23-03-2011 07:00 AM
كل الاردن -
جمال الدويري
كل عام وأنت بخير يا وطن الكرامة الأعز, كل عام وأنتم بالجنة يا شهداء الكرامة وكل شهداء الوطن, كل عام وأنتم بخير أيها الأردنيين والأردنيات الشوامخ, كل عام وأنت بخير أيتها الأم في كل مكان, وكل عام وأنت بخير سيدي أبا راشد سمو أميرنا المحبوب, كل عام وأنتم جميعا كرامة, وجعل الله كل أيامكم أعياد وسرور.
الحادي والعشرين من آذار من كل عام نستذكر يوما أردنيا من أيام العزة والفخر وتليد المجد, يوما من أيام الصمود والتحدي, يوما كلل به الغار والإباء والشموخ هامات الأردنيين وسفوح جباله الشم, يوما يعتبر من التواريخ المفصلية في أيام العسكرية الأردنية في تاريخها الحديث, حيث قبلنا التحدي وصنعنا النصر وكسرنا شوكة الصلف والغرور الإسرائيلي في يوم الكرامة على ارض الكرامة بعد عام واحد فقط من ظلام النكسة العربية.
الحادي والعشرين من آذار سنة 1968 كتب الأشاوس في قواتنا الأردنية الباسلة التاريخ من جديد, وصاغوا لنا جميعا بشجاعتهم وصمودهم وتشبثهم بالأرض والذود عنها, وزكي دم شهدائهم الأبرارعقدا ما زال يزين هاماتنا, وسيبقى إلى قيام الساعة مبعث زهو وتجلي لكل نشامى الوطن ونشمياته.
إنه يوم معركة الكرامة الخالدة, يوم حشد الإسرائيليون كل جبروت حديدهم, وجردوا علينا كل حقدهم وغرورهم وصلف أسطورة جيشهم الذي لا يقهر, فتلقوا من بواسلنا الجواب الكافي الشافي, فقتل منهم من قتل وجرح من جرح ودمرت عتادهم وبقي منه الكثير في ساحة المعركة بعد أن انسحبت فلولهم إلى ما خلف خطوط التماس الأولى. يوم انكسرت شوكتهم وتبخرت أسطورتهم واهتزت صورتهم أمام العالم كله.
إنه يحق وبامتياز يوم كرامة عربية أردنية مشرف, يوم غلبت به الشجاعة الكثرة, يوم انتصر به سلاح الإيمان بالله والوطن والثقة بالنفس والكرامة الوطنية على أكداس الحديد والدروع المتطورة وكراديس العسكر الكثيرة وأسراب الغربان الصهيونية من سلاح جوه الغاشم الحديث, يوم ظن به العدو أنه في نزهة لن يحتاج للفوز بها إلا للقليل من الجهد والوقت فخاب ظنه وخابت حساباته, وتلقن الدرس الأول في علوم البطولات والتحدي والإنتصار.
فكل عام وأشاوس قواتنا المسلحة الباسلة بألف خير والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وهنيئا للوطن وتهنئة بصناع نصره ومواجد تاريخه ومستقبله.
ومثلما هي الكرامة أم الأحرار ومبعث فخرهم فإن الأم التي نحتفل اليوم أيضا بعيدها هي كرامتهم ومرضع حبهم للوطن والأرض والغدير الذي لا ينضب من الولاء والإنتماء للجبال والسهول والصحاري الأردنية الغالية. وكل عام وأنت بألف خير يا أم البواسل وحماة الديار وسياج الوطن وموئل الكرامات ومزرعتها الغناء. كل عام وأنت بخير يا مهدبات الكفافي ومطرزاتها بالعز والكرامة, نقبل منكن الأيادي وندين لكن بحسن الصنيع وأداء الرسالة الوطنية باقتدار وتمكن.
ويصادف اليوم عيد ميلاد عزيز علينا ومحترم ثقة بيننا لا يشق له غبار, أمير غالي ومفكر عالمي فذ, وعلامة يعترف له الكون بسعة الفكر وتميزه, وبشمولية النظرة وعالمية الأداء, إنه سمو أبا راشد الأمير الحسن بن طلال, رفيق درب المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال وقرة عينه.
فكل عام وسموه بألف خير وأمده الله بالصحة والعافية ووفقه وسدد فكره لخدمة الوطن والإنسانية عامة.
كل عام وكل أيامكم يا أبناء وطني أعيادا وانتصارات وكرامة.