أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


قليل من المال لشراء راحة البال!

بقلم : جمانة غنيمات
28-05-2015 12:30 AM
تحدثني صديقتي الشابة عن وسيلتها لتسيير معاملاتها في أكثر من دائرة حكومية؛ لتجاوز اكتظاظ المراجعين والمتطلبات البيروقراطية المنهكة.
وهي تبرر هذا الأسلوب بكونه شراء للوقت؛ إذ بدلا من أن تستغرقها المعاملة ساعات، ولربما أياما، فإنها تقوم بدفع مبالغ مالية، ترى أنها قليلة، لإنهاء معاملتها بسرعة.
في النقاش، واجهتها بأن ما تفعله هو، وإن من حيث لا تدري، يُعدّ تقديم رشوة لموظف عام. لكنّ ردها على ذلك جاء عفويا، بأنه 'ليس رشوة، بل مكافأة لتخليص المسائل بيسر، من دون صداع وجهد طويل، واستنزاف للأعصاب'.
الدفع ليس لمرة واحدة، بل هو ملازم لكل معاملة جديدة، كما تكشف صديقتي. وهي تقدم المال لموظف من الدرجة العاشرة، لكن معرفته بخفايا الأمور في مؤسسته، وامتلاكه شبكة علاقات داخلها، يمكنانه من إنهاء المعاملة. فلمَ لا تدفع حفنة دنانير، برأيها، لتجنب عملية بيروقراطية مضنية ومهلكة؟!
كيف وصلنا إلى هنا؟
قد يكون أحد أهم أسباب ذلك، تأخر تنفيذ فكرة 'الحكومة الإلكترونية' التي وعدت بها حكومات متعاقبة، منذ سنوات طويلة، بهدف تسهيل المعاملات و'تطليق' البيروقراطية للأبد. ومع الفشل الذريع في ذلك، اضطر المجتمع إلى التراجع للخلف، نحو بدائل أخرى تعوضه عن إخفاق حكوماته.
إذ لو كان النجاح حليف فكرة 'الحكومة الإلكترونية'، بجعل جميع المعاملات إلكترونية تطوي أغلب إن لم يكن كل معاناة المواطنين في متابعة معاملات متعددة، ولربما لانهائية؛ لكان تمّ حصار آفة الرشوة التي يظن مقدمها، أو يحب أن يقنع نفسه بأنها 'مكافأة' لشراء راحة باله، كما في حالة صديقتي التي لا تمثل استثناء أبداً كما نعرف تماماً.
أما السبب الآخر والأخطر لانتهائنا إلى هذا الواقع الذي طالما كان غريبا فعلاً عن مجتمعنا الأردني بشكل عام، فيتمثل حتماً بانهيار المنظومة القيمية التي تحكم مسلكيات الأفراد. ذلك أن الجهاز الحكومي الأردني لم يخلُ يوما من البيروقراطية المنفّرة، لكن الناس أنفسهم كانوا، برغم ذلك، يستنكرون تقديم 'المكافآت/ الرشى'، ولا يقبلونه. وضمن هذا السبب، يبرز أيضاً تغير قيم المواطن-الموظف العام تحديداً، بعد أن كان تجرؤ أحد ما على تقديم 'مكافاة' مالية له مسألة مدانة، وبمثابة إهانة كاملة.
هنا قد يتم استحضار الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع موقع الموظف العام من الطبقة الوسطى إلى محدودة الدخل، باعتبار ذلك من أسباب التغير السابق. لكننا نعرف، في المقابل، أن التمسك بالقيم الأخلاقية ليس له علاقة بالفقر وقلة الحال.
إزاء كل ما سبق، ربما تكون العلة الأهم متمثلة في القصور على صعيد تطبيق القانون، ومنه إيقاع أقصى العقوبات بحق المرتشين (كما الراشين). إذ إن هؤلاء معروفون للجميع في مؤسساتهم، لكنهم مع ذلك يسرحون ويمارسون جريمتهم من دون وجل، ناهيك عن أي شعور بالذنب بسبب استغلال مواطنين، قد يكونون أيضاً محدودي الدخل في أحسن الظروف.
الرشوة، للأسف، بدأت تتفشى في غالبية المؤسسات الحكومية التي تتعامل مباشرة مع الجمهور. والقصص الدالة على ذلك كثيرة. وهو ما يوجب على كل مسؤول قائم على هكذا نوع من المؤسسات، الاعتراف بالمشكلة، لأن إنكارها لن يؤدي إلا إلى استفحالها، لاسيما أن الآفة قد تفشّت لدرجة صار يصعب معها القول إن كان ما يزال ممكناً علاجها اليوم.
قائمة المؤسسات التي تحضر فيها ظاهرة الرشوة الصغيرة، طويلة. ويمكنني إدراج أسماء عدد منها. لكن تحفظي على ذكرها، لا يعني أبداً أنها غير معروفة للناس.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2015 12:34 AM

امثال من ذكرتي ايها الكاتبة الكريمة، وأفكارهم ومفاهيمهم الفاسدة هي التي افسدت ذمم الكثيرين من ضعاف النفوس وهذا هو الخطر الاكبر على المجتمع ، ولكم عانينا خلال مسيرتنا الوظيفية من ثقافة ومفاهيم سادت وتركت أثارها في المجتمع من مثل العمل والعطاء على قدر الاجر والراتب وأصبح كل نتائج العمل على هذا المبدأ مغشوش وناقص ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012