23-03-2011 07:12 AM
كل الاردن -
المحامي عبد الكريم "زيد الكيلاني"
لن اطيل انتظارا ،لن اضيع النهار ، ساكون يوما ما تريد.
"الامة يجب ان تنال شكل الحكومة التي تستحقها"هذا ما تضمنته الاسباب الموجبة للائحة القانون الاساسي في امارة شرق الاردن لعام 1923 ،وهي بطبيعة الحال ابرز مطالب الملكية الدستورية التي لا استطيع ان افهم معارضتها بهذا الحجم من القلق و التخوف رغم انها ليست دعوة لعبرانية الدولة.
وطني.. ساكون يوما ما تريد و لن اطيل انتظارا لان مئة عام على نشاة الاردن الحديث تكفي لنقول لقد بتنا نعرف الطريق ،مئة عام كفيلة بان تمنحنا القوة للوقوف في وجه المتربصين بالفجرالقادم وهم يثرثرون عن تاهيل الشعب للعبور نحو الحكم الديمقراطي و التدرج العقيم في الاصلاح السياسي، نقول لهم :اصمتوا،فقد حان الوقت لكي نسقط كلمة التدرج من قاموسنا السياسي ولو من قبيل البر بنضال الاباء الممتد عبر عشرة من العقود.
وطني...ساكون يوما ما تريد ولن ارضى بمقترح قانون الاجتماعات العامة الهزيل، الذي وضعته الحكومة ليضع الاردنيين تحت طائلة التجريم مقدما و كدفعة اولى على حساب الديمقراطية الهشة ،ماذا نفهم من اتاحة التظاهر السلمي تحت طائلة المسؤولية الجزائية و فقا لنصوص مشروع القانون المقترح ؟وهل يجوز ان يمارس المواطن حقه المشروع تحت طائلة التجريم؟لكنها العقلية العرفية التي ما زالت تصوغ النصوص بمنطق الادانة المسبقة و المعدة سلفا لكل احتجاج سلمي!!!و لماذا يتم التحريض المسبق على حق التظاهر وبنصوص قانونية بينما تتغاضى الحكومة عمن اجترؤوا على العبث بارادة شعب باكمله؟
اجل لن اطيل انتظارا، لقانون انتخابات يحسبه الظمان ماءا حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد ايدي العابثين تسبقه الى صناديق الاقتراع !!!فما هي قيمة اي قانون انتخابي اذاكان تطبيق النصوص منوطا بايد احترفت التزوير المرئي و غير المرئي ،ومازال اولئك العابثون يرفلون بنعمة النفوذ و السلطان ويستعدون لابراز مواهبهم الفذة في اقرب انتخابات برلمانية مقبلة ،الحكومة الصادقة لا تبدا بشكيل لجان حوار بينما تتقاصر عن اداء واجبها الدستوري الذي يحتم عليها ان تسارع باحالة محترفي التزوير و العبث بارادة الناخبين الى القضاء لينالوا جزاءهم بعد ان شوهوا وجه الوطن.
لن اطيل انتظارا لاقرار الموازنة العامة للدولة اوتقييم الاداء الاقتصادي للحكومة لانني اؤمن ان كل ادعاءات الاصلاح التي لا تاتي من رحم سياسي شرعي تفتقر الى ادوات الرقابة الحقيقية وتملؤها ارقام النمو المضللة.
لن اطيل انتظارا و لن اضيع النهار في المبادرات الحكومية البائسه ، لان قرنا من عمر الوطن بجهاد الاباء و حلم الابناء لن تذهب به الريح ،ان مواكب شهداء الكرامة وطلائع المناضلين الذين رسموا خيوط الفجر بدمائهم لن تقبل باقل من اردن الحلم الذي ارادووا،الاردن الذي لا تصنعه الايدي المرتعشة خوفا و لا الجيوب الممتلئة حراما ،اردن على قدر الوعد الصادق، ووجه الوطن البهي. قسما بوجهك يا وطن وبوجه من رووا ثراك "ساكون يوما ما تريد " .