أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


لسنا مصر ولا نريد أن نكون

بقلم : فهد الخيطان
08-07-2015 01:47 AM
حسنا فعل وزير الشؤون السياسية والبرلمانية د. خالد الكلالدة، عندما تعامل بإيجابية مع النافذة الصغيرة التي فتحها قادة في جماعة الإخوان المسلمين 'غير المرخصة'، لتسوية وضع الجماعة القانوني، بعد ترخيص 'جمعية' تحمل ذات الاسم تقريبا لمجموعة من قيادات الجماعة التاريخية، على رأسهم المراقب العام السابق عبدالمجيد ذنيبات.
كان يمكن تفادي كل هذا الجدل والانقسام، لو أن قيادة الجماعة بادرت في وقت مبكر إلى تصويب وضعها القانوني، وقطعت الطريق على ما تسميه 'الانقلاب الرسمي' من قبل الدولة عليها.
لكن، 'أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا'. قيادة الجماعة لم تدرك اللحظة التاريخية، وفوتت على نفسها الفرصة. وعلى الحكومة ومؤسسات القرار أن لا تفعل الشيء ذاته.
ثمة اتجاه رسمي يدفع بتبني خيار التشدد مع الجماعة غير المرخصة، رغم سيطرتها على غالبية التنظيم الإخواني. هذا الاتجاه واقع تحت تأثير النموذج الحالي في مصر.
ينبغي هنا أن نقف ونفكر مليا. لسنا مصر، ولا نريد أن نكون مثلها. تاريخ العلاقة بين النظام السياسي الأردني وقواه الحزبية والمعارضة، ليس بمثل تاريخ مصر. تاريخ الإسلاميين مع حكام مصر مجبول بالدم والمعتقلات، والعمليات الإرهابية. لم تكن الحال كذلك في الأردن؛ لا مع الإسلاميين، ولا مع غيرهم. الأردن كان وما يزال مدرسة يتعلم فيها الآخرون فن إدارة العلاقة مع المعارضة.
مصر تغرق في الفوضى. لا أحد يريد لها هذا المصير، لكن النظام في القاهرة أغلق الأبواب والنوافذ في وجه الجميع، والإخوان أيضا أخذتهم العزة بالإثم.
نظام السيسي ليس نموذجا يحتذى، الأردن هو النموذج؛ الملك عبدالله الثاني بحكمته التي قادت الأردن إلى بر الأمان، هو النموذج الذي ينبغي على المصريين وسواهم من العرب أن يقتدوا به.
على الإسلاميين هنا أن يدركوا ذلك، ويتجنبوا الخطوات والخطابات الاستفزازية التي تخرج الدولة عن طورها.
اللحظة مناسبة؛ الطرفان مستعدان للجلوس إلى الطاولة للبحث عن مخرج لعقبة الاسم والترخيص. فلنستغلها فورا قبل أن يعمد البعض إلى إفسادها.
ليس مستحيلا الوصول إلى تسوية. الحزب بيد الجماعة غير المرخصة، ويمكنها ممارسة دورها السياسي، وهو الأهم، عبر هذه الأداة. هذا ليس بالأمر الهين، وينبغي أن يتقدم على سواه من الاعتبارات. ويمكن في الوقت نفسه تشكيل جمعية أو أكثر للأعمال الخيرية، على غرار القائم من الجمعيات في الأردن.
المهم، وقبل كل شيء، أن تعلن الجماعة غير المرخصة الطلاق الكامل مع المرجعيات الخارجية، وتتحول إلى جماعة وطنية أردنية، من دون أن تتخلى بالطبع عن مواقفها من القضايا العربية المصيرية، تماما كما هي حال الأحزاب السياسية الأخرى في البلاد؛ وتغادر المنطقة الرمادية فيما يخص موقفها من الجماعات الإرهابية التي تهدد العالم العربي برمته.
وينبغي على الحكومة أن تخلص النيات، وتسهل الطريق لتوافقات حول حلول ممكنة، تبقي الجماعة فوق الأرض لا تحتها.
مرة أخرى: لسنا مصر، ولا يتحمل الأردنيون رؤية الدم.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-07-2015 10:27 AM

تنظيرات صحيحه يا فهد.. لكن عمليا.. جانبك الصواب والسبب
أن همام مجموعته هم (نظريا اردنيين.. وعمليا فلسطينيين حماسيبن )
وهذه الإشكالية (بالهويه الوطنيه.. وزدواجها ). هي * عقدة العقد بالاردن* التي ابتلينا بها من(اطماع التمدد المجنون من48 )! فقمنا(بإرادته مليون فلسطيني! ) هم عمليا وقلبا وقالبا(فلسطينيون )
يا فهد.
الحل تطبيق الاعتراف الدولي بدولة وشعب فلسطين 4حزيران67
بالأردن. أي كل نازحين67 فلسطينيي الجنسيه بالقانون الدولي. هكذا تنتهي ازدواجية الهويه. بعدها إخوان الاردنيين ليسو مشكله ابدا!!

2) تعليق بواسطة :
08-07-2015 11:07 AM

لسنا دوله مجرمين ولانريد ان نكون

3) تعليق بواسطة :
08-07-2015 11:11 AM

انا لست من الاخوان المسلمين للاسف الشديد ولكنني سمعت من احدهم يقول (( الفلسطينيون يتجمعون وبسرعة عجيبة حول فلسطينيتهم قبل ان يعرفوا المبررات وهذا مايشكرون عليه اما الاردنيون فهم على العكس من ذلك يتجمعون حول جماعتهم ويحاربون التفرقة بين اردني وفلسطيني ، وكان هذا هو السبب الرئيس للتشقق الذي حدث في صفوفهم .

4) تعليق بواسطة :
08-07-2015 11:17 AM

جماعة الاخوان منذ تأسيسها حتى قبل توقيع وادري عربة كانت في حضن النظام ووقفت مع الوطن في ظروفة الصعبة. ولكن إنقلاب القيادات فكريا ومناطقيا وعملها على تشبيك علاقاتها اكثر مع اخوان مصر ومكابرتها وعنادها في رفض المشاركة السياسية في البلاد اوصلها الى هذا الوضع الحرج وافقدها زخمها الشعبي وحجب عنها الخبرة العملية في الوظائف العامة. اؤيد الكاتب في ضرورة ابتعاد الحكومة عن ملف الاخوان وتركهم يقلعون شوكهم بايديهم لان التدخل سيجعل صقورهم ابطال بدون بطولة وان حشد القوة لا تفتيتهاامر مطلوب وطنيا.

5) تعليق بواسطة :
08-07-2015 05:46 PM

لا يمكن فصل الاردن عن محيطه سكانيا وبكل النواحي لا ن اهل الاردن امتداد للشعوب في الدول المحيطه ...اعمل استفتاء لتعرف دقة ما اكتب.بالاجمال ماكتبته يا فهد رائع.

6) تعليق بواسطة :
08-07-2015 07:26 PM

روح وجوهر المقالة طيبين
الاردن لا يسير على هوى الاخرين وبخاصة في علاقاته مع مواطنيه وكياناته السياسية الحزبية
ومسالة جيدة ومرغوبة اقتراب متبادل من الحكومة والاسلاميين لمصلحة البلد والمجتمع وبخاصة في هذا الظرف الدقيق الذي يتطلب رص الصف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012