أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


أحوال البيئة في ميونخ

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
14-07-2016 03:19 PM

عندما يتجول المرء في مدينة ميونخ الألمانية يجد هدوءَاً تاماً حيث لا وجود لأصوات منبهات للمركبات أو مكبرات صوت صادرة عن وسائط النقل أو ضجة بفعل السرعة الزائدة؛ كذلك فإن عدد المركبات محدود رغم ضيق الكثير من الشوارع، على عكس شوارعنا تماماً، لماذا؟
أكثر ما يلفت المرء في ميونخ المسارب الخاصة بالدراجات بمحاذاة مسارب المركبات من جهة الطريق والتي تقع بمحاذاة الأرصفة للمشاة من الجهة الأخرى. وللمشاة والدراجات أولوية عند تقاطع الطرقات حيث لا توجد إشارات ضوئية، لذلك لا تزدحم التقاطعات بالإشارات الضوئية لأن الأولويات واضحة.
والأروع في هذه المدينة وجود وسائط نقل متعددة بأسعار معقولة، فهناك على سطح الأرض القطارات السريعة التي تربط بين المدن والقرى والعواصم الأوروبية بسرعة فائقة وتردد عال. وفي داخل المدينة هناك أربع طرق للتنقل (عدا المركبات)، إما بالحافلة أو الترام أو القطار الذي يسير على سطح الأرض ويسمى 'S بان' (وينزل أحياناً تحت سطح الأرض)، أو بقطارات الأنفاق التي تسير تحت الأرض ويطلق عليها 'U بان' وتغطي مساحة أركان المدينة المزدحمة بأكملها. وجميعها مترابطة ومنظمة بحيث إذا وصلت إلى محطة تحت سطح الأرض وتريد أن تكمل طريقك إلى مكان آخر بالترام مثلاً، فعندما تصعد إلى السطح تجد الترام على وشك الوصول.
وتعرفة التنقل مجانية للطلبة، ولكبار السن أسعار خاصة وللسائح خيارات كثيراً، فبطاقة لمدة ثلاثة أيام بقيمة 5 دنانير تقريباً تؤمن له التنقل في كل هذه الوسائط بلا محدودية. ويصل القطار الأرضي إلى المطار وكافة محطات القطارات فليست هناك حاجة لاستخدام سيارات الأجرة حتى من المطار واليه. وخلال العديد من الأيام التي مكثتها هناك لم أجد 'كونترولاً' واحداً يتأكد من وجود بطاقات سفر مع الناس لأن الجميع ملتزمون بالصدق والأمانة.
ومواقف مركبات الأجرة متناثرة حول المدينة، ولا تجد سيارات الأجرة متحركة على الدوام إلا نادراً كيلا تخلق أزمة مرور. وإشارات المرور منسجمة مع بعضها البعض فإذا فتحت إشارة يتم قياس زمن الوصول إلى الإشارة التي بعدها (وفق قانون: المسافة = السرعة × الزمن) فتفتح الإشارة اللاحقة قبيل وصولك عندها؛ وليس حالها كحال الإشارات الضوئية عندنا التي تصطاد السائقين كل مرة وعند كل تقاطع وتجبرهم على التوقف لتطيل من فترة الرحلة وتزيد من توتر السائقين ومن حجم التلوث.
أما الذي أدهشني كثيراً في ألمانيا فهو أن رسوم الجامعات شبه مجانية للجميع، حتى الأجانب من الطلبة يتمتعون بذلك، حيث يدفع الطلبة مبلغاً زهيداً سنوياً بدل تأمينات وقرطاسية ومواصلات، وتصرف لهم الجامعة تذكرة للتنقل الدائم.
والأهم من ذلك كله أن قبول الطلبة في بعض الكليات مفتوح للجميع من دون معدل كحد أدنى، كدراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء، باعتبار أن الكثير من الطلبة يكرهون مواد أخرى أو لا تعجبهم طريقة التدريس في المدارس، ولذلك تعتبر هذه الجامعات أن هناك طلبة أذكياء من ذوي المعدلات المتدنية ولديهم موهبة في هذه المواد العلمية فيقبلوهم وينتظروا نتائجهم في الامتحانات عند آخر الفصل، ويكون التقييم بناء عليها وحدها وحسب. وهكذا يكسبون الطلبة من أصحاب المواهب والعقول الفذة الواعدة لمستقبل ألمانيا.
إنها مدينة جميلة وآمنة وشعبها مضياف والإجراءَات البيئية فيها ملحوظة حيث يتم تجميع وتدوير أصناف النفايات المختلفة، كل صنف على حدة؛ وهناك حوافز لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، إذ توجد آلات استقبال لها في الكثير من المتاجر حيث يتم إدخال الوعاء البلاستيكي في فتحة ويتم قراءَة المعلومات عنها وصرف ثمنها بإيصال يتم استبداله من المتجر بما شاء المشتري أن يبتاع من أغراض.
ولا يفوت الزائر ملاحظة كثرة الخلايا الشمسية الموزعة على اسقف الابنية وفي الاراضي الخلاء، فقد قررت المانيا تفكيك كافة مفاعلاتها النووية بحلول عام 2022 وهي تستعد كي تصبح 80 بالمئة من طاقتها الكهربائية من مصادر متجددة نظيفة بحلول عام 2050.
وبالرغم من أن ألمانيا بلد المرسيدس والعديد من ماركات المركبات المعروفة فإن مركبات الهايبرد منتشرة بكثرة في الشوارع. وهناك وعي عام بالحفاظ على البيئة والنظافة ولديهم الشعور الحقيقي بالانتماء إلى وطن. فأمامنا في الأردن مشوار طويل في التربية والتعليم لإقناع الأجيال الفتية بأن كل شيء خارج أبواب بيوتهم هو أيضاً ملك لهم كي يحافظوا عليه.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-07-2016 01:03 PM

مقارنة ممتازة. نرجو الاكثار من مثل هذه المقالات و نأمل في أن نري كتاب عن هذه المواضيع.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012