أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


لماذا «تعكر» مزاجنا العام..؟

بقلم : حسين الرواشدة
28-07-2015 01:03 AM
لست خبيرا في علم النفس، لكنْ لدي انطباع - لا ادري اذا كان القراء الاعزاء يشاركونني فيه - بأن ثمة سمة عامة ميزت سلوكياتنا في الشهور الماضية وهي الانفعال بما يترتب عليه من اندفاع وردود افعال متسرعة وعصبية وميول الى العنف ومن توتر وقلق وقلة صبر واحباط، ومع ان الانفعال قد يبدو طبيعيا كجزء من سلوك الفرد (البكاء والضحك والحب... هي انفعالات ايضا) الا ان امتداده الى المجتمع كظاهرة، وتحوله الى سلوك سلبي عام، يجعلنا نقف حائرين هل نحن حائرون فعلا؟ امام ما يفاجئنا به من اضطرابات واحداث زلازل ان شئت على اكثر من صعيد.
ثمة من يرى ان الحر في الصيف يزيد من الازمات النفسية، ويساعد في زيادة التوتر والانفعال، وثمة من يرى ان مزاج الناس يتغير تبعا لعوامل بيئية ونفسية وان الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية ترتبط بما يتعرض له المجتمع من انسدادات وما يواجهه من ضغوطات، وما يحدث حولنا من حروب وصراعات وما نشعر به من خوف وقلق على المستقبل، وانها بالتالي تفسير لحالة طبيعية من فقدان السيطرة والاتزان والاحساس بالامن، وهي تعبر عن نفسها من خلال النشاط الزائد او السلوك العدواني او عدم التكيف الاجتماعي او ربما بالانسحاب من المشاركة.. وفي كل الاحوال فانها تشير الى وجود مشكلة اجتماعية، متعددة الاسباب والاشكال وغير محددة النتائج.
سمة الانفعال، لا تقتصر على سلوكيات الناس فقط، وانما امتدت الى تصريحات المسؤولين، والى الاجراءات والمقررات ايضا، على صعيد الناس ثمة سلسلة لا تحصى من المشاهدات التي ازعجتنا: احداث عنف، ومشاجرات دامية، وحالات انتحار وقتل، وسجالات عنيفة تأججت بين النخب، ومزاج شعبي متقلب، وهيجان وفوضى في الاسواق، وازدحام في الشوارع والطرقات، وفي كل هذه المشاهدات كان الانفعال حاضرا، والتوتر موجودا، والشعور بالضيق والاختناق والردود الغاضبة والمتسرعة سمة عامة للجميع.
على صعيد الاداء الرسمي، كان ثمة روح انفعالية واضحة في التصريحات والاجراءات، وكان اداء بعض المسؤولين مرتبكا ومتوترا، لا نريد ان نضرب الامثلة لأسباب يعرفها القارىء الكريم ، ولكن ارجو ان نتابع - او نتذكر - ما يصلنا من ردود رسمية حول قضايا كثيرة تشغلنا هذه الايام، وارجو ان ندقق في استخدام العبارات، الفاظا ومضامين، لندرك حقيقة ما اشرت اليه، وانا لا ادين هنا او اتهم، وانما احاول ان افهم ما يجري، وقد قلت انه سمة عامة، عنوانها الانفعال وانه يندرج على الجميع، مسؤولين وغير مسؤولين.
قلت انني لست خبيرا في التحليل النفسي، لكن لا بد ان وراء هذه الحالات الانفعالية اسبابا وجيهة، فموسم الحر قد يكون سببا هل نعلق مشكلاتنا دائما على الطبيعة وما طرأ على حياتنا من متغيرات وعلى قيمنا من اصابات وما حولنا من تحولات قد تكون اسبابا اخرى ومع ذلك فان لدى علمائنا الاجتماعيين والنفسيين ما يفيدنا من تحليلات ، وقد نجتهد معهم في تحديدها: خذ مثلا ما يتعلق بالضغوطات المعيشية الخانقة، او ما يتصل بالانسدادات السياسية، او ما جرى على صعيد الاسرة والتربية والتعليم، او ما انتهت اليه حالة التدين المغشوش من افرازات لم تنجح مؤسساتنا الدينية في تنقيتها، وما اصاب المواطن من احباط ويأس... الى غير ذلك من الاسباب التي دفعت مجتمعنا الى هذه الحالة.
للأسف لا تزال هذه التشخيصات بما تحمله من اسئلة غامضة ومهملة ومعلقة ايضا بلا اجابات، ولا يزال مجتمعنا - للاسف - معكر المزاج.. ولا نزال نطرح سؤال العمل.
فمن يتطوع للاجابة عنه بشجاعة وصراحة.. ومن يستطيع ان يصرف لمجتمعنا ما يحتاجه من وصفات..ومقررات...مَن..؟

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-07-2015 05:49 AM

والله بالنسبة لي كمواطن في هذا البلد منذ اربعين سنة ومزاجي متعكر ولا اذكر يوم سعيد مر علي والاسباب لاداعي لذكرها ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
28-07-2015 09:10 AM

قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)
والضنك يشمل كل ما تفضل به الاستاذ الكاتب واكثر

3) تعليق بواسطة :
28-07-2015 09:16 AM

قال الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً . وقال تعالى ايضا
مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً)
هذا جواب رب العالمين على ما نعيشه في الاردن وهذه وصفات ليست معجزه لحل كل مشاكل الاردن والعالم والذي لا يريدها يركض وراء سراب ومعيشه دنكا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012