أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


(إعادة بناء المشروع الوطني الأردني) في ذكرى الشهيد وصفي التل

بقلم : جعفر فالح الروسان
10-12-2016 03:02 PM


2021 هو عام مئوية الدولة الأردنيه , وهو عام خمسينية ذكرى الإستشهاد ,وكأن وصفي يختزل نصف مشهد الدولة الاردنية فصاحب المشروع الوطني بأبعاده السياسية الإقتصادية الاجتماعيه الثقافيه الفكريه , رسخ أبجديات الدولة الثلاثة : هوية وطنية , دولة تعتمد على ذاتها, جيش مقاتل محترف,وماجرى بعد إستشهاده الى اليوم سرقه لمشروعه من جهه والإنقضاض على منهجه من جهة اخرى عبر سلسلة من الاحداث المتعاقبه مفصلها عام 1989 , وهي تؤشر لنا بوضوح أن من قتل وصفي ,أصحاب المشروع المضاد لتحرير فلسطين وبناء الأردن,إن الحسم في 1971 حمى الدوله الأردنية من أن تكون قربان سلام لإسرائيل,وأعاد توجيه الثوره الفلسطينيه بإتجاه القدس ,وقد تأخر ذلك إلى عام 1993 بالعوده الى الداخل لأول مرة بعد أن كانت حركة التحرير الوحيده في العالم خارج أرضها, وهذا ماكان يجب أن يبنى عليه في 1968 يوم نصر كرامة العرب, وغاب الشهيد وتم التراجع عن البرنامج السياسي الوطني الأردني , ودخل الأردن في متاهات الإصلاح الإقتصادي ببيع مقدرات دولة القطاع العام وما رافقه من ضعف بنيوي واضح في اداء الإداره الحكوميه وإختفاء روح الإنتماء , وتحويل الشعب الى مجرد مجاميع بشريه ,ضمن مساحه جغرافيه هي أقرب إلى أرض مشاع لحل مشاكل الإقليم ,سوف يدشنها قانون اللامركزيه إن اسئ إستخدامه بتحويل الأردن قانونيا إلى دولة (ديكابولس) مقطعة الأوصال بوحدة رمزية ترضي منهج التوطين, وتجامل أصحاب الشرعيه الوطنيه الأردنيه ,ولكنها في النهايه عملية أعادة فك وتركيب تنتهي بشكل من أشكال( مدنية الدوله) بمفهوم شكلي, يقفز عن الاصلاح التراكمي , منذ مرحلة إعادة التأسيس الحديث في 2021 بعد إعلان المؤسسين في مؤتمر أم قيس 1919 عن برنامجهم السياسي وماسبقة من ثورة الكرك 1910, وحتى لانقع في شرك المؤامره , ونصدق مع ذاتنا , ونخلص لذكرى الشهيد ونتجاوز تحويلها الى مجرد ( بكائيه ) وهتافات تعبر عن ( يتم وطني), ونسمح لفئه من كتاب (بغاث الطير) بالهجوم المبطن على المشروع وصاحبه لابل الهجوم على الوطن , فلنعد بناء البرنامج ضمن مبادرة وطنيه , تنسجم مع التطورات الحاصله , ونحشد كل أمكانياتنا لها, فالعالم في مرحلة اعادة بناء وجزء منه المنطقة ولامكان فيه الا لدول التنميه المعتمده على ذاتها , (فالتنمية الرثة) لاتتناسب مع عراقة أقدم نظام سياسي في الشرق الأوسط , (ووادي عربه) مدرسة وإن دخلناها على نظام الأتنساب مظطرين بإسم الواقعية السياسيه, إلا أن المعاهدات في العرف السياسي فترة هدنه مقوننه لإعادة الفهم ورسم الإستراتيجيات للبقاء لا الفناء, وستبقى مدرسة السلط , هي من خرجت وصفي وهزاع وسليمان,رجال دوله,لا مدراء تنفيذيين لبرامج الاخرين, لسنا ضد أحد كدوله وشعب,بقدر مانحن مع أنفسنا, وهذا حق مشروع , مؤمنين أننا في مرحلة بناء البيت الأردني الثالث (دولة الشعب ) بعد مرحلة دولة الإماره بعد الحرب العالميه الاولى 1918 ودولة المملكه في 1946, ومهما كان رأينا فيما يجري في الصراع على سوريا فنحن ندرك أن الحل السياسي حولها سوف تصل نتائجه لنا وأعتقد أن هذا لايخفى على وعي شعبنا والعقل العميق لدولتنا في الإستعداد , فمسارات التسويه ستطلق بالعوده الى ثوابت تسويات بداية القرن الماضي التي تضمن حق إنشاء الدول للشعوب المحرومه ضمن حدود ماقدمت من تضحيات وبدون المزاودات الممجوجه , وسيبنى العرب دولهم بأبعادها القوميه ضمن العوده الى عنصر الديمقراطيه الغائب , هذا العنصر الذي هو الضمانه الحقيقيه لمحو عقدة التفوق الإقليمي عند إسرائيل وابران وتركيا, حمى الله الأردن , والرحمه على روح الشهداء,من ميشع الى الحارث الى فروه ابن عمرالجذامي إلى عبدالله الأول وهزاع ووصفي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-11-2018 09:23 AM

كلام رائع وعميق دكتور جعفر وينم عن حس وطني عالي فاهم بواطن الأمور وكيف يجري اختزال المشهد والمشاريع الوطنية وقلبها على انها لا تحاكي الواقع وبعيدة وان كل مناداة بمصلحة الوطن وأهله بقلب من مدعي الوطنية في الظاهر على ان هذه المناداة ضد الوطن متناسين هؤلاء ان الوطنين يعرفون نواياهم الزائفة

2) تعليق بواسطة :
27-11-2020 08:56 PM

لا فض فوك دكتور ابدعت

3) تعليق بواسطة :
27-11-2020 10:13 PM

تحليل رائع اخي الدكتور جعفر
حمى الله الأردن وادام عزه وحفظ له امنه وامانه.
واستقراره ووحدته الوطنية
ورحم الله وصفي التل وجميع اامخلصبن
الذين نذروا انفسهم خدمة للوطن.
نفع الله بك وبعلمك ولا جف مداد قلمك ولا نضبت بنات افكارك. دمت بود اخي الحبيب.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012