أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


هل تدق رياح التغيير أبواب نقابة الصحفيين؟

08-03-2011 09:56 PM
كل الاردن -

نضال منصور

 

رياح التغيير والإصلاح تدق كل الأبواب في الأردن، فهل تصل إلى نقابة الصحفيين التي ظلت لعقود طويلة عصية على كل تغيير؟!.

 

تقارير حالة الحريات الإعلامية التي يصدرها مركز حماية وحرية الصحفيين منذ عام 2002 ظلت تؤشر إلى مشكلات أساسية تواجه الصحفيين والعمل الإعلامي، وللأسف لم تكن النقابة تقترب لملامسة هذه الإشكالات والتصدي لحلها، بل كانت تبدأ بالنكران للأزمة ومحاولة الدفاع عن الواقع القائم للإعلام في الأردن، وبالتأكيد الدفاع عن دورها ومكانتها.

 

لم تبذل النقابة جهداً حقيقياً للدفاع عن الحريات الإعلامية والتصدي للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية، وظلت أقرب إلى الموقف الرسمي، وبقيت تلاحقها الاتهامات بأنها ليست مستقلة وأنها تُحرك وتوجه من الحكومة وأجهزتها الأمنية.

 

المشهد الإعلامي يغص بالأزمات والمشكلات وأكثر ما تفعله النقابة في أحسن الأحوال إصدار بيان، وفي أحيان أخرى استخدمت النقابة لتمرير مواقف وسياسات حكومية ضد الإعلام، بل ولإدانة الصحفيين والتخلي عنهم في قصص وقضايا شغلت الرأي العام، ولا يمكن أن ننسى قصة الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول وموقفها من رؤساء التحرير الذين حبسوا.

 

لم تتحرك النقابة لمواجهة مشكلة استقلالية الإعلام والمساعي الدائمة والحثيثة للسيطرة عليه، لم تعلي صوتها للقول بأن الحكومة تتدخل من خلال ملكية الضمان الاجتماعي لإطباق السيطرة على جريدتي الرأي والدستور، لم تعلن موقفاً مما جرى مع تلفزيون ATVأبعد من القضايا العمالية والحقوقية للصحفيين رغم كل المعلومات عن التدخل الفج للحكومة والشائعات التي تقول بأن شركة العجائب واجهة للحكومة والأمن.

 

التدخلات الحكومية في الإعلام لم تتراجع رغم كل الوعود فقد بلغت في تقرير حالة الحريات الإعلامية 74% لعام 2009 وهي أكثر من العام الذي سبقه وبلغت 68%، وأكثر من عام 2004 والتي وصلت إلى 59.4%، ولم يقتصر الأمر عند هذه الحدود فإن 39% من الصحفيين يقولون بأنهم يتعرضون للضغوط والمضايقات وفقاً لهذا التقرير الذي شمل 505 صحفيين من خلال عينة طبقية عشوائية.

ماذا فعلت النقابة اتجاه هذه المعطيات حتى لا نقول الحقائق .. هل تحركت لدراسة هذه المؤشرات الخطيرة .. هل طالبت بتشريعات تجرم التدخل الحكومي بالإعلام .. هل شكلت لوبي ضغط على مجلس النواب لمحاسبة من يقوم بانتهاكات ضد الصحفيين باعتبارها أفعال مجرمة في القانون الوطني والدولي وفقاً للمعاهدات التي صادق الأردن عليها .. بالتأكيد لم تفعل كل ذلك؟.

 

حتى الاتهامات للصحفيين بأنهم يتلقون رشاوى وهبات من جهات حكومية وغير حكومية مقابل سكوتهم واحتوائهم لم تتصدى لها النقابة، ففي ذات التقرير لحالة الحريات الإعلامية يقر 20% من الصحفيين أن تعرضوا لمحاولات احتواء وإغراءات، و56% يقولون أنهم سمعوا عن صحفيين آخرين تعرضوا لمحاولات شراء الذمم .. فهل يوجد ما هو أكثر ضرراً وخطورة من ذلك .. ومتى تتحرك النقابة للدفاع عن أعضائها وتحصينهم ومساءلة كل من يحاول استمالة الصحفيين واحتوائهم بطرق غير مشروعة.

 

قصص كثيرة سمعناها خلال السنوات الماضية عن رؤساء حكومات ومدراء مخابرات وعلاقتهم بالصحفيين فهل تكرمت النقابة بإجهاد نفسها بالتحقيق بهذه الشائعات لحماية سمعة الوسط الإعلامي؟!.

 

الشواهد على أزمة نقابة الصحفيين كثيرة تبدأ ولا تنتهي باجتماعات الهيئة العامة التي لا يحضرها إلا القلة القليلة ولا يكتمل النصاب إلا بالانتخابات، ولا أيضاً بالمؤتمر الوطني الوحيد الذي عقد العام الماضي بعد أكثر من خمسين عاماً على تأسيسها، فنقابة الصحفيين لا ينظر إليها بين النقابات بأنها المدافع الأول عن الحريات، بل أن كثيراً من النقابات تتخذ مواقف أكثر شجاعة في قضايا تتعلق بالحريات الإعلامية.

 

والحقيقة التي لا تخفى على أحد أن مسؤولية واقع النقابة ليست مسؤولية مجلس النقابة الحالي، بل هي امتداد تاريخي لعقود، وبقيت الأزمة ترحل من مجلس إلى آخر دون شجاعة المواجهة لحسم حقيقة واحدة وهي أننا نريد نقابة مستقلة تدافع عن الحريات وتوقف التدخلات به  وتسهم بشكل جذري في تطوير المهنة.

 

للأسف لم يحدث ذلك، وآن الأوان أن يتحرك الجسم الإعلامي لتحقيق ذلك، فهذه فرصة تاريخية لن تتكرر، والانتخابات القادمة هي المحك والتجربة لصدقية الجميع بالتغيير، وأعني كل الإعلاميين في كافة مواقعهم وخاصة الشباب الذين يمثلون الغالبية العظمى من الهيئة العامة الآن، فمن تريدون انتخابهم يجب أن يكونوا قادرين على تحرير النقابة واستعادة استقلاليتها .. ومن تصوتون لهم يجب أن يكون مشهود لهم بالدفاع عن الحريات، فهذا هو العنوان الأول للتغيير وإصلاح النقابة .. فهل يكون نيسان المقبل موعداً لانتفاضة الصحفيين من أجل حريتهم ورفضهم للاستبداد والعقليات العرفية التي تدير الإعلام؟!.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-03-2011 07:39 AM

هناك مثل يقول (خذ فالها من ازغارها) ولكن هنا اقول من رجالها .فاذا نظرنا الى الحالة المتردية للنقابة في الوقت الراهن لوجدنا انها في حالة احتضار ونزاع لم يسبق لها ان مرت به اذ وصل الامر ان رفعت الشعارات التي تتهمها بالتواطؤ والسبب اكيد يعود لرجالاتها الذين نعرقهم كلنا .لقد حرص هذا المجلس على تعميق الهوة بين المجلس والهيئة العامة والابقاء على الهيئة العامة بعيدة عن المجلس واشاعة الفرقة بين اعضائها عن طريق تعيين البعض وتقريب البعض الاخر من النقيب الذي يشغل رئيس تحرير جريدة الراي اضافة الى دفع المكافات للبض في الجامعات او من المتقاعدين ومنحهم منبرا في الراي للكتابة والترزق من سفارات ومؤسسات اخرى على حساب ابناء الراي الذين اعتصموا وكان لهم الفضل في الحراك الاعلامي الاخير.وبدل ان يقدم المجلس مبادرة او خطة للتواصل مع الهيئة العامة واستغلال المنح الملكية من المبنى وامكانية فتح ناد للالتقاء راحت تناى عن الهيئة العامة الى ان وصلنا الى ما وصلنا اليه .لا بد من احاث التغيير قبل فوات الاوان

2) تعليق بواسطة :
09-03-2011 06:20 PM

استاذ نضال عليك والزملاء الكرام الانتباه للانتخابات هذه المرة من الان والاستعداد لدحرالمتحفزين والجاهزين للقبض

3) تعليق بواسطة :
29-06-2011 05:46 PM

شكرا ع المقال يا دكتور مولود فعلا انسان فهمان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012