أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


سوريا والعراق ... والقادم

بقلم : رجا البدور
15-02-2016 08:00 AM
لا شك أننا بدئنا نشعر كمراقبين بأن القادم أسوأ بما يخص القتال على الجبهتين السورية وآختها العراقية وبما أن الأردن يتشارك معهما حدوداً طويلة المسافات فيها ما فيها من الاختلافات الجغرافية تحتاج دائماً إلى المراجعة الأمنية الشاملة حسب تطورات المواقف الحربية على هذه الجبهات .

لا بد أن يضع صاحب القرار الأمني نصب عينيه الحقائق والتطورات بميادين القتال وان يعيد النظر الدائم والمستمر ساعة بعد أخرى بهذه الحقائق وعليه تكون الخطط والاستراتيجيات المناسبة والفعالة لمعالجة أي موقف موجود أو طارئ وأنا اريد أن أؤكد على أن صاحب القرار يجب أن لا يعتمد بتاتاً على التصريحات من هنا وهناك خاصة هذه التي تدعم الموقف الأردني اياً كان مصدرها بل يجب دراسة السيناريوهات جميعها بأنواعها ومدى خطرها على الأردن والتحضير الكامل للأسوأ منها والراجح حدوثه من العدو الرئيسي أو المحتمل .

هنا أرى من المناسب أن توضع بعض التصريحات أو الأعمال القائمة حالياً أمام العين ودراستها بجدية متناهية لا هزل ولا تسويف للوقت فيها ونضع تعليقنا ورأينا بكل منها :
1. تصريح مدير السي أي إيه مؤخراً بان قوات داعش تمتلك بعض الأسلحة الكيماوية بل واستخدمتها .

* أين نحن من ذلك التصريح الخطير , ما هي الاستعدادات عندنا إذا استولى الدواعش بشكل أو بأخر على الجنوب السوري , هل نحن جاهزون لمثل هذه التهديدات المحتملة .
2. تصريح من احد أفراد النظام السوري بأن الأردن وقواعده ومنشاته الحيوية ستكون مستهدفة إذا تم الهجوم البري المحتمل على سوريا من خلال استخدام القواعد والأراضي الأردنية .
** أنا شخصياً وبالرغم من معرفتي أن الأردن قد دخل أو سيدخل في تحالفات دولية وعربية وإسلامية منتظرة من باب المحافظة على أمنه واستقراره وعدم التغريد خارج السرب العالمي والعربي ومع الضغوطات التي تمارس عليه ليلحق بالركب حتى لا يبقى وحيداً .. لا أؤيد مشاركة القوات الأردنية .. بل هذا الذي يجب أن يكون وعلى الأشقاء والأصدقاء تقدير موقف الأردن وعدم الضغط عليه حتى لو كان العمل البري واقعاً أو محتملاً من باب الضغط على روسيا والنظام السوري للقبول بالحل السلمي المتضمن ما احتوته القرارات الدولية .
3. في ظل الحرب الدائرة بالعراق الآن وما ينتج وسينتج عنها من إعادة التقسيم الديموغرافي الممنهج للسكان بعد طردهم من مناطقهم لإعادة رسمها وتشكيلها بناءاً على العرق أو المذهب والطائفة وقد تم طرد بعض الطوائف السنية والمسيحية من مناطق سكناهم .. ما هي احتمالية تهجيرهم قسراً للأردن وهل الخزان البشري يحتمل هذه الأمواج البشرية .
*** هذا الاحتمال بعيد نوعاً ما ولكنه محتمل الحدوث ويجب أن يؤضع على مائدة البحث لدراسته ووضع الخطط اللازمة من قبل صاحب القرار الأمني .
**** لا بد من إعادة تحديد وتحليل مصادر ونوعية التهديد على الأمن الأردني الشامل
***** لا بد من تحريك بعض القوات نحو شمال وشرق المملكة من الآن وبهدوء للحشد العسكري اللازم وخاصة القوات المختصة بالحرب الالكترونية والحرب الكيماوية والاستخبارات والقوات الهندسية ومكافحة الألغام ودعمهم وقوات حرس الحدود بكل ما يلزم وزيارتهم من كل المستويات للمحافظة على المعنويات وزيادة يقظتهم ليشعر كل فرد منهم أن الشعب والقيادة دائماً معهم فهم المعتمد عليه بعد الله عزوجل في هذه الظروف الاستثنائية لحماية الوطن وأهله .

****** من نفل القول أن نتحدث عن الجبهة الداخلية وتمتينها وحمايتها من أي اختراق عدائي من قبل الخلايا النائمة التي لا ننفي وجودها أو الخلايا القائمة الماكرة للشر للأردن والقيادة وهم اشد خطراً من العدو الإسرائيلي على الأقصى والمقدسات منه على الأردن ونظامه الهاشمي المعتدل .
أخيرا :
نحن نعلم أن الشقيقة السعودية قد أخذت على عاتقها الواجب بالتصدي للمد الفارسي بدول الإقليم العربي ونحن قلباً وقالبا معها ولن نتخلى عنها وهي ودول الخليج يعلمون أن الأردن هو عمقهم الاستراتيجي إن أجلا أو عاجلاً .
الأردن مع أمته العربية ولن يتخلى عن هذا الدور المحوري والتاريخي .. فكان أن لا بد من المساعدات لهذا البلد الذي يمر يأسوا ضائقة مالية واقتصادية نظراً لقلة الموارد والموقع الجيوسياسي وكل السفراء الإخوة العرب أو الأصدقاء الأجانب عندنا يعلمون ذلك .

إن شاء الله لن تهن الرياض أو المنامة وخلفهما عمان وكل أحرار العرب .
حمى الله الأردن أرضاً وقيادتاً وشعباً وجميع الدول العربية .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-02-2016 11:08 AM

ابدعت بهذا التحليل وعلى كل واحد فينا ان يكون اشد انتباها هذه الايام لان الاردنيين وقيادتهم الهاشمية لن يسمحوا لاي كان ان يقترب من وحدتهم ودفاعهم الشرس عن ثرى الاردن الطهور شكرا ع الافادة

2) تعليق بواسطة :
15-02-2016 01:39 PM

تحليل في مكانه وابداع وطني يشكر الكاتب عليه وان اوان ان نفهم اللعبة وبناء عليه نتحرك الاردن اولا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012