أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 03 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
ترمب يحذر من عدم الإفراج عن المحتجزين في غزة الأرصاد تحذر من احتمال تشكل الصقيع في ساعات الصباح الباكر واشنطن: وقف إطلاق النار في لبنان ناجح إلى حد كبير البدارين يكتب : هذه إفادة وصفي التل حول حرب حزيران بلدية المفرق تدعو للاستفادة من إعفاء غرامات المسقفات قبل نهاية العام وزير العمل: قرار الحد الأدنى للأجور الأسبوع المقبل الفناطسة: عاطلون عن العمل يتجهون للمعونة الوطنية لعدم كفاية الحد الأدنى مجلس النواب يشرع بمُناقشة البيان الوزاري للحُكومة - رد النواب أسعار الذهب تتذبذب في الأردن ونقابة المجوهرات توضح نهاية العام آخر موعد لتقديم طلبات التسويات الضريبية الصفدي: الأردن طور خطة تتضمن إدخال 250 شاحنة يوميا إلى غزة الهواري: لجنة تحقيق بوفاة مواطن في مستشفى الأميرة بسمة تسجيل 4 إصدارات سندات وأذونات خزينة بقيمة 334.4 مليون دينار الشواربة: إنهاء إزالة اعتداءات المحطة والتعويضات عادلة بدء التسجيل الأولي للحج لمدخري صندوق الحج الثلاثاء - تفاصيل - رابط
بحث
الثلاثاء , 03 كانون الأول/ديسمبر 2024


الدولة المدنية

بقلم : عواد عايد النواصرة
11-04-2016 08:00 AM
منذ أن عرف الإنسان أنماط الحكم المختلفة، وجدت الايجابيات والسلبيات لكل نظام من خلال التجارب والسنوات التي طبق فيها. ولعل خلفيات الشعوب الثقافية هي من اوجد الاختلاف والتوافق في مبدأ القبول أو الرفض, ومع وجود قيم متجذرة في حياة الشعوب لا تستطيع أي دولة أو أي نظام تجاوزها وأهمها الدين والتعاليم السماوية. والتي تحول بعضها في الوقت الراهن إلى حلبات من الصراع الدموي بشكل اوجد سياسة فوضوية في بعض البلدان، أو نظام يجمع بين الدين والسياسة معا. ونظام يفصل الدين عن السياسة.
ما مدى انسجام فكرة الدولة المدنية مع العناصر السابقة؟ جاءت الفكرة من إيجاد الدولة المدنية من حالة التسلط والسيطرة بجميع أشكالها والتي تؤثر على حياة الفرد بشكل سلبي وتقوم على فكرة سيطرة الأقوى والبقاء له أي من فكرة شريعة الغاب إذا جاز لي التعبير. فبرز مفهوم في أفكار بعض الساسة مستمد من مطالب الجماهير ينادي بمبدأ أن يتساوى الناس جميعهم في الحقوق والواجبات بعيدا عن الحالة التي تحكمها مشاعر القوة والغضب والسيطرة وان يكون الحكم للشعب بطريقة ديمقراطية، ويكون أبناء الشعب فيها متساوين في الحقوق، ولا يكون فيها الحكم لرجال الدين أو للعسكر. فالدولة المدنية عبارة عن مكونات سياسية وقانونية لا تخضع لتأثير القوى والنزعات الفردية أو المذهبية في الدولة، وتستطيع أن تنظم الحياة العامة وتطبق القانون على الجميع. ولكن ما موقف الدولة المدنية من الديانات السماوية وتعليمها في شؤون الحياة المختلفة؟
إذا أردنا النظر للدولة المدنية بمفهومها الخاص فهي إما غير دينية أو منسجمة دينيا. فإذا أردناها لا دينية فهي ابعد قليلا من العلمانية في نظرتها للدين، وتدعوا إلى فصل تام للدين عن الحياة العامة في الدولة، وهذا أمر لا يقبله العديد من الناس لارتباط حياتهم بالدين ومبدأ الثواب والعقاب الرباني. هكذا تم تصوير الدولة المدنية من بعض الجماعات الدينية والتي اعتبرت سلطة أمير الجماعة وتعاليمه أعلى من سلطة الحاكم العام. وإذا أردناها منسجمة مع الدين عندها نستطيع بثقافتنا ومبادئنا الدينية تغير مبدأ الخلط في التفكير بمدنية الدولة، فالدولة المدنية بأمس الحاجة إلى الدين وتعاليمه فالدين هو العامل الأساس في بناء قيم الأخلاق في الدولة مما يساهم بشكل كبير في تقدم الدولة والأفراد في الحياة اليومية فالسياسي بحاجة إلى الدين والمواطن العادي لا يستطيع الاستغناء عنه ولكن المقصود هنا أن ألا تجتمع السلطتان السياسية والدينية في قبضة رجل واحد حتى لا يتحول إلى شخص فوق القانون وفوق المحاسبة. ولكن في بعض الدول والأحزاب التي تعتبر المرشد أو الشيخ أعلى سلطة من حاكم الدولة تأخذ من الديمقراطية (عماد الدولة المدنية) آلية للوصول للحكم ثم تستغني عنها وتتبع نظاما أخر فتكون سلطة سياسية ودينية معا.
عندما نقول بان الإنسان بطبعه مدني نعني بذلك في الوقت الراهن بان الإنسان بحاجة إلى نظام سياسي يكفل الفرص والتساوي للجميع، وبحاجة إلى وقانون يطبق على الجميع، وبحاجة إلى تعاليم دينية تكسب الفرد أخلاق وقيم مبادئ مصونة من قبل النظام السياسي ويحميها القانون.
فالدولة المدنية إذا ما تم مأسستها بشكل منسجم مع ثقافة الدولة أصبحت مطلبا مهما لتطبيق النظام على الجميع وتتساوى الفرص وتنعدم عملية التعامل مع الناس وفق مبادئ الجهل والتسلط. فصبح الدولة المدنية نظام ودين وحياة. فالنظام يحمي الدين ويحترم التعدد والدين ينظم الحياة.
Awad_naws@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-04-2016 09:35 AM

يعطيك العافية اخي عواد النواصرة

2) تعليق بواسطة :
12-04-2016 05:52 PM

يا سلام عليك يا دكتور ... الجميل في طرحك أنك تؤسس لفكرة تخالف ما يعتقده معظم الناس من أن الدولة المدنية تعني بالضرورة فصل الدين عن الدولة ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012