أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
زاخاروفا: نشر الأسلحة النووية في بولندا سيجعلها ضمن أهداف التدمير عند الاصطدام مع الناتو تقرير مستقل : إسرائيل لم تقدم أدلة عن اتهاماتها لموظفي الأونروا محللون : إسرائيل فقدت أهم عوامل وجودها ودخلت مرحلة تساقط القادة الفراية يؤكد ضرورة التنسيق بين المؤسسات في حدود جابر صيانة لمركزين صحيين بالمفرق بمنحة إسبانية وفاة الشيخ عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما اللواء الحنيطي يستقبل رئيس الأركان لقوات الدفاع الرواندية الجماعة اليمنية تعتزم تصعيد هجماتها في البحر الحرارة بالأردن أعلى من معدلاتها بـ10 درجات في الأيام المقبلة نصراوين: استقالة الحكومة مرتبطة بموعد حل مجلس النواب 200 ألف دينار لإعادة تأهيل صحن البلد في الرمثا القيسي: انتهاء المرحلة الأولى من مسار درب الحج المسيحي في مأدبا الرئيس الألماني يزور تركيا حاملاً 60 كيلو من الشاورما الملك يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الإسباني ويبحثان التطورات في المنطقة الملك ينعم بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في مأدبا - أسماء
بحث
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


التمرد على الوالدية

بقلم : الدكتور شفيق علقم
21-09-2015 11:58 AM
لقد اصاب بعض الشباب في بلادنا - مع شديد الاسف - نوع من الجفاف او الخواء العاطفي والجوع الاخلاقي ؛ فانهارت لدى الكثير منهم الاحاسيس والمشاعر، وظهر لديهم فقر في الاخلاق وقلة ذات الادب ، في هذا الزمن الباهت الرديء ، الذي ادخلت فيه علينا مفاهيم ممقوتة باطلة ؛ كزواج المثل او الجنس الثالث ، وافعال قوم لوط ،فاخذنا نتعامل مع هذه الحالات والقضايا - مع شديد الاسف- على انها حرية شخصية واسباب نفسية، فاصبح تعليل امتهان الدعارة والعري الاخلاقي، وعرض المسلسلات الخليعة ، وانتشار الافلام الساقطة وما شابهها ، على انها حرية شخصية وحرية مراهق وحالة نفسية ؛ حتى اصبحنا نعيش في حالة من التناقضات الاخلاقية والسلوكية !!
وليس هذا فحسب ، وانما ثمة ظاهرة سلوكية مرضية مزمنة مقلقة اجتاحت وللاسف افكار الشباب ودواخلهم ، وكادت تعصف باخلاقهم باثار عواقبها المدمرة على اقدس العلاقات الانسانية وانبلها - علاقة الابناء بالآباء - فقد هز هذا التمرد النسق القيمي للشخصية العربية المسلمة؛ حيث يحل العقوق محل الوفاء ، والجحود محل البر ، وتهبط قيمة الابوة والامومة الى مستوى الاستهانة والاستكانة والتشاحن والصراع بشكل يفسد الحياة الاجتماعية لاقدس مؤسسة اجتماعية هي الاسرة ! فهل تكون هذه الظواهر التي تغزو افكار شبابنا نتيجة وانعكاسا لظاهرة العولمة التي غزتنا في عقر دارنا وما كنا لها دافعين او لغزوها منكرين !! فنخرت بعفنها وسوستها قضايا الشباب التي استفحلت في هذا الزمن العفن ؟! ام هل جاء هذا التمرد وهذه العربدة بسبب من تصادم رغبات الشباب مع موانع الاسرة وانحياز الشباب لارائهم ! ام هو تعبير عن ميل الشباب للتحرر من قيود الاسرة وموانعها ليصبح الشباب حرا طليقا لا سلطان عليه سوى هواه الفاسد ورغباته الجانحة ، قد لا يرجع تمرد الابناء على سلطة الابوة الى اسباب في العائلة بقدر ما يرجع الى الاسباب النفسية التي تبرز في مرحلة متطلبات المهمات النمائية والنضج في مرحلة ما من مراحل النمو؛ حيث ان التمرد قد يحدث في جميع مراحل حياة الانسان وليس في مرحلة الشباب وحدها ، فهويحدث حين تصطدم رغبات الشباب مع موانع الاسرة ، وذلك قد يحدث في مرحلة الطفولة اومرحلة المراهقة اوفي مرحلة الرجولة او مرحلة الكهولة سواء .
قد تبرز تساؤلات عن علاقة هذا التمرد باساليب المعاملة الوالدية لابنائهم وتربيتهم ،واثر الخلافات بينهما ، او علاقته مع صراع الاجيال.
ومهما يكن فان الكاتب يرى ويقترح بعض الدوافع والاسباب التي قد تكمن بقوة وراء هذه المشكلة المستفحلة -اضافة لما سبق- فلا تعدو ان تخرج هذه الظاهرة الاليمة عن دائرة الاسباب والدوافع التالية التي منها الخلل او التصدع المتعلق بالبناء الديني والخلقي وانهيار او تصدع منظومة القيم الدينة والخلقية ، والتحلل منها باعتبارها اغلالا رجعية ينبغي التحرر منها، كضعف الوعي الديني بحقوق وواجبات الاباء والابناء، وضعف الضمير الخلقي ،وتدني وانخفاض قيمة الابوة والامومة ،وسيادة الانامالية لدى الشباب ،ومسايرة بعض التقاليد والافكار المنحلة والمستوردة عن علاقة بعض الاباء بالابناء الشائعة بين شباب العالم الغربي والاجنبي بشكل عام ،والعبث بالمعايير والقيم دون الاحساس بالذنب الذي يرتكبه الشباب بحق نفسه وحق اقرب الناس اليه ، ومن الاسباب والدوافع ما يتعلق بالبناء الاسري المتصدع ؛ كاضطراب شبكة العلاقات الاسرية وفوضوية وضعف قيادتها ،وضعف مركز التحكم والضبط الاسري ، وسيطرة الصراع والتشاحن على حياة الاسرة احيانا . وسيطرة الصراع بين الاباء والابناء عوضا عن اللجوء الى التحاور، واستخدام اساليب تتسم بالتسلط والعنجهية والقسوة بدل اللطف واللين ،والتفرقة والتفضيل بين الابناء ، وسيادة مفاهيم خاطئة عن الابوة كحصر وظيفة الابوة في الانفاق والامومة بالانجاب، وسيادة نزعة الانانية وحب الذات بين افراد الاسرة الواحدة احيانا.
ومن الاسباب والدوافع ما يتعلق بالبناء النفسي المضطرب للابناء، وقد اشرنا الى ملامح منه كالرغبة بالاستمتاع بايذاء الاخرين وايلام الذات ، وهوما يسمى في علم النفس (بالسادومازوكية) لدى الابناء ، ومعاناة بعض الابناء من بعض العلل النفسية ،وطفيلية المشاعر والسلوك الطفيلي، والافتقار للامن والامان النفسي الابوي ، والتعلق المرضي بالجنس المخالف من الابوين، وعدوانية الابناء وحب الذات المرضي لديهم.
ومن الاسباب والدوافع ما يتعلق بمحاكاة نماذج ابوية عاقة ، كتنكر الاباء انفسهم للاجداد والتبرأ منهم، واستخفاف الاباء بالاجداد ،وسوء معاملة الاباء للاجداد ، وجحود ونكران فضائلهم ،وذلك مما يشوه صورة الوالدية في مخيلة الابناء الذين يعايشون هذه الاحداث .
واخيرا فان على الاباء والامهات مراجعة ذواتهم ومواقفهم والانصات لصوت الارشاد النفسي والتربوي بغية الوقاية والعلاج ، وعلى المؤسسات المجتمعية ذات العلاقة كالمؤسسات الدينية والتربوية والاعلامية ومراكز الارشاد النفسي القيام بدورها وتدعيم برالوالدين ومحاربة عقوقهم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-09-2015 02:33 PM

اليهود فطعوا عهدا لتمير المسلمين البشريه ذات الفطره السليمه والقيم والاخلاق من خلال دعم نشر الرذيله والفاحشه وتسيهل تجاره الجنس
كنا نقرا ذلك ايام الصبا عندما كان ذلك مشينا ونراه مستحيلا
اما الان فنري نجاحهم بالوفاء بعهدهم
تبا لهم
كحصص الخصوصي التي كانت مثار استنكار

2) تعليق بواسطة :
21-09-2015 10:22 PM

أسأل يا أستاذ عن الذي كان وراء أنشاء مؤسسة حماية الاسرةن وأسأل في نفسك حمايتها مماً؟ حمايتها من نفسها عندما يقوم الآب بمحاولة تأديب أبنة وضربة ضرب تأديب لا ضرب تعذيب عندما يرى انه يجنح الى سوء السلوك ليذهب الولد ليشكوا على أبية الى تلك المؤسسة ليزج الاب في السجن تحت ضريعة ان الولد هو ابن الدولة لا ابن ابيه ولكن الغرب عندما يرتكب الولد جريمة الاب يغرم ويجبر الضرر ويصلح ويجلوا بإجبار من الحكومة!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012