أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


ذكرى الشهيد

بقلم : ايمن احمد عبدالمهدي الشوابكه
29-11-2015 01:04 PM
يا صاحب الذكرى لك الجباه تنحني لك القلوب تهوي لك الالسن بالدعاء تلهج رحمك الله يا صاحب الذكرى ، اليوم تصادف الذكرى الاربع و الاربعون لاستشهاد فقيد الاردن و الامة العربية رئيس وزراء الحكومة الاردنية الشهيد البطل وصفي التل .
يا فقيدنا من للاردنيين من بعدك ، من يبكي لنا من بعدك من يعفو عنا من بعدك و العفو لله وحده ، عشقناك و احببناك دون ان نراك فانت حديث الاجيال جيل بعد جيل حديث عن الزعامة و الفداء و عن الرجولة و الشهامة و الوطنية التي لم يشهدها الاردن منذ رحيلك لم تكن رئيسا لفئة او لشلة او عصابة بل كنت رئيسا للشعب كله و الوطن باجمعه لم يعرف عنك النزعة الاقليمية و العصبية فكانت العقبة و معان و و الشوبك و الطفيلة و مادبا و السلط في قلبك كما هي اربد و عجلون و الرمثا و جرش و المفرق و الزرقاء و كانت عمان عندك ذلك القلب الذي يغذي كافة الجسد بالدم و يمده بالاكسجين لتدوم الحياة و لكن الرحيل ازف سريعا فالشجعان لا يموتون منعمون على الفراش ، فنلت الشهادة واقفا في الميدان مدافعا عن امتك و عروبتك لا مساوما عليها .
عشت ايها الشهيد رمزا للكرامة و العون لم تغيرك الوزارة فقد ولدت فلاحا و عشت فلاحا و كنت جنديا مقاتلا في سبيل ارضك العربية لم تغيرك الوزارة بل انك انفردت عمن سبقوك و عجز من بعدك ان ينهج نهجك في الرئاسة فقدمت نموذجا فريدا من نوعه لا نجده الا في دفات كتب التاريخ عمن كانوا ابان الحكم الاسلامي و في الدول المتحضرة و الديموقراطية فالرويات عنك كثيرة في التواضع و الحلم و همك خدمة الامة لا نهب الامة و اذلالها ، فلم تمتد يدك للمال العام و لم تقبل العمولات و الهدايا لتمرير صفقة عهر او سرقة خيرات هذا البلد ، علمتنا معنى الانتماء و الولاء و لكن للاسف عند البعض اصبح مقرونا بقدر المنح و العطايا و المناصب .
ايها الشهيد البطل ما بالي كاني واقف بيد يديك اخاطبك يا ايها المعلم و الاب اننا نئن من العوز و قلة اليد و من الظلم و استمراء و اغتصاب الحقوق فالعدل ميزانه اليوم غير موازين العدل و الاستقواء على الضعيف شعار المرحلة و منهجها و الحكومات اصبحت اقليمية و جغرافية و شللية و كاني ارى بمجالسهم المنح و العطايا للابن و الصهر و الجار و الوضيع الذي اذل كرامته طمعا بكرسي لا يدوم على طريقة اعطه يا غلام . و اراضي الوطن التي مات من اجلها الاباء و الاجداد و ارتوت بدماء الشهداء وزعت على الاصحاب و بنات الاصحاب و اصحاب الدولارات و الجوزات لمن هب و دب مقابل ادفع رغم انه هوية و انتماء ، ايها المعلم و الاب لقد هجرنا و بعنا الارض و لم نعد نزرع الحاكورة و كوارينا هدمت و رهنت للبنوك لتعليم الاولاد و لبناء بيتا يستر عوراتنا و لم نعد نقوى على هم البنوك و تكشير انيابها فلا يهمها ان كشفت عوراتنا ، ايها الاب و المعلم اننا اي الاردنيين نحن و انت اصحاب السيادة و الكرامة و الشهامة و اغاثة الملهوف و نصرة الاخ و الصديق و على مر الزمن لم نتخلف عن امتنا العربية و الاسلامية و لا نبغي من ذلك اجرا الا عند الله سبحانه و تعالى و لم نكن يوما طالبي حسنة او صدقة و لم نكن يوما متسولين على ابواب السلاطين و لكننا اصحاب حق مشروع في الدين و دساتير الارض و قوانينها .
سيدي الشهيد نستذكرك اليوم و لكنك حاضرا كل يوم ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر فانت حديث الاباء و عشق الابناء و الحديث و كان كرسي رئاسة الحكومة الاردنية منذ رحيلك ما زال شاغرا لم يجلس علية وصفي اخر ، فقد كنت فارسا في ميدان المعركة و فارسا و انت تحرث و تزرع ارضك و فارسا في كلامك مدافعا عن امتك و عروبتك و فلسطين كانت وجعك و همك فكيف و انت استشهدت باجتماع لبحث الدفاع العربي المشترك عن ارض العرب و فلسطين ، فقتلتك ايادي الخسة و الغدر ايا كانت مشربها و منبتها فهي لم تغتال شخصك فقط بل اغتالت مشروعا عروبيا تحرريا لم يتكرر على ارض العروبة .
ايها البطل ذهبت بيديك و رجليك الى ميادين الجهاد و القتال و قد اكرمك الله بالشهادة رغم انهم حذروك من الذهاب الى الاجتماع و ان هناك مخططا لاغتيالك الا انك و كعادة الفرسان الشجعان لم تخف و لمن ينتابك الجبن و الهلع بل بايمانك القوي و عزيمتك فكان جوابك لهم ان الانسان لا يعيش اكثر من عمره المقرر ، فلم تقبل المساومة على حقوق الامة العربية و اصرارك على حماية المواطن و امنه و هيبة الدولة ديدنك الذي عشت من اجله و نلت الشهادة عليه ، فكان ايمانك بان المواطن الذي يعيش في امان هو القادر على العطاء و الانتماء .
ان الحديث عن هذا العملاق الوطني و العروبي لا يفي حقه بمقال او محاضرة بل هو منهاج في الولاء و الانتماء لامته و وطنه و قيادته و منهاج في الايمان بالله و منهاج في الشجاعة و الاقدام و الحديث عنه لا يقل عن الحديث عن الفرسان و القادة و الزعماء الذين خلدتهم اعمالهم في التاريخ فهو و اقرانه الشرفاء سادة في الحياة و الممات . نم قريرا العين يا وصفي فانت تتربع على عرش القلوب و هذا الاردن على مر التاريخ لا يخلوا من الرجال و الفرسان ، فتضرعنا لله ان يكرمنا الشهادة في سبيل الوطن .
رحم الله الشهيد وصفي التل و حمى الله الاردن و القيادة الهاشمية العروبية المظفرة ، عاش الاردن و عاشت فلسطين حرة رغما عن انف الاحتلال و اعوان الاحتلال .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012