أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


كيفية التسوق بذكاء بعيدا عن العشوائية

23-05-2015 03:41 AM
كل الاردن -
مع نهاية كل شهر وبعد استلام الراتب مباشرة، يقصد الخمسيني أبو علاء أحد المولات في منطقة طبربور التي يسكنها منذ عشر سنوات، بهدف التبضع وشراء “مونة الشهر” من مواد تموينية، لحوم، خضراوات ومواد تنظيف وغيرها.
يقول أبو علاء “اعتدت ومنذ بداية زواجنا تموين المنزل شهريا، بحيث أخصص ميزانية لذلك، وبلا شك اختلفت هذه الميزانية مع مرور الوقت في ظل ارتفاع الأسعار الهائل، وازدياد عدد أفراد أسرتي حماها الله”.
يضيف “نحن 6 أفراد في المنزل، ولنا متطلبات عدة، فتقوم زوجتي بتسجيل ما نحتاجه قبل النزول للسوق، ونستفيد من العروض المتوفرة، ومع هذا في كل مرة تفوق المشتريات المبلغ المخصص لها وهو “250 دينارا” ويصل لغاية “300 دينار”، لكنني أشعر بارتياح كبير عندما أنتهي من مهمة التسوق، ولا يخلو الأمر من شراء بعض من المواد البسيطة والخبز والألبان والخضراوات خلال الشهر ذاته”. تتنوع أصناف التسوق لدى العديد من الأسر، فمنهم من يتبع أسلوب التسوق اليومي “العشوائي”، وآخرون يقصدون التسوق الأسبوعي “الذكي”، أو التسوق الشهري، ولكل منها أسبابه ونتائجه، ولعل التسوق “الذكي” هو أفضلها بوضع خطة وميزانية مسبقة لذلك.
وتقع مهام التسوق على الأربعينية أم محمد “كونها تفضل شراء وانتقاء مستلزمات المنزل كاملة بنفسها”، فتتجه نهاية كل أسبوع ومنذ الصباح الباكر لإحدى المؤسسات الاستهلاكية في منطقتها بمدينة الزرقاء للتبضع، وشراء المواد التموينية المتنوعة والتي تخضع لأذواق أفراد أسرتها ورغبتهم بتناول أكلات معينة بالأسبوع ذاته. تقول أم محمد “أعتقد أن المؤسسات الاستهلاكية توفر المال أكثر من المولات والمحال التجارية الأخرى، كما أن الثلاجة لدي لا تتسع لشراء وتفريز العديد من المواد، لذا ألجأ للتسوق أسبوعيا، وأراه الأفضل كوني أتمكن من شراء الألبان والأجبان والخضراوات الطازجة”.
تبين أم محمد أنها تسعى لإحضار المواد التموينية كافة وغيرها التي تلزمها، حتى تتخلص من استغلال البيع لدى أصحاب المحال التجارية الذين يضاعفون الأسعار على أي منتج، حسب قولها.
أما عائلة أبو ابراهيم، فتتسوق “بشكل يومي” أو “بحسب توفر المال”، نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها العائلة، والتي لا تسمح بالشراء والتسوق أسبوعيا أو شهريا.
يقول أبو ابراهيم “أسعى لشراء مستلزمات الوجبة اليومية التي تعدها زوجتي صباحا وقبل الذهاب للعمل، أو في المساء، ويشتري أولادي ما يلزمهم من المحال التجارية بمنطقتنا، وأعلم أن العروض توفر الكثير، والتبضع الشهري أو الأسبوعي أفضل أيضا، لكن ليس باليد حيلة، والحمد لله أنني أستطيع تأمين حاجياتنا الضرورية يوميا”.
تشير الباحثة في مجال الاقتصاد المنزلي سميرة كيلاني، إلى أن التسوق يجب أن يكون بطريقة ذكية وسط المشاكل الاقتصادية ومحدودية الراتب، بأن تعد ربة المنزل قائمة بالحاجيات الضرورية، والالتزام بهذه القائمة، وأيضا العمل على المواءمة بين الميزانية والمشتريات وهذه تأتي مع الخبرة “فعند الشراء علينا مقارنة الأسعار، فهناك العديد من المواد بالجودة ذاتها وبأسعار متفاوتة يمكننا توفيرها في الشراء”.
وتضيف “كما يجب عمل جدول يضم قائمة “الطبخات” التي تنوي ربة المنزل إعدادها خلال الأسبوع، وعليه يتم شراء المواد”.
وتنبه كيلاني إلى الوقوع “بمصائد” المولات من “العروض” التي تتواجد في مقدمة الدخول؛ فمثلا “5 قطع والسادسة مجانا” أو أكثر فهذه لا تناسب الأسر الصغيرة بينما الكبيرة تستفيد من هذه العروض، وأيضا التأني قبل وضع الصنف في السلة، فدائما يلجأ أصحاب المولات لوضع المواد ذات الأسعار المرتفعة أمام مستوى العين، بينما المنخفضة وذات الجودة كذلك في الأسفل، إلى جانب وضع “مغريات” من الحلوى وغيرها بجانب “الكاش” وتجذبنا للشراء في كثير من الأوقات، وخصوصا برفقة الأطفال، لذا يفضل عدم اصطحابهم للتسوق.
ويبين الخبير الاقتصادي حسام عايش، أن المرحلة تتطلب التسوق الذكي، لأن المشهد الاستهلاكي يتغير باستمرار والضغوط على المستهلكين تتزايد بشكل واضح، ودخل المواطنين والمستهلكين في غالبيته العظمى محدود، وبالتالي فإن الحكمة والتصرف الذكي والتخطيط وسائل لا بد منها عند القيام بالتسوق.
يقول “في البداية علينا القول أو الإشارة إلى أن التسوق العشوائي يعد إحدى أخطر الطرق للإنفاق بدون خطة، والذي يتسبب أحيانا كثيرة بسوء تقدير الحاجات الملحة أو تنظيم الحاجات بحسب الدخل وبالتالي فهو يوقع أصحابه في مأزق “العسر المالي”، وربما الإنفاق الزائد وغير الضروري ويترتب عليه ضياع جزء لا بأس به من هذا الدخل المحدود، لذلك لا بد أن يكون التسوق إما شهريا، وهذا له مخاطر إذا لم نأخذ بعين الاعتبار الحاجات المتغيرة ونوعية السلع التي يتم شراؤها، أو لم يركز بشكل عملي على تلك التي يمكن تخزينها “بالثلاجة” أو خارجها”.
ينصح عايش بأن يكون التسوق أسبوعيا أو كل عشرة أيام، وأن تعد ميزانيات لذلك بأن يقسم الشهر وترصد موازنة لكل أسبوع مع تحديد المتطلبات الرئيسية الشرائية، ومن ثم محاولة البحث عن السلعة المناسبة والسعر المناسب في المحال والمولات والمؤسسات الاستهلاكية، ومحاولة تلبية الاحتياجات بشكل مخطط بقدر ما يمكن، لأنه في هذه الحالة نكون على تماس بما يحدث في السوق من تغيرات من جهة، وشراء مواد طازجة من جهة أخرى، ونخفض التالف ربما لا نحسن تخزينه، ونسمح لأنفسنا بأخذ جولات تسويقية على مدار الشهر ففيها “متعة” لدى بعض الأسر، كما أننا نستفيد من العروض المتجددة.
بشكل عام، كل من يذهب إلى السوق بدون تخطيط يقع في مرض الشراء والتسوق العشوائي، وفق عايش، وسيؤدي إلى خلل كبير في الميزانية، وفي كيفية الدخل، ويكون من أسبابه في الحد الأقصى اللجوء إلى القروض أو بعض المدخرات لإنفاقها على سلع وخدمات قد لا تكون حاجة اضطرارية لها، مما يؤدي إلى أعباء إضافية يتحملها المستهلك بدون أن تكون نتائج إيجابية حتى وراء ذلك، لذا يجب أن تكون هناك خطة مسبقة وميزانية لذلك، والأسرة تشترك بوضعها، وعدم اللجوء للنفقات الزائدة خصوصا ونحن على أبواب الشهر الفضيل، فعلينا التسوق ضمن احتياجاتنا الحقيقية.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012