أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
بسبب دعمه إسرائيل وبحضوره واوباما وكلينتون .. محتجون يقاطعون حفل تبرعات لحملة اعادة انتخاب بايدن “أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


الأردن.. الحلم والكابوس!

بقلم : د.محمد ابو رمان
25-05-2015 12:32 AM
اليوم هو عيد الاستقلال الأردني. وهو مناسبة وطنية على درجة عالية من الأهمية التاريخية والرمزية، تمثّل محطّة مهمة ورئيسة من محطّات الصمود والبناء للوطن والأردنيين. بالرغم من ذلك، هناك مشكلة كبيرة في الاعتراف بذلك لدى نسبة كبيرة من المسؤولين والسياسيين والمثقفين والفنانين، بينما نجده في دول أخرى بمثابة المناسبة الوطنية الأولى التي يتم فيها تذكّر من ساهموا في صناعة ذلك اليوم، وفي مسيرة البناء!
لماذا هذا الجفاء للوطن ومسيرته وبُناته؟! من أحقّ من الأردنيين اليوم بأن يحتفل بوطنه ويعتزّ به، ونحن نرى من حولنا دولاً تتحطّم، ومجتمعات تتكسّر، وحدودا تذوب، وحروبا أهلية تندلع، وضمنها طائفية وعرقية وعنصرية وعصبية، وأرقام مرعبة عن الدمار الذي لحق بالجوار؟!
الأردن؛ هذه الدولة الصغيرة، كانت على الدوام في امتحان الوجود والبقاء؛ منذ الحرب العالمية الأولى ومرحلة التأسيس عندما كان يطالب بها الصهاينة، وتقع خرائطها تحت طائلة الحوارات الفرنسية- البريطانية على تقسيم المنطقة، مروراً بعقد الخمسينيات والانقلابات العسكرية، وصولاً إلى منعطف السبعينيات.. فبقيت خلال تلك المراحل والشكوك تدور حول الاستمرار والديمومة، ولم نتجاوز تحدي الوجود إلى البناء والتنمية إلاّ بعد العام 1970.
أمّا اليوم، فنجد أنّ الأردن هو من صمد بإرادة أبنائه وعزيمتهم وإصرارهم، فيما دول كبرى تنهار من حولنا، حتى أصبح الأردن، بالرغم من شحّ الموارد المالية والمائية، بمثابة واحة آمنة ومستقرة، ودولة متقدّمة على باقي الدول، تستقبل عدداً كبيراً من الأشقاء العرب اللاجئين والعاملين والباحثين عن فرص حياة أفضل، بما يكاد يقترب من نصف عدد السكان.
الأردن، في عيد استقلاله الـ69، يبدو أكثر ثقة وصلابة وتماسكاً؛ بمثابة جزيرة جميلة محاطة ببحور من الفوضى والدماء والعدمية. وقد انتقل خلال قرن من الزمن من قرى صغيرة منتشرة، ومجموعة قبائل بدوية، إلى دولة لها تقاليدها الدستورية والسياسية ومؤسساتها، وتحظى بنسبة مهنيين ومتعلمين عالية، وتمتاز بأنّها -على مستوى المنطقة- تمتلك طبقة وسطى تكنوقراطية تصدّر خبراتها إلى الخارج، صارت بحدّ ذاتها ثروة كبيرة للأردن، تدرّ نسبة جيدة من العملة الصعبة، وترسم صورة مشرقة عن الوطن، في الداخل والخارج.
المحزن أنّ رواية الأردن لم تحظ بالاهتمام ولا بالتدوين؛ سواء من قبل الدولة ومؤسساتها المختلفة، الثقافية والأكاديمية والفنية، أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني. فروايتنا مختطفة، ليس فقط في صورتنا أمام الخارج، وهي صورة تعاني من الظلم والافتئات، بل حتى صورتنا أمام أنفسنا. فالأجيال الجديدة تكاد تجهل تاريخ الوطن وقصصه وأبطاله ومثقفيه ورجالاته والبناة المؤسسين. وإذا أردت أن أكون صريحاً أكثر، فإن هناك حالة أشبه بـ'المازوشية' الأردنية، في حب تعذيب الذات واتهامها وتحطيمها!
الأردن في عيون العرب والغربيين أجمل منه في عيون نسبة معتبرة من أبنائه! لماذا؟! لأنّنا فشلنا في رسالتنا الإعلامية ومهمتنا الاتصالية. وأهم من هذا وذاك، أننا فشلنا في بناء 'الرمزية الوطنية'، وهذا أخطر شيء!
لا نريد خطاباً مدائحياً، أو إنشائياً خاليا من المعاني الواقعية النقدية؛ بل ما نريده هو رواية باسم الوطن؛ مذكراته، حروبه ونضالاته، وتوثيق التاريخي الشفهي من قبل مجموعة من الباحثين والأدباء والمثقفين والفنانين، يعيدون الرواية الأردنية المختطفة، ويقدمونها بلساننا وأقلامنا وعيوننا، فهي رسالتنا الحضارية والإنسانية والسياسية.
الأردن الحلم أفضل بكثير مما نراه الآن؛ فهو الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، بصورة أفضل وأوسع. هو دولة القانون والمؤسسات، والتعليم العام والخدمات الأساسية والحاكمية الرشيدة، ودولة النمو الاقتصادي. لكنّ الأردن اليوم أفضل بكثير من الكابوس الذي يراودنا ونحن نرى ما يحدث حولنا.
كل عام وأنتم والوطن بخير.
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012