أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


مواجهة التطرف والاستراتيجية الشاملة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
03-08-2015 12:15 AM
إذا كنا متفقين على خطورة التطرف، وأنه أصبح ظاهرة عامة تهدد المجتمع ومستقبل الأجيال، فلا بد من الاتفاق على جملة من الأمور الضرورية، من أجل النجاح في مواجهة هذه الظاهرة، ولا بد من الاستنفار المجتمعي الشامل، الذي تنخرط فيه كل الأطراف وعلى جميع الأصعدة والمستويات وفي كل المجالات.
الأمر الأول في هذا الشأن يتمثل بوضع استراتيجية عامة للمواجهة تشرف على إعدادها وتنفيذها الحكومة عبر مؤسساتها المختصة بالتعاون مع الأحزاب والقوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل انتاج جهد شعبي ورسميّ مشترك، ينطلق من رؤية مشتركة ورسالة موّحدة ووسائل متكاملة، بحيث يكون لكل طرف مسؤوليته ودوره المحدد المرسوم.
الأمر الثاني يقتضي التوافق على عملية التشخيص والوصف، لأن الاتفاق على التشخيص يؤدي إلى الاتفاق على كيفية المواجهة، بمعنى أنه ينبغي حصر عوامل نشوء ظاهرة التطرف وأسبابها بطريقة علمية موضوعية، بعيداً عن التهويل والمبالغة من جهة، وبعيداً عن التهوين والاستخفاف من جهة أخرى، مما يقتضي معرفة حجم أثر كل عامل من عوامل نشوء التطرف، ومعرفة النسبة لكل سبب في حدوث الظاهرة، مما يؤدي إلى توزيع الجهد بطريقة سليمة بعيدة عن الخلل والتناقض، وتجنب هدر الأوقات و تضييع الجهود.
الأمر الثالث لا بد من السير في المواجهة عبر خطوط متوازية ومسارات متكاملة، لأن النجاح المطلوب يتوقف على امتلاك القدرة على اتقان عملية الحصار والإحاطة بهذا الخطر من كل الجهات، والقدرة على عدم السماح بإيجاد الحواضن الاجتماعية التي ترعى بذور هذه الظاهرة، والحيلولة دون تشكل البيئة المناسبة لاستنبات بذور العنف والتطرف، لذلك لا بد من السير في خطط الإصلاح السياسي التي تقوم على فكرة المشاركة المجتمعية الواسعة والفاعلة من قبل الشعوب في إدارة دولتهم وتقرير مصيرهم، عبر صيغة ديموقراطية معاصرة، تحقق رضى الأغلبية الساحقة، وتستثمر في الطاقات الكبيرة والمتعددة التي تختزنها الدولة، بالإضافة إلى السعي الحثيث في حل المعضلة الاقتصادية المتمثلة بالبطالة والفقر، حيث أن العجز عن حل هاتين المشكلتين يجعل الباب مفتوحاً على إيجاد حواضن التطرف في بؤر التهميش والحرمان، حيث يرتفع منسوب الإحباط والشعور بالنقمة.
كما لا يجوز إهمال العامل الاجتماعي الناشىء عن إيجاد عوامل التعصب والخندقة بين مكونات المجتمع الواحد، الذي يقوم على أسس عرقية أو دينية أو مذهبية أو جهوية أو عشائرية، مما يحتم على أصحاب المسؤولية الإصرار على تمتين الأواصر الاجتماعية، وتعزيز النسيج المجتمعي المترابط، ومعالجة الاشكالات في هذه السياقات أولاً بأول، ودون إبطاء.
الاستراتيجية الوطنية على صعيد القطر الواحد تبقى مهددة بالفشل عند فقدان التكامل مع الاستراتيجية الإقليمية والعالمية، لأن الأخطار القادمة عبر الحدود كثيرة وعديدة، وتمتاز بالخطورة، ونحن في الأردن نتعرض لظاهرة اللجوء والتشرد التي تشكل جملة من التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يحتم تعاضد الدولة مع دول الجوار العربي لبناء استراتيجية إقليمية مشتركة، قادرة على تحقيق متطلبات المواجهة الجماعية بحدها الأدنى.
إن الاختراقات الأمنية الإقليمية والعالمية لظاهرة التطرف يشكل التحدي الأكثر خطورة، لأن بعض الدول التي أرادت الاستثمار في هذه الظاهرة، ومحاولة توجيهها لتحقيق مصالحها السياسية يشكل تهديداً خطيراً لكل الجهود المبذولة على هذا الصعيد، ويجعل عملية المواجهة عملية معقدة، ونستطيع رؤية هذا الخطر من خلال العمل الواضح على إطالة أمد الحرب بين الأطراف، واتباع استراتيجية إضعاف جميع الأطراف من خلال تزويدها جميعاً بالسلاح وبعض القدرات العسكرية، التي تؤدي إلى استمرار المعارك لأطول مدة ممكنة.
يجب أن نعلم أن مواجهة التطرف لن تكون عملية ناجحة دون القدرة على بناء استراتيجية شاملة على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الإقليمي كذلك، بطريقة متكاملة ومشتركة، بعيداً عن منهج الاختراق والاستثمار في ظاهرة التطرف والعنف، وبعيداً عن منهج الاستغفال الذي يمارسه اللاعبون الأقوياء بكل بجاحة.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-08-2015 11:25 AM

يأتون على ذكر مايسمونه تطرف ولا يذكرون جراءم إسراءيل وأميركا وتطاولهم على رسول الله وقتلهم لأطفالنا الرضع وهم نيام وتدميرهم لبلادنا ونهب لمقدراتنا........
قلع الله عيونهم.....

2) تعليق بواسطة :
03-08-2015 12:06 PM

لا نعرف ماذا يقصد الكاتب الملتحي بلتطرف اذا كان يقصد تطيبق شرع الله والحكم بما انزل الله تطرف فبئس الفكره والافكار .. الخلل ليس هناك الخلل والظلال الكبيرين هم في عدم تطبيق هذا الشرع والذهاب الى قوانين وضعيه تخدم فئه من الناس على حساب الشعوب
عجبا تطلب من حكومه فاسده وضع استيراتيجيات للعدل والمساواه وهي في الاصل فاسده لعلمك يا د. ثورات الشعوب جائت رد على هذا الظلم والفساد اصلح حكومتك واعدل واسترح لن يكون هنال ثورات ولا( تطرف )

3) تعليق بواسطة :
03-08-2015 01:52 PM

(انه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر )
صدق الله العظيم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012