أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مصر أمام السيناريو الجزائري للحرب الأهلية

بقلم : جميل النمري
03-07-2015 02:20 AM
نتدهور من السيئ إلى الأسوأ. والأسوأ الآن، أن تنحدر مصر إلى حرب أهلية على الطريقة الجزائرية في تسعينيات القرن الماضي.
فالعمليات الإرهابية في مصر اليوم، تشمل تفجيرات انتحارية لمواقع الشرطة والجنود، أو اغتيالا لشخصيات أمنية وقضائية، مثل النائب العام المستشار هشام بركات. وهو ما ردت عليه السلطة بسرعة بعملية 'اغتيال' 13 من قيادات الإخوان المسلمين المجتمعين في شقة تحت عنوان 'اللجنة المركزية لدعم وكفالة أسر الشهداء والمعتقلين'. وهي عملية اغتيال فعلا؛ أكانت جرت مباشرة عند مداهمة الشقة، أو بعد ساعات كما تقول مصادر الإخوان. وسيكون حتما لهذه العملية ما بعدها بالنسبة لسلوك الإخوان؛ بالتحول نحو العنف الذي تتنصل الجماعة منه حتى الآن، وتقوم به مجموعات لا تعلن عن نفسها، أو تنتمي رسميا للجماعات الجهادية، من مثل 'القاعدة' و'داعش'، خصوصا في سيناء.
بيان الإخوان لوّح بهذا التحول، فقال إن 'عملية الاغتيال تدفع بالأوضاع إلى منحنى شديد الخطورة يفخخ المشهد بالكامل، ويضع العالم أجمع أمام مسؤولياته تجاه ما تنجرف إليه الدولة المصرية'. وقد يبدأ الأمر بتحول بعض مجموعات الإخوان للعمل المسلح والاغتيالات تحت مسميات أخرى أو من دون مسميات. وربما يكون هذا قد سبق وبدأ. لكن تدريجيا، سوف يتم الذهاب إلى النطاق الأوسع؛ بالتفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية في الأماكن الحكومية والسياحية، وفي النهاية في أي تجمعات، حيث يمكن الدخول في لعبة تحميل النظام مسؤوليتها لتشويه صورة الجهاد. وسوف تختلط الأوراق وفق السيناريو الجزائري في التسعينيات؛ مجازر لا يوجد أب شرعي لها غير الاتهامات المتبادلة.
والشيء الإضافي الخطير هو تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الغاضبة أثناء جنازة النائب العام، عن العدالة الناجزة. وهي إيحاء بالذهاب لتنفيذ أحكام الإعدام، وإزالة المعيقات القانونية أمام المحاكمات الجزافية وتنفيذ العقوبات. وهذه التصريحات تذهب بالاتجاه المعاكس لتصريحات سابقة، أرادت تهدئة المجتمع، بما يوحي أنها يمكن أن تتعدل أو لا تنفذ.
نضع بالفعل أيدينا على قلوبنا خشية تنفيذ أحكام الإعدام بحق القيادات الإخوانية؛ فهذه قيادات سياسية، وإعدام شخصيات سياسية يكون له أثر تاريخي مديد ومدمر على الحياة السياسية لأي بلد. وإعدام عبدالناصر لسيد قطب لم ينه الظاهرة الإخوانية، بل دفعها للتشدد أكثر، وعلى خط سيد قطب نفسه المنظر للرؤية الأكثر أصولية في التيار الإخواني.
العنف والإجرام والداعشية، تنفلت الآن في القوس العربي الأفريقي، وحيث لا تسيطر مليشيات على الأرض، فإنها تستخدم الإرهاب المجرم ضد أهداف تمثل الخاصرة الرخوة، مثل المنشآت السياحية في تونس. ولن يتأخر الوقت حتى تشهد مصر موجة مماثلة، قد تكون مديدة ومدمرة. وهي ليست جماعات غامضة هبطت علينا بمؤامرة خارجية، بل هي وليد مزدوج لعقود من فشل الدولة الوطنية من جهة، وموجة التدين بالصبغة الأكثر أصولية التي ذهبت في نهاياتها الأكثر تشددا الى السلفية الجهادية، ثم كأنه لا يوجد للتطرف قاع يقف عنده، فوصلنا إلى الداعشية.
السلطة في مصر كأنها لا تقرأ تاريخ الاستبداد في المنطقة، وتنزلق إلى فاشية سياسية تضحي بدولة القانون والحقوق المدنية. إذ يشمل القمع الآن كل معارضي السلطة من جميع الأطياف. وليس معقولا بعد ثورة مجيدة على الاستبداد، أن تعود مصر سلطة عسكرية مستبدة. ولا يجوز مواجهة العصيان الإخواني بالتجاوز على القانون وإعدام الخصوم.
أرى أنه لا يجوز بقاؤنا متفرجين، توجد مهمة ملحة. يجب أن تنشأ مبادرة سياسية هنا من الأردن ومن دول عربية أخرى، من القوى الديمقراطية والتقدمية تجاه النظام في مصر، لمنع تنفيذ أحكام الإعدام، وتعديل نهج السلطة، بما يمهد للضغط من أجل تسوية سياسية يستجيب لها الإخوان وتنقذ مستقبل مصر.
(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-07-2015 11:38 AM

اوافق الكاتب على ان مصر تقف على مفترق طريق بين الانقاذ او الصوملة، وأن مقاربة النظام للازمة امنيا طريق اممهد لى الهاوية. الاردن مطالب وبسرعة شرح خطورة نهج الحكم في المحروسة والابتعاد التدريجي عن القاهرة والاستدارة نحو الرياض والدوحة وانقرة لانهاء ملف عصابة داعش والحالة السورية وافرازاتها المؤلمة على اوضاعنا الامنية والاجتماعية والاقتصادية ولكن من منطلق الندية وان هذة العواصم مهمة ولكن عمان اهم.

2) تعليق بواسطة :
03-07-2015 12:54 PM

الظاهر ان الكاتب(النائب)لا يستقي
اخباره الا من قناة(الجزيرة)وقنوات
حماس وقنوات الاخونجية التي تبث من
تركيا.

وينسى أن العمليات الارهابية لا تنفّذ
الا بكل المناسبات التي حلق فيها الشعب المصري للاخونجية على الناشف.
يتبع...

3) تعليق بواسطة :
03-07-2015 01:08 PM

تابع...
لماذا تم اغتيال بعض الضباط اللذين
يمتلكون وثائق تدين زعماء الاخونجية
بالخيانة العظمى؟
لماذا يتم اغتيال النائب العام الذي
يحوّل القضايا للمحاكم؟
لماذا تجاهلت تصريح(طبيب الاسنان محمد
البلتاجي)في رابعة حينما قال:تتوقف
العمليات الارهابية في سيناء,عندما
يتراجع السيسي والجيش عن(انقلابهم)على
(خبير الناسا محمد محمد مرسي )؟
لماذا تكرّر خبر الاخونجية الكاذب بأن
المتآمرين ال(13)تم اغتيالهم وهم عزّل
يتداولون في امر اسر(الشهداء) من
الاخونجية القتلة؟
يتبع...

4) تعليق بواسطة :
03-07-2015 01:20 PM

تابع...

يا سيد جميل,لن تصبح مصر مثل الجزائر في تسعينات القرن الماضي,بل

ستنهض كما نهضت روسيا بعد ان سقطت

على يد الليبراليين


نهضت روسيا من جديد واصبحت تخيف

الامبرليالية الغربية المتوحشة,عادت

اليها صناعاتها الحربيةالمنافسة,وعاد

اليها الاستقرار بعد الفوضى.

من أعاد روسيا الى مجد الاتحاد السوفيتي؟انه(رجل المخابرات الوطني

فلاديمير بوتن),وسيعيد مصر الى عزها

ومجدها زميله(رجل المخابرات الوطني

عبد الفتاح السيسي).

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012