أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


فايز الطراونة بين الرئاستين

بقلم : المحامي فيصل البطاينة
19-11-2016 03:07 PM

الفشل لم يلاحق أحد كما لاحق دولة الدكتور فايز الطراونة منذ أن كان مستشارا اقتصاديا في رئاسة الحكومة إلى أن تسلم وزارة التموين و بعدها سفيرا للمملكة في واشنطن لم نتذكر من سفارته آنذاك إلا الاتفاقية المهينة لتسليم المواطنين الاردنيين للولايات المتحدة و عدم انطباق الاتفاقية على تسليم الأمريكان ، حيث سلم بموجب الاتفاقية المواطن الأردني رائد نجم من مخيم جرش ليحكم مائتي و عشرين عاما و لا يزال يقضي محكوميته في سجون نيويورك.
و تمضي الأيام و يعود فايز إلى عمان و في سنة 1999 بعد أن اشتد المرض بالمغفور له الملك الحسين الذي هاتفه ولي العهد آنذاك الأمير الحسن طالبا منه تغيير رئيس الحكومة الدكتور عبد السلام المجالي مقترحا على المغفور له الدكتور جواد العناني او الدكتور هاني الملقي ، لكن جلالته رفض موضوع التغيير شكلا و موضوعا بالنسبة الى العناني و الملقي إلى أن عاوده سمو الأمير بتسمية فايز الطراونة رئيسا للحكومة بالوقت الذي كان جلالة المغفور له يصارع المرض الخبيث مما يفرض على الأمير و غيره أن لا يقوم بمثل ذلك و بعد ذلك و على مضض وافق جلالة المغفور له على التغيير على قاعدة اهون الشرور و ما هي إلا أشهر معدودة حتى انتقل المغفور له الى الرفيق الاعلى فاستقر في ذمة الله و في ضمير الشعب الأردني بعد أن غير رحمه الله من نسب له الطراونة و أسند ولاية العهد لمليكنا عبد الله الثاني حفظه المولى و رعاه و الذي ما ان تسلم زمام الأمور حتى أسند المهمة للدكتور الروابدة و بقي الطراونة يمارس أعمال التجارة والشركات التي تعثرت وحولت الى مكافحة الفساد إلى أن أسند له جلالة الملك بعد ما يقارب العشر سنوات رئاسة الحكومة الإنتقالية ولم يحالفه الحظ وقد جمد جلالته بعضا من قراراته إلى أن عين رئيسا للديوان الملكي .
ليفاجئ الجميع بتجاوزه لمهمته في التشاور مع النواب لاختيار رئيس حكومة برلمانية فورث العداوات بين السياسيين و أبعد القريبين و قرب البعيدين عن المطبخ السياسي متحججا بجغرافية المناصب بين شمال و وسط و جنوب متناسيا أنه في القرن الواحد و العشرين خاصة عندما حاول إبعاد عوض خليفات و تقريب عبد الله النسور لأن فايز الطراونة قد حجز المقعد الجنوبي له في المطبخ السياسي . و لم يكتفي الطراونة بما قام به من الذي ذكرت و لم أذكر . فاقترح تسمية معظم أعضاء مجلس الأعيان الحالي ضاربا القواعد و الأعراف عرض الحائط كالتنسيب بتعيين الاعيان من نفس العشائر التي منها نواب.
و خلاصة القول لقد تجنى الطراونة على هذا المنصب الرفيع في البطانة الملكية و استغل وجوده لتسخير المنصب لغايات شخصية أقلها الوقوف حجرة عثرة في طريق الوصول إلى جلالة الملك وبدأ ينظر الرجل الى الصغائر كمنعه لتقديم التعازي بإسم جلالة الملك لكل إنسان بينه و بين الطراونة خصومة لا سامحه الله فكل على من خلاف معه يمتنع الديوان العامر عن تكليف اي مسؤول في الدولة لتقديم التعازي باسم جلالة الملك لأن رئيس الديوان أراد ذلك مما يستوجب مسائلته بجرم سوء استعمال السلطة .
حمى الله الأردن و الأردنيين و إن غدا لناظره قريب .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-11-2016 09:20 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012