بقلم : جمال الدويري
09-10-2016 03:06 PM
أعشق الكتابة, نثرا شعرا الما ثورة حبا غزلا اغتيالا...للفاسدين, وأحمل للوطن حبا لا تحمله جبال (الألب), وأحمل هم الأرادنة مثلهم جميعا, حقا لا مزاودا, ولكنني ضبطت نفسي منذ أشهر, مقصرا بحق القلم ورسالته النبيلة وبحق مواطننا الغلبان وهمومه, ومتخلفا عن كتابة نص واحد يقع بأكثر من ثلاثة سطور كاملة, وبالعودة لشريط الزمن والأحداث والمواطنة الصالحة, وجدت انني كلما هممت بالكتابة بموضوع ما, يقطع اندفاعي أمرا قضائيا بمنع الكتابة بالموضوع الذي غالبا يكون ذلك الذي بدأته, فيدرك شهريار الصباح ويصيب القلم الكساح فنتوقف عن الكتابة والصياح.
الأحداث كثيرة والهموم كثيرة والفساد أكثر من الهم على القلب, وكلما أقلعت من مطار الجمود والصمت, للتحليق في سماء المصلحة الوطنية ورسالة القلم النبيلة, أعود الى هبوط اضطراري سريع, وبفعل القانون وصلاحية المواطنة, في مطار الشيطان الأخرس, الذي يبتلع لسانه وحبر قلمه, لئلا يتلعثم او يغص بريق غضبه وشجون اضطرابه.
من ذهب عجلون الى النسور والملقي والانتخابات والتزوير وقصة الصناديق السوداء التي ما زلنا نبحث عنها بعد السقوط المدوي لطائرة الثامن عشر قبل ان تقلع, الى اغتيال الفكر والمفكرين على أدراج العدل وقصره, الى المناهج والتحريف المتعمد وغيرها من الموضوعات التي قد تعجز دول الاتحاد الأوروبي, توقفت عن الكتابة بها, أو كدت فعل ذلك, لأنني أعتبر نفسي من المواطنين الصالحين الذين يسمعون النصيحة ويذعنون للكبار الفهمانين الذين يعرفون.