق، فمفهوم التغيير الذي يعتبر هدفا مشروعا لدى كافة الشعوب هو اهم واكبر واشمل من مفهوم الاصلاح الذي يبقي الاشياء كما هي مع اضافة نكهات لا تدوم او تجميل لا داعي له لانه لن يخفي الحقيقة، نريد التغيير والتغيير الشامل لا اصلاحا يضخم الفاسدين ويمجدهم.

7) تعليق بواسطة :
07-03-2011 08:02 PM

الى الاخ سياج المحترم والجرادات المحترم لا ادرى ماذافعل التغير فى الوطن العربى سوى الفوضى والتجمهر واقامة الخيام ولم ارى حتى هذه اللحظة انتعاشا وانفراجا يخدم التغير .الاحهزة الامنيه خطوط حمر لن يسمح الاردنيون الشرفاء بزكرها على انها ادوات تدخل لمصلحة لا تخدم الوطن .اقول يجب ان نبتعد عن اجهزة الوطن لان التجاوز عليها تجاوزا على الوطن اجمع والقانون يحمى المواطن صاحب الوطن وليس عدوه

8) تعليق بواسطة :
08-03-2011 06:44 AM

ياريتك ياحالم تطبع اسمك كي نتعرف عليك بما انك مهتم كي نتحاور بدل الاختفاء خلف اضغاث احلامك

9) تعليق بواسطة :
08-03-2011 06:52 AM

كل الشكر لحضرة الدكتوره على هذا المقال الرائع

10) تعليق بواسطة :
08-03-2011 07:07 AM

الاصلاح يا دكتورة هو الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وبنائها بطريقة قوية ومحكمه وعلى رأسها نقابة المعلمين و اعبار الزراعة بعد استراتيجي تنموي وهو اساس التنمية والتطور في الاردن ,عدم تقزيم انفسنا فنحن عمالاقة اذا قارنا انفسنا الغير ونستطيع ان نفعل المعجزات بس تحل عنا الحكوكات القمعية وصلحبة القول والحكي الفاضي والتخطيط الى كلة حبر على ورق ,هذة مرحلة تغيير جديدة اذا ما واكبناها بشكل صحصيح راحت علينا وصرنا في اخر الركب (والطريقة المثلى للمواكبة تطبيق المثل (ذراعك من الخام يكسيك) والباقي عندك يادكتورة

11) تعليق بواسطة :
08-03-2011 12:33 PM

حبيبي سياج لا تتعب حالك مع (حالم) فهو اما انه يستصغر اسمه على الحوار أو يرى الحوار أكبر من اسمه ووجهان لعمله واحده .

12) تعليق بواسطة :
08-03-2011 04:32 PM

الى الاخ سياج الحالم بواقع جميل لايكون حلمه من الشيطان وفكره موجه للمعارضة فقط وعندما اكشف اسمى اقول انا الوطن والمواطن البسيط الذى يخاف على هوية الوجود وان السلاح الذى احارب به ان الوطن اغلى من الجميع وللحديث بقيه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012