أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
آيزنكوت : أضعف أعداء إسرائيل كبدها أفدح الأضرار يحتوي على ملجأ نووي:اتهامات لنتنياهو بتلقي "هبة محظورة" باقامته بقصر ملياردير امريكي السفير الروسي لدى واشنطن:امريكا حولت أوكرانيا إلى ساحة اختبار لتنفيذ البرامج العسكرية البيولوجية حماس: لا صفقة دون انسحاب الاحتلال من غزة وعودة النازحين البنك الدولي: الاقتصاد الاردني أظهر مرونة وسط صدمات خارجية متتالية المنتخب الأولمبي يتعادل سلبيًا مع أستراليا في افتتاح كأس آسيا الملك يحذر من خطورة الدخول بدوامات عنف جديدة تهدد الأمن الدولي الملك يتلقى رسالة من سلطان عُمان فيضانات جنوب روسيا.. حاكم مقاطعة كورغان يهيب بالسكان النزوح إلى مراكز الإيواء "تايمز": لندن تتفاوض مع 4 دول لترحيل اللاجئين من بريطانيا إليها بلاغ رسمي : الخميس 2 أيار عطلة عيد العمال الملك: ما تشهده المنطقة قد يدفع للتصعيد ويهدد أمنها واستقرارها العمل: العفو العام لا يشمل غرامات تأخير تجديد التصاريح إتلاف نحو نصف طن مواد غذائية بينها لحوم في إربد القوات المسلحة الأردنية تنفذ 3 إنزالات جوية على غزة بمشاركة دولية - صور
بحث
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


نظرية "الكوسا وورق الدوالي"!

بقلم : جمانة غنيمات
02-07-2015 01:38 AM
تمتلك وزيرة الثقافة لانا مامكغ، نظريتها الخاصة حول محاربة الفكر المتطرف، ربما هي الأولى من نوعها.
فالوزيرة تؤمن أن طبخة الكوسا وورق العنب/ الدوالي، هي طبخة بائسة لا تستحق العناء؛ كونها تستغرق ساعات طويلة في الإعداد، لكنها تختفي عن وجه الخليقة في خمس دقائق. والنظرية التي عرضتها خلال برنامج حواري على التلفزيون الأردني، مفيدة في توفير الجهد على ربات البيوت، وتحريضهن على هذا الطبق.
مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت، يوم أمس، بالتعليقات على ما قالته الوزيرة؛ بين ساخر وغاضب، وموافق ورافض.
الوزيرة أيضاً، ومن ضمن نشاطاتها، ترعى دورة للحماية من الغرق. لكن، وللأسف، ليس الغرق في الفكر المتطرف، والغرق في أحادية الموقف ورفض الآخر ورفض التعايش، وهي التي تغرق فيها مجتمعاتنا فعلاً.
مع هذه النظرية والنظرة السطحية لدور وزارة الثقافة، نكتشف أن الوزارة لا تقوم بالدور المطلوب منها في هذه الأيام العصيبة، بل تخلي الساحة للفكر المتطرف لينهش شبابنا، فيما نغرق نحن في الحديث عن ورق العنب والكوسا.
ورغم أن المعركة ضد الفكر المتطرف والإرهابي هي معركة فكرية بالدرجة الأولى، وليست دينية، إلا أننا نكتشف أن بوصلة مختلف المؤسسات تائهة في هذه القضية الحاسمة والمصيرية.
فالعبء الأكبر في مواجهة التحدي الجاثم على قلوبنا، والذي يهدد حاضرنا ومستقبلنا، يقع على كاهل وزارة الثقافة، وليس 'الأوقاف والشؤون الدينية' كما يظن البعض. فالمطلوب ليس خطابا دينيا يؤكد لنا الثوابت بأن ديننا هو دين اعتدال ووسطية، فهذا أمر معروف.
أما من يظن أن الحل يتمثل في خطاب ديني يغير هوية الدولة الأردنية؛ من مدنية إلى دينية، فهو لا يدرك بؤس هذه النظرية، لأن هذا الطرح فشل في تحجيم الدواعش ومنع استقطاب مؤيدين لهم، تقدرهم بعض الدراسات اليوم بحوالي 8 ملايين عربي، فيما يتجاوز العدد في الأردن خصوصاً، بين أنصار ومؤيدين ومتعاطفين، مئات الآلاف.
دور وزارة الثقافة أن تؤدي دور القائد في هذه المعركة الحاسمة برغبة قوية، مع إدراك من مختلف المؤسسات بأن الخطاب الديني على تطرفه من قبل الجماعات الإرهابية، جاذب كالمغناطيس لشبابنا، وأن استعادة هؤلاء ربما بات أمرا صعبا، لكن يظل الحل في تحصين الآخرين بخطاب تنويري، وبحل سياسي ديمقراطي.
البداية ربما تكون بإعادة هيكلة وزارة الثقافة، لتكون وزارة الشباب والثقافة؛ لنسلح شبابنا بالفكر العصري الذي يقيهم شر الانجذاب لفكر متطرف، رغم كل ما نراه من جرائمه، إلا أنه لم يفقد بريقه بعد.
سواء نجحت جهود وزيرة الثقافة في محاربة طبخة الكوسا وورق الدوالي أو فشلت، بأن ظلت الأمهات يشقين لساعات وهن يجهزنها؛ وسواء تعلمنا فن السباحة أم لم نفعل، فإن الخطر الحقيقي يظل في أن نغرق جميعا نتيجة الفشل في معركة التنوير التي نفتقد الأدوات الحضارية لخوضها.
فالأدوات اللازمة لهذه المعركة، فكرية تنموية سياسية، وليست -مرة أخرى- دينية أبداً، لأن ما تفعله كل المؤسسات في طرحها الديني معروف، لكن ما لا يعلمه الناس فلا يدركون نتائجة النافعة، هو المضي في بناء الدولة المدنية العادلة والممثلة لشرائحها وفئاتها كافة، لتنعكس خيراتها على الجميع.
بصراحة، أنا ضد نظرية 'الكوسا وورق الدوالي' الخاصة بالوزيرة، لأن تحرير المرأة وتغيير صورتها النمطية لا يرتبطان أبدا بمدة إعداد هذا الطبق الشهي.
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012