أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


ثقافة المكارثيه

بقلم : عمر علي فريج
22-09-2015 11:41 AM
ولد جوزيف مكارثي في ولاية ويسكنسن عام (1908) ، وأنهى دراسته الجامعية ليحصل على شهادة المحاماة ، ثم ينتخب كأصغر قاضي في محكمة الاستئناف ...
ثم تطوع في المارينز الامريكي خلال الحرب العالمية الثانية ، وانتصر في معاركه وانتخب كنائب جمهوري في الكونكرس الامريكي عام(1947) .
ذاع صيته واشتهر خلال تلك الفترة .... كان شديد الذكاء قوي الشخصية واثقا من نفسه لدرجة كبيرة ، ولكنه استخدم ذكائه في حرب ومهاجمة خصومه ..... ولم يستخدمه لنهضة وطنه وامته .
كان شديد العداء للشيوعية ، وحارب كل من اعتنق الفكر الشيوعي او تعاطف معه .....
كان له تأثير اعلامي كبير وكاريزما مؤثرة استخدمها في محاربة خصومه ووصفهم بالعمالة والخيانة .....
كانت وسيلته هي الرعب وصناعة الخوف بين الجمهور والرأي العام وان من ليس معي فهو ضدي ، كان يحارب الفكر بغض النظر عن صحة الفكر من عدمه ، ولا يهمه شخصية من يعتنق الفكر ومكانته وحجمه بالدولة .....
أطلق تهمه جزافآ وشكل لجان تحقيق تعتقل وتداهم وتكيل التهم بلا أي اساس علمي او حقيقي او مادي ، وانما لمجرد ان ضحاياه قد لا يتفقون مع فكره واتجاهه ومعتقداته ...
نكل بعشرات الألاف من خصومه ومن أشهرهم مارتن لوثر كينغ واينشتاين وغيرهم الكثير ......
انقسم المجتمع الامريكي بين أغلبية مؤيدة للفكرة بسبب الالة الاعلامية المحترفة للكذب والتضليل وقلب الحقائق ، وبين فئة قليلة صامتة تخشى أن يصيبها ما اصاب غيرها من تنكيل واغتيال للشخصيات ومحاربة بالارزاق واعتقالات جماعية ......
كانت نهايته مأساوية حيث وجه له الكنغرس اللوم الشديد وتصدى له بعض الاعلامين الصادقين المدافعين عن الحريات ، قدم للمحاكمة بتهم الفساد والتزوير .. ثم ادمن المخدرات ومات بسببها وكان عمره 48 عاما .
ان الفكر المكارثي الذي يعتنقه البعض دون ان يدري ،ويتصلب برأيه ويرفض الأخر من نتائجه تدمير النسيج الاجتماعي الواحد وتفتييت كيان الامة واضعافها .
ان من يتشدقون بالديمقراطية ويمارسون على أرض الوقع الاقصاء والابعاد للأخر هم أشد خطرا على الاوطان من الخطر الخارجي ...
المكارثيون يبدأون اقوياء ويكبرون ثم يكتشف المجتمع زيفهم وبطلان ادعاءاتهم وينبذهم ، فيموتون وينساهم التاريخ....
الوطن يسعنا جميعا ، والفكر يقبل الحوار والنقاش .. والأم تحتوي جميع ابنائها كبيرهم وصغيرهم .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012