أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


الحموري يكتب...الموقف الدستوري من انتخابات بدو الوسط

بقلم : د . محمد الحموري
28-09-2016 03:14 PM

بدون مقدمات، فإن ما جرى في انتخابات دائرة بدو الوسط، غير مسبوق في تاريخ الأردن، كما أن التبعات الدستورية التي تركها ما حدث، غير مسبوقة، على ما أعلم، منذ أن ساد في الأنظمة السياسية للدول، مبدأ الشعب مبدأ السلطة:
1) ليس من الطبيعي أن تقوم مجموعة من الملثمين بالسطو المسلح على عدد من مراكز انتخاب واختطاف الصناديق التي أودع فيها المواطنون أوراق انتخابهم، وذلك أمام اللجان ومندوبي المرشحين، ورجال الأمن المكلفين بالحراسة والحماية. فما جرى يشكل سابقة خطيرة، لا مثيل لها إلاّ في الدول التي تسيطر عليها عصابات المافيا التي تستهتر بالقوانين.. وأعتقد أن من قاموا بالسطو، كانوا يعتقدون إما أنهم أقوى من الدولة، ولديهم خبرة سابقة بالسطو وابتزاز المواطنين، والقدرة على الإفلات من العقاب، وإما أن لديهم أصحاب مقامات ونفوذ، يثقون بقدرتهم على التستر عليهم وحمايتهم، وفي الحالين فإن الأمر أكثر من خطير، ويتوجب أن يكون واجب الدولة أن تستعيد هيبتها أمام شعبها، بالقبض على من قاموا بالسطو، وإخضاعهم لحكم القانون.
2) أما بالنسبة للتبعات الدستورية التي تركها ما حدث، فقد كان أمام الهيئة المستقلة للانتخاب أحد خيارين:
الخيار الأول، أن تعلن الهيئة بطلان الانتخاب في دائرة بدو الوسط، وإعادة الانتخاب في تلك الدائرة. وهنا نلاحظ ما يلي:
أ‌. أن الهيئة المستقلة انتهت من عمليات الفرز والتحقيق في أمر الصناديق التي جرى عليها السطو مساء يوم الخميس الموافق 22/9/2016، وإعلان أن هذه الصناديق هي أربعة.
ب‌. وحيث أن أول يوم دوام رسمي بعد عطلة نهاية الأسبوع هو يوم الأحد 25/9/2016، فإنه منذ هذا اليوم يكون على الهيئة أن تباشر باتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمام الانتخابات في الدائرة والفرز وإعلان النتائج، ثم نشر أسماء جميع الفائزين في دوائر المملكة في الجريدة الرسمية، ليكون عندنا مجلس جديد، وذلك بحد أقصى يوم الثلاثاء 28/9/2016. والسبب هو أن مدة الأربعة شهور من تاريخ حل المجلس السابق في 29/5/2016، التي أوجبت المادة (73/1) من الدستور إجراء الانتخاب خلالها بحد أقصى، تنتهي يوم 28/9 المذكور.
ج‌. ويترتب على ما سبق، أنه إذا لم يكن لدينا مجلس نيابي منتخب ومعلن عن أسماء أعضائه في الجريدة الرسمية حتى مساء يوم 28/9/2016، فإن المادة (73/2) من الدستور، تقضي على سبيل الإلزام، بأن 'يستعيد المجلس المنحل كامل سلطته الدستورية، ويجتمع فوراً كأن الحل لم يكن ويستمر في أعماله إلى أن يُنتخب المجلس الجديد'.
الخيار الثاني، أن تتبين الهيئة المستقلة للانتخاب ما يلي:
أ‌. أن المدة ما بين 25 – 28/9 لا تكفي لإجراء انتخابات في دائرة بدو الوسط، وإعلان أسماء الفائزين في جميع دوائر المملكة، وبالتالي وجود مجلس نواب دستوري حتى يوم 28/9، إذ في هذه الحالة، نكون أمام استحالة واقعية لوجود مجلس جديد، ويعود المجلس المنحل بحكم الدستور.
ب‌. فإن عاد المجلس الجديد، يكون حل المجلس الاسبق لاغياً، وتعتبر الانتخابات التي تمت وأعلنت يوم الخميس 22/9، لاغية بالتبعية لإلغاء حل المجلس السابق.
ج‌. ولو حدث ما سبق، يكون علينا إجراء انتخابات جديدة لإيجاد مجلس جديد يحل مكان المجلس الذي عاد.
د‌. وهكذا، فإن الحل الوحيد لتجنب التبعات الدستورية السابقة، التي لم تحدث على ما أعلم، في الأنظمة السياسية التي تطبق مبدأ الشعب مصدر السلطة من خلال انتخابات نيابية، هو إعلان نتائج للدائرة الثالثة، رغم عيبها الدستوري والقانوني المؤكد، في الجريدة الرسمية مع أسماء الفائزين في دوائر المملكة، ويكون لدينا مجلس نيابي قبل يوم 29/9، مع حق ذوي الشأن في دائرة بدو الوسط، في الطعن في انتخابات دائرتهم، لتقوم المحكمة بإلغاء الانتخابات، وإجراء انتخابات جديدة للدائرة، ونتجنب الخلل الذي أحدثه السطو المسلح على صناديق الانتخاب.

وأعتقد أن حكم المحكمة بالبطلان هو في حكم البدهيات لأن الخلل لو لحق حتى بصندوق واحد، فإن ذلك يمكن أن يغير في النتيجة التي أعلنتها الهيئة لدائرة بدو الوسط.
وأختم بالقول ما يلي:
1) رغم اعتقادي بأن النظام الانتخابي في قانون الانتخاب عندنا هو نظام شاذ، وتحدثت وكتبت في ذلك كثيراً قبل إصدار القانون، واختلفت في ذلك مع الحكومة ومعالي الدكتور خالد الكلالدة عندما كان وزيراً للتنمية السياسية ولا يزال رأيي الفقهي في القانون وما فيه من عيوب لم يتغير، إلا أن القانون بعد صدوره أصبح ملزماً وواجب التطبيق.
2) إن اجتهاد معالي الدكتور خالد الكلالدة، كرئيس للهيئة المستقلة، وزملائه أعضاء الهيئة، في إعلان النتائج على النحو الذي حدث، كان اجتهاداً متميزاً يشكرون عليه، عندما جنّبوا الوطن، تبعات دستورية كان يمكن أن تهز المجتمع الأردني، تسببت بها عصابات سطوٍ انتهكت حرمة القانون وقيم الشعب، وأحدثت فتنة في مجتمعها، وأساءت لوطنٍ نحبه ونخشى عليه من عاديات الزمان.



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-09-2016 03:37 PM

شو صار بالحراميه الذين سطوا على الصناديق ،، مسكوهم ما مسكوهم ،، ما عرفنا

2) تعليق بواسطة :
28-09-2016 04:22 PM

ناس تصطوا على صناديق الاقتراع و تستعمل البلطجة و الترويع، بدري عليها الديمقراطية و العملية برمتها ما الها لزوم عندهم.

3) تعليق بواسطة :
28-09-2016 05:06 PM

.
-- ما لم يكتبه الاستاذ الحموري هو الاخطر ، هنالك جهه مهيمنه منتفعه تصر على انها فوق القانون وتمعن في إثبات ذلك ظنا منها انها الوسيله الأنجح لإخضاع الشرفاء من الأردنيين .

-- ان على من نفذ الى مجلس الامه خلافا للائحة ان يثير المخالفات الجسيمه في انتخابات بدو الوسط لعلاجها من خلال القانون والا فقدت قرارات المجلس شرعيتها وأصبحت عرضه للطعن بها .

.

4) تعليق بواسطة :
28-09-2016 05:41 PM

إذا كان هدف السطو على صناديق الإقتراح هو إفشال و عرقلة سير الإنتخابات !!
الدوله الأردننه أثبتت حكمتها و أفشلت ذلك المخطط .
حمى الله الأردن و الأردنيين .

5) تعليق بواسطة :
29-09-2016 12:37 AM

مواطن عادي لايمكن ان يقوم بعملية سطو00 ولكن هناك جهة امنية معروفة تمارس البلطجة

6) تعليق بواسطة :
29-09-2016 08:18 AM

لاموقف قانوني ولا سياسي القصه و ببساطه لو اعيدت الانتخابات في تلك الصناديق كان صار فيها دم...
جهل و تحشيد بين الناس فروع القبيلة الواحدة ، بدون انتخابات احسن و اقل ضرر

7) تعليق بواسطة :
29-09-2016 08:43 PM

الجهه معروفه واسمها،،، م........و،،،،،،،،،،الباقي عندكو

8) تعليق بواسطة :
30-09-2016 07:09 PM

اتفق مع الشق الاول من تعليق الفاضل المغترب. باعتقادي التناقض في تصريحات الهيئة سبب كاف لبطلان انتخابات تلك الدائرة والله اعلم

9) تعليق بواسطة :
02-10-2016 07:39 PM

سيدي لمغترب اتفق معك تماما فيما وصلت الية ولكن اسمح لي ان في راي معالي المحامي الحموري وجاهة

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012