أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الوجه الآخر لداعش!

بقلم : د.محمد ابو رمان
03-07-2015 02:38 AM
عنوان مقال غايلز فريزر 'ليس الدين من يصنع الإرهابيين بل السياسة'، يختزل مساحة كبيرة من النقاشات والسجالات في العالم العربي اليوم، حول الأسباب والشروط التي تؤدي إلى صعود تنظيم 'داعش'، وسرّ جاذبيته لشريحة واسعة من الشباب.
يقول فريزر في مقاله العميق: 'بالنسبة لي، يبدو هذا مقنعاً تقريباً كمثل القول إن القطع الصغيرة القاتلة في الكتاب المقدس هي المسؤولة عن وحشية الجيش الجمهوري الإيرلندي. وبالنسبة لكثير من الشباب الذين تم إقناعهم بالذهاب والقتال في سورية والعراق من الغرب، فإنهم مروا بالكاد بالفصل الأول من 'إسلام الدمى' (دليل مالكولم كلارك الذي يشرح فيه الإسلام). وهم في كثير من الأحيان لا يكادون يعرفون شيئاً عن القرآن، وإنما مدفوعون تقريباً بقراءة القليل من المقاطع المخصوصة بقدر ما كان الإرهابي الجمهوري العادي مدفوعاً بقصة إبادة شاول الجماعية للعماليق في سفر صموئيل الأول'.
أدعوكم للعودة إلى نص المقال (وقد ترجمه لـ'الغد' مشكوراً الزميل علاء أبو زينة)، الذي يتضمن الأفكار التي طالما حاولنا طرحها ومناقشتها في أوساطنا الثقافية والإعلامية والسياسية، وأبرزها أنّ هناك أسباباً وشروطاً واقعية عملية هي التي تخلق الاندفاع نحو هذه المنظمات والحركات، مثل 'داعش'، وفي مقدمة هذه الشروط الأنظمة القمعية العربية، وما تمارسه من استبداد ودكتاتورية، وتغييب للعدالة الاجتماعية، والفساد، والشعور بالإحباط والتهميش والإقصاء لدى نسبة كبيرة من الشباب؛ فهذه هي المفتاح لفهم ظاهرة 'داعش'، أكثر من التركيز على الخطاب الديني أو القضايا الفكرية المختلفة.
في المقابل، وإزاء تركيز الدول العربية على الجانب الأمني فقط، أصبحت ردود الفعل المبالغ فيها من قبل النخب السياسية والإعلامية تذهب إلى الجانب الفكري وتركّز عليه، بل بدأ باحثون وإعلاميون ينشطون في التفتيش في المناهج الدراسية لمواد تتوافق مع ما يبثه 'داعش' من خطاب؛ فتقرأ عن 'الداعشية في مناهج التربية والتعليم'، برغم أنّ هذه المناهج نفسها كانت موجودة منذ عقود، ولم تؤدّ إلى صعود 'داعش' أو غيره، ليكتشف أحدهم فجأة أنّ هناك مواد في التربية الدينية أو الوطنية متقاطعة مع تنظيم 'داعش'!
آخرون بدؤوا يطالبون بتدريس اختياري للدين، وبعضهم بإغلاق كليات الشريعة، وفئة ثالثة تريد إعادة النظر في المكون الديني في التشريعات المختلفة، من دون أن ينتبهوا إلى أنّ هذه الحملة الإعلامية تستفز التيار المحافظ، وتخلق قلقاً على ما يعتبره هوية دينية، وتوفر التربة المناسبة لخطاب 'داعش' الذي يقدم نفسه بوصفها محامياً عن الهوية الإسلامية السُنّية!
ما هو أكثر طرافة من هذا وذاك، أنّ الدولة نفسها بدأت تجاري هذه الهستيريا، بإيقاف كتب ابن تيمية (مؤقتاً)، وكتب سيد قطب، لأنّ تنظيم 'داعش' استخدم هذه الأسماء، بينما وزير الأوقاف نفسه كتب دراسة عميقة قبل أعوام عن فكر ابن تيمية متغزّلاً به!
بالطبع، ذلك لا يعني إنكار أهمية معركة التنوير والإصلاح الديني، فهي معركة جوهرية وأساسية في نهوض أي أمة ومجتمع، ولا غنى عنها. لكنها معركة طويلة، تمر بمخاض ومراحل متطورة ومتعددة، ولا تأتي بين ليلة وضحاها، وهي تحتاج إلى جهود داخلية عميقة تبذل من قبل المؤسسات الدينية والعلماء والفقهاء المصلحين، لا محاكمة مختزلة سطحية لمناهج تعليمية، أو بعض الكتابات التراثية والفكرية. فمنابع 'داعش' في السياسة والمعتقلات، والقمع والإقصاء والهويات المفقودة؛ في غياب العلاقة السليمة بين الدولة والمجتمع.
متأكدٌ أنّ هناك من سيخرج غداً ليقول بأنّني أنكر أهمية العامل التعليمي والفكري والثقافي في المعركة. وفقط أقول له إنّ لديك مشكلة كبيرة في القراءة والفهم!
(الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-07-2015 11:51 AM

اولا: الدين وجد لتنظيم شؤون البشر ووحدتهم وبث الاخلاق الحميدة فيما بينهم.
ثانيا: الدين ايضا ينظم العلاقة بين البشر وخالقهم.
ثالثا: ان تصل الامور بالبشر لجز الاعناق وتفجير الأحزمة الناسفة في التجمعات لأرضاء الله فهذا عين الجنون وقمة الكفر بالله لأنهم بفغلتهم هذه يعتبرون الله (والعياذ به) وكأنه زعيم عصابة غرضه قتل الناس الذي خلقهم ويكافيء القاتل بحور العين في الجنة... لذلك يجب مراجعة المناهج الدينية وعدم السماح بتكفير الآخر. هناك معلمون تربية اسلامية يعلمون طلابهم للاسف على ان المسيحيين كفار....

2) تعليق بواسطة :
04-07-2015 12:25 AM

مؤيد للدوله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012