أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


ادهم الغرايبة يكتب : فحم أراجيل

بقلم : ادهم غرايبة
27-07-2015 11:04 AM
منعتني رائحة الحرائق و منظر الأشجار السوداء المحترقة و المتفحمة من إكمال تقرير إخباري عن سلسلة الحرائق الهائلة التي إندلعت خلال اليومين الماضيين 500 دونم من الغابات في الطفيلة إستحالت رمادا لفحمالأراجيل و حطبا للمواقد على إيدي مجرمين تتغاضى الدولة عنهم فيما هي - إي الدولة – تخترق كل الاحزاب و التنظيمات و تتابع تحركات كل مواطن صاحب رأي مخالف و تجلبه متى نوت و تخوض معارك على جبهات متعددة , فيما لا يرف لها جفن على حرائق متزامنة في غابات الطفيلة و عجلون و حرائق اخرى مفتعلة على مسافة 20كم كاملة مع الحدود الفلسطينية المحتلة !

ليس الحكومة وحدها , بل المجتمع بأسرة يمارس بلاهته التقليدية و ' حياديته ' السمجة ازاء مواضيع تمسه مباشرة و قضايا لا علاقة لها بالسياسية التي يترفع عن الخوض فيها بحجة ان حالنا افضل من غيرنا و كأننا لا نسير بعد هذا التخريب المتنوع على طريق الدمار الذي نراه بأعيينا من حولنا . سلسلة الحرائق التي ستقضي على اخر ' عرق نعنع ' قريبا لم تحظى بالجدل العام و لا بمقالات الكتاب حتى !

كيف لك ان تفهم بلادة الحكومة و عدم جديتها في ردع و منع حرائق متكررة ترتكب طيلة العام و تقتضي على اخر ما تبقى لنا من غابات لا تغطي اكثر من 1 % من مساحة الاردن و تسهم في عملية التصحر التي من المفترض ان الشعار الذي رفعه الملك الراحل الحسين بن طلال ' نحو اردن اخضر عام 2000 ' قد تحقق قبل 15 سنه منذ الان , في حين ان واقعنا اصبح ' اردن اغبر ' لا اخضر ! , بالتزامن مع قرارات تتخذها جامعات رسمية أردنية تحولت الى مجرد شركات تقدم خدمات تعليمية فحسب و تتقصد الإنسحاب من دورها في رفع مستوى الوعي العام و خدمة المجتمع فتتخذ قرارات بزيادة العطل الاسبوعيةالى 3 ايام , كل ذلك مترافقا مع مشاكل في ميناء العقبة و عدم تدخل وزارة العمل في حل مشاكل عمالية اخرى , ناهيك عن مصائب إفرازات و نتائج مرحلة حملة بيوعات المقدرات العامة للدولة الاردنية التي نكلت بالمواطنيين و تظهر نتائجها يوميا , دون ان تلجأ الى فكرة جوهرها ان شعار المرحلة غير المعلن هو تطفيش الاردنيين و هز ثقتهم ببلدهم من اجل استكمال بيع ما تبقى دون ادنى ممانعة ؟!

إذا كانت حكومة تعجز عن ردع بعض زعران بلا ضمير لم يعد الاردن يعني لهم سوى ' فحم اسود ' و لا تقوى على حل مشاكل المواصلات و لا تجبر سائقي الاجرة العامة على تشغيل العدادات و التصرف بشكل لبق , و لا حتى على ادارة ازمة النفايات ! , فكيف لنا ان نثق بأن هذه الحكومة – او من سيتابع نهجها لاحقا – قادرة على منع إمتداد الحرائق الينا فعلا ؟!

إذا كنا لا نحظى بقرارات إدارية بسيطة لا تحتاج اأصلا لقرارات مجلس وزراء , بل لمجرد إجراءات إدارية و روتينة هي من صميم عمل موظف درجة ثالثه فكيف نثق بقدرة هكذا حكومات في ملفات كبرى تتعلق بمشاريع كبرى كفيلة بدفع الاردن الى الأمام في مجالات تنموية حساسة مثل الطاقة و النقل و الصحة و التعليم و الزراعة و السياحة و تشغيل مئات الاف الاردنيين المتعطلين عن العمل و الذين لا خيارات لهم سوى التطرف أو الإنحلال ؟!

مئات الاف يدخلون الجامعات و يتخرجون سنويا دون ان تفرض الحكومة على كل واحد منهم زرع شجرة ليتحول الاردن الى غابة كبرى فيها اشجار اكثر مما فيها من ' الحيوانات ' في غضون اعوام قليلة فقط !

الجامعات التي ابتدعت عطلة الخميس بالاضافة لعطلة الجمعة و السبت قررت عمليا رمي هؤلاء في احضان الفراغ الفكري و الإحباط و السلبية التي تعاني منها البلد , فما هم فاعلون بهذا اليوم الإضافي في ظل إنتشار المخدرات و قوى ظلامية يسيل لعابها لهم و تراهم فحما لنيرانها ؟! .

تبرير رئيس رئيس الجامعة الاردنية يقول انها فرصة لدعم الطلبة العاملين و توفيرا لنفقات الطلاب في المواصلات ! حسنا , كم نسبة الطلبة الذين يحظون بالعمل ؟ و كم رواتبهم ! إذا كان أصحاب الشهادات و الخبرات لا يحظون بفرص عمل لائقة و لا برواتب تغطي نفقات الحياة الاساسية ؟! و لماذا لا يطالب هذا الجهبذ الحكومة بدعم المواصلات للطلبة و المتقاعدين معا كما يحصل في دول حالها اسواء من احوال الاردن ؟! و ماذا عن عملهم طيلة ايام الاسبوع ؟! لماذا لا يخفف على الطلبة - الذي ينفطر لهم قلبه المرهف - فيتدخل لتخفيض رسوم التعليم التي أصبحت فوق طاقة أغلب

المواطنيين و يتجه التعليم الجامعي ليصبح لفئة محدودة من الناس القادرين على الدفع فقط ؟! و اذا كانت الفرصة مواتية لأساتذة الجامعات للتفرغ للبحث العلمي فأين الموازنات لتلك الابحاث ؟ بل قل اين هم الأساتذة الذين غادر اغلبهم الاردن لأسباب تتعلق بالإنحدار العام لا لاسباب مادية فقط و تركوا الساحة لاساتذة حصل – اغلبهم - على شهادات من جامعات متدنية المستوى و مارسوا انتهازيتهم 'فترفعوا ' عن قيادة المجتمع و انعزلوا عن القضايا العامة و مارسوا وصوليتهم في قضايا ذاتية فقط غير معنيين بالوضع العام !

لو ان لدينا القيادات الحالية تستحق كراسيها فعلا و تغار على شعبها و يهمها مصلحة بلدها لفكرنا في يوم عمل تطوعي على مستوى البلد بكل قطاعاته . ليكن الخميس يوم عطلة من العمل و الدراسة الرسمية لكن بشرط ان يتم فيه انجاز شيء لعموم المجتمع . لا لانتاج مزيدا من الحرائق و القمامة و التكفير !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-07-2015 12:21 PM

لايراهن احد على انتماء ووعي الناس فالكل همه ملئ البطن اما الطبيعة الغابات الاشجار الفوائد العظيمة للاشجار لاقيمة لها عند هذا الجيل الهامل مطلوب من الجهات الحكومية خطط لحماية الغابات والاشجار ولو وضع حراسات برواتب على دوائر الغابات ووضع محطات انذار مبكر ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
27-07-2015 02:39 PM

حازم قشوع بقولك اللي مش عاجبيته البلد يرحل منها !! يعني البلد تظل للدخيل و ابن االصل يا غرايبه يطلع منها !

3) تعليق بواسطة :
28-07-2015 02:17 PM

كلام من ذهب !! مستحيل نلاقي مسؤول يفكر بمصلحة البلد ,, القرارات فيها منافع لمؤسسات معينة او اشخاص محددين
و الوطن اخر همهم

4) تعليق بواسطة :
29-07-2015 09:20 AM

يعني بدك اياني اعمل مظاهرات و اعرض مصالحي للخطر ؟!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012