أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


لماذا لم تستقل؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
07-07-2015 02:15 AM
لم يجانب الزملاء في 'الغد' الصواب والدقة في اختيار العنوان الرئيس أمس بـ'النسور ينتصر للنواب ضد الخضرا' (وزير التعليم العالي)؛ فهذه هي الجملة المفيدة الرئيسة من لقاء الحكومة -الذي ضمّ أيضاً، إضافة للرئيس، الوزير الخضرا، ووزير التربية والتعليم، ووزيري الإعلام والشؤون السياسية- بأعضاء لجنة التربية النيابية ورئيس مجلس النواب، أول من أمس.
خلال اللقاء، تراجع الرئيس د.عبدالله النسور، عملياً وبوضوح، عن قرارات مجلس التعليم العالي التي أثارت الجدل، وخلقت حالة غضب شديدة عند النواب والتيار المحافظ عموماً، من مثل قرار رفع معدلات القبول الموحّد للجامعات (الحكومية إلى 70 %، والخاصة إلى 65 %)، وتلميحه إلى ضرورة ضبط 'الكوتات' (الاستثناءات) في القوائم الموحّدة، ومحاولة الحدّ من تغولها على مبدأ المساواة في الفرص في الجامعات.
كالعادة، ما إن اقترب الوزير من هذه 'التابوهات' لدى التيار المحافظ وجماعة المصالح في مجلس النواب (أصحاب الجامعات الخاصة)، حتى قامت الدنيا ولم تقعد عليه، وتعرّض لضغوط شديدة، انتهت في الاجتماع السابق للجنة التربية النيابية إلى خروجه من الاجتماع، ثم إعلان عدد من النواب الحرب رسمياً عليه!
تدحرجت الأزمة سريعاً في وقت لاحق، وبدأ تحالف المحافظين و'البزنس' يكبر؛ وبدأت السهام الموجّهة للوزير تصيب الحكومة نفسها، وطلب نواب صراحةً من الرئيس عدم الدفاع عن الوزير تحت القبة، وهددوا بجرّ الحكومة إلى المعركة مع الوزير المعني.
في النهاية، وُضع النسور أمام خيارات صعبة؛ إما دعم الوزير والوقوف مع قراراته ومواجهة غضب النواب (ومن الواضح أنّ هناك مراكز قوى تدعمهم ضد ما كان 'قد' يقوم به الوزير من إصلاحات)، أو التخلّي عن الوزير وتقديمه قربانا للمجلس من جهة أخرى، وهو بالطبع ما لا يقبل به أي رئيس وزراء لديه إحساس بالمسؤولية التضامنية الدستورية مع فريقه.
لكن النسور المراوغ والمناور البارع، الذي يتقن فنّ 'الانحناء للعاصفة'، والرقص مع الأفاعي، تبنى خياراً ثالثاً؛ فقرّر الانحياز للمجلس ضد قرارات الوزير قاطبة، ساعده عليه تواضع خبرة الوزير سياسياً، مع لغة قاسية استُخدمت بحق الوزير من قبل الرئيس في سياق المبالغة المقصودة للنواب ورئيس المجلس!
لم يكن موقف النسور غريباً. لكن الصدمة، وبصراحةٍ شديدة، تمثّلت في موقف وزير التعليم العالي، الذي انهار سريعاً أمام الضغوطات المتتالية، و'لحس' قراراته، وبدأ يتواضع في طموحه الإصلاحي، وتلقّى مواعظ من الرئيس والنواب!
ولو كنت محل الرجل، لفضّلت الاستقالة وحفظ ماء الوجه، على الموقف الذي وُضع فيه أول من أمس. فإذا كان مؤمناً حقّاً ببرنامجه الإصلاحي، وقادرا على الدفاع عنه، فإنه كان من المفترض ألا يرضخ لهذه الضغوط، ولا القبول بتواطؤ الرئيس والحكومة مع النواب ضده. ولو فعل ذلك، فإنه كان سيخرج بسمعة جيدة وطيبة، بدلاً من الهزيمة المجّانية الساحقة، ليس له فقط، بل لمشروع إصلاح التعليم العالي والجامعات!
كنّا سنقبل موقف الرئيس في استدراكه على الوزير وقراراته، لو كانت بالفعل منطقية. لكنّ الحديث عن الاختلال في القبول والتسجيل، والخلل في معدلات القبول، أصبح محلّ إجماع بين الخبراء التربويين والأكاديميين. وتجاوز الاستثناء الحدود المنطقية، وتوسّع السياسات الرسمية فيه، هما ما جرّ علينا خراب التعليم العالي والجامعات، وتدهور سمعتهما إلى الحضيض. فالوزير لم يكن يخترع العجلة، بقدر ما كان يطبق وصفات إصلاحية مؤجلة!
من قال إنّ الإصلاح سيمر من دون الاصطدام بالتيار المحافظ وأصحاب المصالح والمنتفعين من الاختلالات (أصحاب كذبة 'الحقوق المكتسبة')؟! لكن، وللأسف، فإن هذه المعركة المهمة والأساسية في مشروع الإصلاح، تؤكّد وجود ممانعة كبيرة وقوية من الأطراف المحافظة. وهو ما نخشى أنه سيكون المصير المحتوم لمحاولات إصلاح قانون الانتخاب الذي ما يزال يُرحّل من دورة نيابية إلى أخرى!
الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-07-2015 03:46 AM

قرارات الوزير تخريبية و ليس اصلاحية ويبدو ان الكاتب يخلط بين الاصلاحية و التخريبية
ما يراه الكاتب اصلاح قد يراه غيره تخريب ولايوجد اجماع على تفسيير الاصلاح كل يحاول تكييف هذه الكلمة على مقاسه و مقاس مصالحه

2) تعليق بواسطة :
07-07-2015 04:01 AM

لماذا اختاره النسور ؟؟ او هل للنسور دور باختياره ام هو من المفروضين على النسور ؟؟
سؤ اختيار المسؤولين
لو كان الوزير مقتنع بفراراته لماتراجع عنها ربما انها مفروضة عليه ؟؟
هل قراراته اصلاحية ام تخريبية
يمارسون التخريب تحت شعار الاصلاح

3) تعليق بواسطة :
07-07-2015 09:30 AM

مصيبة انك تكتب ما تكتب فقط لأنك تعمل بصحيفة تبدو كما لو ان مهمتها محاربة حقوق تحصلت عليها جماعات اردنية مهمشة تاريخيا بمزاعم الاصلاح.



هناك وسائل اخرى وكثيرة غير تلك لاصلاح مخرجات التعليم العالي.. كاعتماد امتحان الكفاءة وجعل اجتيازه شرطا للتخرج ومسوغا للتوظيف (العام والخاص) ومتابعة الدراسات العليا..هنا: من كان سيعترض او حتى يتحفظ..؟؟!!

يندرج في هذا الاطار والى حد ما إخضاع منتسبي الخدمة المدنية الجدد، بما فيه التربية والتعليم والصحة لامتحان تنافسي

4) تعليق بواسطة :
07-07-2015 09:50 AM

لا يجدر وحتى معيب وصف استشعار الدولة المُحق لخطورة قرارات مثيرة وحتى مستفزة ينتوي الوزير اتخاذها بخصوص قبولات ابناء المناطق الاقل حظا (وربما حتى ابناء الشهداء والقوات المسلحة) بانه "رقص مع الافاعي"



لا يستشعر هؤلاء التحريضيون بخطورة ان يصحو ابناء هذه الفئات المهمشة تاريخيا على حقيقة حرمانهم من وسيلة اساسية ومشروعة لانتشالهم من وهدة الفقر عبر مقعد جامعي رسمي..بزعم مسؤوليتهم عن تدهور هذا التعليم ومشاجرات الجامعات الرسمية..الخ.. متجاهلين عمدا انسحاب هذا على الجامعات الخاصة وحتى الخاصة جدا

5) تعليق بواسطة :
07-07-2015 02:53 PM

ومن قال لك أن البرنامج يعود لرؤية وافكار الخضرا! وأنت تعلم ان ما قدمه الخضرا كان بالنيابة وبالوكالة عن برنامج المبادرة النيابية التي دست أنفها في كل ما يتعلق بحقوق ابناء الوطن ومكاسبهم وخاصة المناطق الأقل حظا في البادية والريف الفقير او ما يتعلق بمقاعد ابناء الجيش والشهداء ..
لا تدافع عن الرجل ، اصلا لم يؤتى به إلأ لتحقيق تلك المطالب والرؤية المضادة لحقوق ابناء البلد ..وعفية على من وقف في وجهه واحبط مشروعه

6) تعليق بواسطة :
07-07-2015 05:31 PM

الرجل يفكر بالاستقالة
الرجل محبط لانه لم يستطع تنفيذ قراراته
الرجل يائس لان الرئيس خذله لحساب النواب
الرجل نادم لانه طاوع الذين اقنعوه بالقرارات على اعتبار انهم خدعوه و وضعوه بوز مدفع لهم
ويبقى السؤال : كيف و لماذا تم اختياره ؟؟

7) تعليق بواسطة :
07-07-2015 07:18 PM

الوزير إصلاحي عصري حضاري و لا يفهم بالعشائرية و الجهوية و المناطقية ولا يميز بين الناس
بالنسبة له الطالب المجتهد يدخل الجامعة بالمنافسة
اما الطالب الكسول يدخل الجامعة من خلال القوائم الاستثنائية
الطلاب الذين يدخلون الجامعات من خلال قوائم الاستثناء هم الذين يثيرون العنف الجامعي و كل واحد قنوته تحت ابطه او تحت فروته
بينما الطلاب الذين يدخلون بالمنافسة فيكونوا في غاية التهذين و هدفهم التعلم
الوزير يصطدم بذوي العقليات العشائرية وهو لايقدر عليهم ولا يحسن التعامل معهم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012