أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


ادهم الغرايبة يكتب لـ "كل الاردن" :" داعوس " !

بقلم : ادهم غرايبة
15-05-2015 12:14 AM
تعالوا نختزل المشهد السياسي و ' الإقتصادي ' و ندمجهما معا لنخرج بمصطلح مركب, و جديد يلخص لنا كل شيء , و يعفينا من حديث طويل, و تنظير ممجوج . تعالوا ننمزج ' داعش ' ب ' دافوس ' !

انه زمن ' داعوس ' !

في الوقت الذي يزحف فيه تنظيم ' داعش ' الإجرامي نحو الحدود الأردنية من سوريا شمالا و العراق شرقا , و تتحفز معه خلايا داعشية داخل الاردن ليس من الضروري ان تكون منسجمة كليا فكريا , لم يعد لها خيارات ' مدنية ' بعد ان سُدت كل طرق الاصلاح الحقيقي سياسيا و اقتصاديا في وجهها , و تراجعت الدولة عن دورها الإجتماعي , فضلا عن غرائزها الطائفية التي تتغذى على بؤس الناس و جهلهم و ضيق افقهم , ينعقد مؤتمر دافوس ' الاقتصادي ' في البحر الميت بمشاركة مئات الضيوف - الذين لا نعرف من يتحمل نفقات سفرهم و بطرهم في فنادق الخمس نجوم – ليخرج لنا بأوهام السمن و العسل

كما كل عام. فيما ثبت بالدليل القاطع انه كلما سمعنا خطابات عن الفرص الإستثمارية و المشاريع التي ستشغل عشرات الاف الشباب الاردنيين و تصريحات عن الإهتمام بمستوى معيشة المواطن نجد أنفسنا في وضع أكثر بؤسا !

من يستطيع من الموالسة أن يخرج علينا ليقول أن الاردن و ميزانيته العامة إستفادت بقرش واحد من سلسة مؤتمرات دافوس طيلة الاعوام الماضية ؟! من يستطيع الإدعاء ان المؤتمر اياه بضيوفة الأفاضل - و بعض مجرمي الحرب الذين يحضرون - قد منوا علينا بتركيب ' جلدة ' لحنفية ماء في الاردن ؟!

إكتملت مصيبتنا حينما تم السماح لعدد من الاسماء الأكثر توتيرا شعبيا في الاردن بالظهور, و الحديث في المؤتمر, برغم انها لا تشغل مناصب رسميه و علنية يا للغرابة ! , هذا يعطي إشارات سلبية و انطباعات غير محمودة بأن هؤلاء أصحاب حظوة , و رأيهم نافذ , و يحكمون من وراء حجاب ! . هؤلاء يجب ان يذهبوا لمحاكم أمن الدولة بتهمة افقار الاردن و الاساءة للنظام الذي وضع ثقته بهم فاستغلوها لمصالح شخصية على حساب عامة الاردنيين !

هؤلاء يجب ان يظهروا في جلسات محاكمة بزي المساجين لا في فنادق الخمس نجوم بربطات عنق حرير . مثل هؤلاء لا يتركون خيارات للناس الا انيندفعوا نحو طرف اخر و إن كان أكثر قبحا , من باب الرغبة بالإنتقام غالبا.

كل ما يحدث في بلادنا مناكف للمنطق, و معادي للحكمة ,و مجافي للرغبة الشعبية بضرورة استخلاص الدروس مما يحدث حولنا . فبمجرد انطلاق حركات الإحتجاج العربية – قبل إنحرافاتها المتعمدة – كان واجبا على أولي الأمر التنادي للتدارس في كيفية انقاذ الاردن , و تفادي سقوطه , و دفعة للامام بنية صافية , و رغبة اكيدة , لا مجرد مسرحيات إعلامية شكلية هدفها التضليل و التخدير .

' النخب ' التي ورطت الاردن بسياسات الخصخصة و حظيت برعاية كريمة يجب ان تحاكم , و تستثنى كليا من مواقع القرار , مع ذلك بقيت حرة الحركة, و طليقة الايدي , لا تخجل من نفسها , و تنظر على الناس , و تستدعى لغايات الديكور الاعلامي غالبا من اجل اظهار ان ثمة حوار يدور في الاردن , فكيف يتم حوار لايجاد الحلول مع نخب كانت السبب الاساسي في المصائب التي حلت بنا ؟!

مفهوم الإصلاح السياسي في الاردن بات بنفس طعم عبارة ' ممنوع التدخين ' , الكل يلحظ العبارة و لا أحد يلتزم بها !

حالة إعادة التدوير التي تحدث و ' تلبيس الطواقي ' ليست إصلاحا , و تغيير الوجوه – لنقل نقلها من مكان لأخر – تزيد من التوتر و النقمة الصامتة. مصيبتنا في النهج العام !

لدينا في الاردن فرص إستثمارية فعلا , هذا أمر مفروغ منه . لدينا قطاعات حيوية نحتاج لتطويرها بشكل نوعي مثل الطاقة و المياه و النقل و التعدين و الصحة و التعليم , و هذه لا تحتاج – برغم ضخامتها – الى سلسلة لا تنتهي من المؤتمرات , انها تحتاج , اولا لمراجعة المرحلة السابقة و الخلاص من ' رجالها ' على الاقل , كي لا نقع بذات المصائب . و ثانيا ,كي يعطي الاردن رسالة واضحة للجهات الراغبة بالاستثمار بأن الفساد بعيد عنها. و يحتاج – ثالثا و الاهم - لأن يكون البعد الاجتماعي أساسا لعملية الإستثمار , فيشعر المجتمع برمته انه مستفيد , و ان عوائد تلك المشاريع منصفة لأبناء الدولة و للمستثمرين معا بحيث تقام تلك المشاريع بالإنسجام مع طبيعة كل منطقة , و بما ينفع أهلها و يشغل ابنائهم .

لا شك عندي أن ثمة عوائد لسياحة المؤتمرات التي باتت نشطة في بلادنا , لكنها عوائد لبعض افراد لا لمصلحة الشعب , بمعنى انها ' بزنس ' تسخر له ميزانيات من الحساب العام و الفائدة لناس و ناس , اي انها ' بزنس ' على حسابنا , و فوق ذلك لترويج الاوهام فقط ! انه حقا زمن ' داعوس ' , يا لسوء حظ الاردنيين !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2015 02:16 PM

ياخوي الاعجاب والغزل الناعم على استحياء بمن ذكرت ظل قائم والجماعة كانوا مخبيين لحين تخف الازمة عليهم والآن بدأت العودة بتلميعهم، وكما ذكرت هؤلاء كان يجب يظهروا بزي السجناء في اقفاص محكمة امن الدولة وليس بفنادق خمس نجوم وبربطات عنق زاهية الالوان! آآآآآآآآآخ أخشى ان يأتي يوم يجد الناس حالهم بين خيارين، اما القبول بتسييد هؤلاء عليهم ونسيان كل ماخربوه ودمروه وباعوه وأما خيار التوجه الى ... خايف اقول لاينشرلا تعليقي يالله بدي اقول ومتوكل على الله وعلى قوة قلب المحرر،الى داعش ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
23-05-2015 04:04 PM

ليس بعيدا عن ( السويمة ) وفي منطقة البحر الميت عقد 'المنتدى الاقتصادي العالمي' سنة 2003 لأول مرة بعد شهرين من سقوط بغداد.

وألتئم المنتدى للمرة السابعة في ذات المنطقة عام 2013 والذي كان بحق احتفالية رفع الأسعار وإجراءات الإفقار،وخطوات 'التقشف' القادمة، من رفع تسعيرة الكهرباء انتهاء برفع سعر الخبز والتي تولى تنفيذها 'عجوز الرابع ' حرفياً في عام ونصف تلت,فإزداد الفقراء فقراً وعوزاً، ولم تستطع الطبقة الوسطى الحفاظ على مستوى معيشتها، ولم تقوى على توفير نفقات التعليم المدرسية والجامعية لأولادها.

3) تعليق بواسطة :
23-05-2015 04:04 PM

بالأمس افتُتِح المنتدى للمرة الثامنة وما زالت ( السويمة ) على حالها وهمّنا الأول في الدولة أن نثبت للغرب أننا نجباء في تنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي التي أثبتت فشلها,وأننا نستحق أن نجدد عضويتنا في نادي الأغنياء.

والسؤال:ماذا يحمل لنا منتدى 2015 ؟ هل هو نفس السمن والعسل الذي وعدنا به في المنتدى الأول مرورا بالسابع؟ وكيف نفسّر إستماتة صاحب القرار على عقد المؤتمر في ديارنا ؟

4) تعليق بواسطة :
23-05-2015 06:06 PM

القاء اللوم وتوجيه النقد لعدد محدد من النخب لم يعد مجديا ،ولا ايجابيا ،فجميعنا يدرك ويعرف انهم مجرد ادوات تنفيذية لمرجعيات عليا ،وانهم لو تمت محاكمتهم والتحقيق معهم لخرجوا ابرياء ،فهم مجرد أناس مامورون بأعمال محددة ، والاستمرار في مهاجمتهم وانتقادهم ،يعطي انطباعا عن لشخصية الاردنية بأنها شخصية جبانة ومراوغة ، ولا تريد ان تقول الحق والحقيقة فشكل او بآخر .
مشكلتنا مع النهج والاسترتيجيات التي تقوم عليها سياستنا العامة،وليست مع اشخاص ،" ربما يكونوا مساكين وغلابى "، فإما ان نقول الحق ،او نصمت

5) تعليق بواسطة :
23-05-2015 10:05 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
24-05-2015 12:54 PM

دافوس هي تقريبا كسوق عكاظ قديما، هي فرصة مواتية ليتقابل من يرغب من العرب مع نتنياهو سرا أو علنا بوساطة أردنية وتنسيق فلسطيني، تساهم في بناء الثقة لإحياء الحوارات الضرورية للتطبيع من أجل الإستعداد في بدأ تحضير الأفكار اللازمة لإجتماعات تحضيرية للإتفاق على الصيغة النهائية للأجندة الخاصة ببدأ المفاوضات للإتفاق على آلية فعالة لدفع العملية السلمية. !!

تجني طبقة نخبوية محدودة جدا ثمار هكذا مؤتمر، ولكن يصدق المثل في الأغلبية الصامتة: "المدعوس مدعوس ولو حطوا في ....الف داعوس !!"

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012