أضف إلى المفضلة
الجمعة , 04 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
الأمير فيصل يرعى إطلاق مشاريع إدماج الشباب في عملية التنمية مجلس محافظة البلقاء يطلع على مشاريع بلدية دير علا الجديدة 14 شهيدًا فلسطينيًا بغارة إسرائيلية على مخيم طولكرم إعلان نتائج طلبة إساءة الاختيار والانتقال بين التخصصات والجامعات الأمن العام ينفي صحة التسجيل المتداول لسيّدة تدّعي تعرّض أطفال للخطف توترات المنطقة تخفض حركة الطيران في أجواء الأردن بنسبة 22% الأردن يدعم غوتيريش في مواجهة حملات الإساءة الإسرائيلية إطلاق 85 صاروخًا من لبنان إلى أراضي الجليل الاردن ومصر: نقف إلى جانب لبنان وأمنه وسيادته الحنيطي يتابع اختبار أسلحة مدرعة ومدفعية في الجيش - صور الصفدي يبحث مع نائب الرئيس السوري استقرار المنطقة وتهيئة عودة اللاجئين البكار: حلولنا لن تكون متسرعة أو جزئية أو آنية مادبا: تحديث خطوط الكهرباء استعدادا لفصل الشتاء طيران الإمارات تلغي رحلاتها إلى الأردن والعراق وايران وزير الاستثمار وسفير الاتحاد الأوروبي يبحثان مع "البوتاس العربية"
بحث
الجمعة , 04 تشرين الأول/أكتوبر 2024


روسيا تعيد حساباتها

بقلم : م. محمد يوسف الشديفات
30-11-2015 11:41 AM
كان التدخل الروسي العسكري في الأزمة السورية شرّاً لا بد منه لدعم النظام السوري بعد فتور الدور الإيراني وتحييده بشكل أو بآخر في ظل إنتظار دخول الإتفاق النووي بين إيران والغرب حيز التنفيذ، وكانت الأهداف الأساسية لهذا التدخل تتمحور حول تقوية نظام بشار الأسد على الأرض وتسويقه دولياً على انه نظام شرعي يعمل على مكافحة الإرهاب، لتنصهر كل هذه الظروف مجتمعة فيما بعد في بوتقة تحسين شروط التفاوض على المصالح الروسية.

حسابات روسيا الغير دقيقة المتمثلة بإملاء شروطها وتعاملها مع الإقليم على أنها قوة منفردة تملك مفاتيح الحل للأزمة السورية، وما تبعه من أفعال وردود أفعال غير مدروسة، أظهرت روسيا بمظهر الدولة المرتبكة، فمنذ اليوم الأول لشن الهجمات على التنظيمات التي تتقاتل على الأرض السورية اتضح أن روسيا لا تستهدف تنظيم داعش الإرهابي بشكل أساسي، في ذات الوقت الذي وجهت فيه روسيا أصابع الإتهام إلى تركيا بأنها على صلة وثيقة بهذا التنظيم من خلال تسهيل دخول وخروج عناصره إلى سوريا، وشراء النفط من عناصر هذا التنظيم بأسعار زهيدة مما يؤدي إلى توفير الدعم المالي له في ظل تجاهل أمريكي لهذه العلاقة.

القدرات العسكرية الروسية ايضاً شابها بعض مظاهر الضعف، كان أهمها سقوط بعض الصواريخ الموجهة من السفن الحربية الروسية في بحر قزوين داخل الأراضي الإيرانية، ودخول الطائرات الروسية المجالات الجوية لتركيا واسرائيل وما تبعه من حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل سلاح الجو التركي فوق جبل التركمان –الخالي من أي تواجد لداعش- والتي شكلت ضربة موجعة للقيادة الروسية، لا بل تعداه إلى تهديدات وجرأة غير مسبوقة من قبل القيادة التركية التي جددت طموحاتها بإنشاء منطقة عازلة في الشمال السوري متذرعة بحماية الأقلية التركمانية، تستعيد من خلالها أحلام التمدد والنفوذ التي عمل التواجد الروسي على الحد منها بشكل كبير، بالمقابل كان الرد الروسي عبارة عن إطلاق إتهامات وتصريحات بأن هنالك عقوبات إقتصادية سوف يتم تطبيقها على الدولة التركية، في حين أن روسيا تعلم جيداً حجم التبادل التجاري مع تركيا وأهميته لكلا البلدين، وملايين السياح الروس الذين يتدفقون سنوياً على تركيا، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية لأنبوب الغاز الروسي الذي سيمر عبر الأراضي التركية.

إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية شكل ضغطاً من نوع آخر على القيادة الروسية، حيث كانت المصالح الروسية تحت التهديد المباشر للأعمال الإرهابية أياً كان من يقف وراء تلك العملية، وكان رد الفعل الروسي صادماً للشارع المصري إن لم يكن كذلك بالنسبة للقيادة المصرية، وتم التعامل مع الحليف المصري على أنه جاني وليس ضحية، مما ترك آثاراً سلبية وتكهنات حول جدية التحالفات الروسية في المنطقة وتأثيرها على المدى البعيد.

توجُّه بوتين إلى إيران وإهداء نسخة من القرآن الكريم إلى خامنئي كان محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، إلا أن المصالح الإيرانية مع الغرب وقفت عائقاً أمام جهود بوتين التي لم تفلح في تدارك الأخطاء التي تم ارتكابها في السابق، وكذلك كان الأمر عندما أطلقت الخارجية الروسية تصريحات مفادها أن الأردن سيقوم بتقديم قائمة بالتنظيمات الإرهابية التي سوف يستهدفها الطيران الروسي، سارعت عمّان إلى احتواء تلك التصريحات والتخفيف من حدّتها وجعلها في إطار 'تنسيق الجهود' تحت مظلة 'إجتماع فيينا'، ولم تلتفت روسيا إلى خطورة مثل هذه التصريحات التي تعمل على جر رجل الأردن إلى مستنقع الأزمة السورية واستعداء جميع التنظيمات الإرهابية للدولة الأردنية على أنها هي من زجت بأسماء تلك التنظيمات إلى دائرة الاستهداف، في الوقت الذي ما زلنا نبحث فيه عن مفهوم واضح يمكن إعتماده لتصنيف الإرهاب والإرهابيين.

لكل من روسيا وتركيا مصالح سياسية واقتصادية في هذا الإقليم لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وها هو أردوغان يغازل بوتين بدعوة للإجتماع على هامش قمة التغير المناخي في باريس، لتبقى الأزمة السورية رهينة التحالفات والمصالح الدولية تحت غطاء 'مكافحة الإرهاب'.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012