وزير التربية والتعليم الاردني !!

الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024

وزير التربية والتعليم الاردني !!

بقلم : فتحي المومني
08-12-2016 03:08 PM

---------------------------------
في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصاعدة في الخطورة ، المشهد العراقي ثم السوري ، وزيادة سيطرة المعسكر الفارسي الروسي غير الاسلامي البتة على المنطقة ، وبدلاً من أن نتكاتف لضم الصفوف - تزداد حدّة التوتر باسمكم لاحالة بعض موظفي الوزارة وغيرها من الميدان على التقاعد والاستيداع ، ولم يتبقَ لهم سوى أشهر للترفيع للدرجات المستحقة ... فممارسة الهواية والكيدية مع الموظفين ، إنما يلغي استحقاقكم بما أنتم عليه من مركز وزاري ليس المجتمع هو السبب فيه _ ولكن قاتل الله الظالم .
أنا فقط أريد أن استفسر استفساراً واحداً وهو .. من الذي يقرر إحالة الموظف على التقاعد بسرعة فائقة أنت أم الآخر ... ؟! وإذا كان الهدف هو بث روح الشباب في الوظيفة التربوية أو الضعف بمن أحلتموهم ، فلماذا لم تقاعد ممن تعدّى الثلاثين من الخدمة أو قبلها بقليل ؟؟!! أو ممن يعمل لصالح تقرير إستخباراتي ، وهو أفشل الفاشلين ! أتصور أن الطبّال المفرغ هو صاحب الفرصة في الترفيع والبقاء ، اللهمَّ لا تجعلنا منهم حفاظاً منّا على الدين والاخلاق والوطن .
وزيرنا المحترم : أتصور أن ميدان الوزارة هو هزيل جداً ، وواقع لا يحسد عليه أحد ، وما يجري من ممارسات تربوية على صعيد البناء الآيل للسقوط في كل مدارس المملكة ، وسرقة أموال العطاءات التي يبنى من خلالها أسوار المدارس والمدارس والترميم العام هو أهم بكثير من ظلمكم للكفاءات التي لا تعوّض بآخرين لا يعرفوا لا الكتابة ولا القراءة ؟؟!! ، وأن المسؤول الأوّل عن فشل التعليم وواقعه بكل مكوناته هو أنتم مجتمعين ( أصحاب القرار ) ، وممن ينادي بأهمية التعليم ، فلا يجوز أن تتكلموا من وراء جدران الصالات الفارهة عن واقع التعليم وحاله ؛ لأن المنطق والضرورة أن تكونوا ميدانيين مسؤولين أمام الجميع عن الواقع المر والسيء لحال التعليم ودماره الحقيقي ، فنحن لسنا بحاجة للتكريم أمام الاعلام من قبلكم وظلكم من تسموها النقابة المنزوعة الفائدة واقعاً وعملاً ،( فكبيرة هي تلك المشاهد على الصغير ، وصغيرة هي جداً على الرجال الكبار ، فما عاد المشهد القديم من ماهية هيبة المسؤول حاضرة في ظل ما ذكرت مما بدأت به مقالي ، وهو مشهد الخوف على الوطن برمته أرضاً وشعباً وحقوقاً ’تغتال من قبلكم ، فلا تعنيني الصورة ، ولا أنت ، ولا نقابة المعلمين ، ولا حتى الحكومات - فما يعنيني هو الوطن في ظل صراعات غير مسبوقة تهدد المسلمين والاردنيين من كل الاطراف واستطاعت أن تنال من واقعنا الاجتماعي والثقافي والتعليمي والاقتصادي ، فلا أجاملك لو قلت لك :- أنك غير مسؤول عن إحالة بعض الموظفين على التقاعد أو الاستيداع أو أي فساد يذكر داخل الوزارة ؛ لانك لا تملك من أمرك شيء سوى السمع والطاعة والتنفيذ لاحقاً ، وتحرص على من هم دونك أن يطبقّوا ما تريده ويريده غيرك ، فانت لا تعرفهم شخصياً حتى تحيلهم على التقاعد والاستيداع ، ولكن تقارير الاكبر منك تحيلك وتحيلهم وتسقط نقابة المعلمين متى أرادت وكيفما تشاء وفي أي وقت ، ولكن عندما ينهار المجتمع قيماً وأخلاقاً ؛ بات من الضرورة بمكان أن يسقط الوطن في الوحل والمجهول ، وآخر لن يكون بوسعنا أن نمنع العدو ورعاياه في الداخل من التوغّل في بلادنا والتي بات فيها الكره والحقد ورفض الآخر سيّد المشهد ، فكل مؤسساتنا انهارت من سياسات التعليم العالي والتربية والتعليم ، وسقط المواطن بين حيص بيص ، وتوّج على الرجال الاردنيين الاحرار أشباه الرجال ، فمن معضِلاتنا الحقيقية والتي عمل الاستعمار على تجذيرها هي تتويج الفاشل على الناجح حتى بالشأن العام ؛ لأن ذلك يخدم من يَحكم ويقرر ويبيع ، ويبادر لاحقاً في تسعير الوطن والانسان في أي وقت يستدعيه الظرف الحقير ، ولم يعد بعدها بمقدورنا أن نحترم ونحب بعضنا البعض .. فلماذا كل هذا الفشل في منظومة التعليم بخصوص وعموم ؟!
وزيرنا المحترم : أتصور أن النقابة تعمل معك بكل جد واجتهاد للنيل من المعلّم وحقوقه التي ذكرناها كثيراً ، والانسجام بينكم إنما يأتي من مصالح مشتركة تخدم الشأن السياسي ومفادها صور بروباغندا تقول : رعى وكرّم ، وشوفيني وشوفي مقفاي ، ولا تخدم بكل تأكيد موظفي الوزارة في الميدان بشكل عام ، ولا الطالب والواقع المتردي ، ونزداد يوما بعد يوم العداء لكل مسؤول أردني ، فواقع الحال لم يتغيَّر عليه شيء ملموس البتة ، وبل ينحدر بتسارع طردي كل يوم للأسفل ......
اعتقد أن ما يحصل في الوزارة والنقابة هو مخجل ، ولا يهمنا الاثنتين ، ولكن ما يهمنا الوطن وسلامة أهلنا جميعاً ، وتوعية جمهور المعلمين الواعين ، والذين يحملون كل خلق وعلم ’ لأن يبتعدوا عن النقابة وفتاشاتها الدعائية ، وعدم التعامل معها ، ويبادروا مرة أخرى إلى تأسيس لجنة وطنية كأول ما بدأوا في العام 2010 ، ويختار فيها نخبة النخبة كالذين ناضلوا من أجلها وتمَّ إقصاءهم لانهم الرجال واستبدلوهم بشجعان الحكومة ....، وكانت هي تجربة رجال نوعيين لم يعد لهم أي حضور بين آخرين معزولين عن الفكر والحضارة ، وفهم الواقع ، واذا لم تؤسسوا لما ذكرت ، فلتسلّموا أنفسكم للوزير ومعاونيه من نقابة المعلمين وأطراف معروفة تعمل في الخفاء ، وسيحيلكم باستمرارعلى التقاعد والاستيداع والنفي متى شاء بناءً على تقرير ظالم شوفيني . .. كيف لا ، والتعليم يحكمه الكذب والفنتازيا وبيع كل أطراف العملية التربوية مجتمعة . فالواقع شيء ، وما يحاك في الخفاء داخل مؤسسة القرار شيء آخر أعنف وأسوأ ، وبحكولك خيبة أمل في التعليم ؟!!!! فواقع التعليم كحلب الشهباء بالضبط . وفي طريقه للثبات في القاع .
المجتمع الاردني لا يختلف على القيادة الاردنية اللطيفة والتي تخلو من النرجسية والظلم ، ولكنه يختلف على الذين خانوا الامانة ، ومارسوا الفساد بكل أشكاله .