أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


المسؤلية الأخلاقية في الخيار النووي

بقلم : د.أيوب أبودية
24-05-2017 07:36 PM
قناعة منا بأن الرأي لن تنشر ردودا تحذر من المشروع النووي فإننا نتوجه إلى منبر كل الاردن الوطني العامر فيما يلي.
نشرت الرأي بتاريخ 22/5/2017 تصريحا عن الدكتور أحمد الصباغ بعنوان: 'لا تعارض بين الطاقة النووية والمتجددة' وأن على الأردن تنويع مصادره. كما تم التعريف بالصباغ بأنه حاصل على جائزة مارك ملز لبحوثه في مجال الهندسة النووية، وهذا هو دليل واضح على أنه بعيد كل البعد عن معارف الطاقة المتجددة وخباياها، حيث يدّعي أن إنتاج 50 ميجاواط كهرباء من الشمس يحتاج إلى الاف الأمتار لزراعة الخلايا الشمسية بينما يغفل أن المفاعل النووي بحاجة إلى منطقة حماية بنصف قطر 5 كيلومترات، أي بما يعادل 85 ألف دونم من الأرض. كذلك غفل الأستاذ الفاضل أن ميزة المفاعل النووي التي أدعاها بفعل نسبة الاستقرار التي تبلغ 96% هي أرقام مثالية لا توجد إلا في الكتب والأبحاث النظرية، ونحن إذ هنا نقدم له أمثلة على ذلك من مفاعل روسي حديث في الهند.

خلال فترة عمل المفاعل الذري من تاريخ 22/10/2013 لغاية 31/5/2015، أي خلال فترة 586 يوماً من التشغيل، كان المفاعل معطلاً لمدة 226 يوماً، إذ توقف عن العمل اضطرارياً 13 مرة هدرت خلالها 90 يوماً من أيام الإنتاج والعمل. كما توقف المفاعل مرتين للصيانة استمرت في مجموعها 64 يوماً، فضلاً عن التوقف 72 يوماً لاستبدال التوربين الذي يولد الكهرباء والذي تعطل أيضا، علماً بأن المفاعل يعود للجيل الثالث من المفاعلات الذرية.

وهكذا يكون مجموع أيام التوقف عن الإنتاج هي 226 يوماً من أصل 586 يوماً؛ وقد صدرت هذه الدراسة عن Academina.edu للباحثين VT Padmavabhan و Makkolil مؤخراً.

يعتقد الصباغ أن الكهرباء النووية مستقرة أما الطاقة المتجددة متذبذبة بين الليل والنهار والصيف والشتاء، وهذا صحيح، ولكن نتمنى عليه أن يقرأ كيف قررت دول العالم أن تتجه صوب الطاقة المتجددة بحيث تصبح في السويد مئة بالمئة من كهربائها من الطاقة المتجددة في عام 2030 وفي العام نفسه تعتزم مدينة سدني في أستراليا وأيضاً ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية أن تستمد كافة حاجتها من الكهرباء من الطاقة الشمسية. وفي عام 2040 قررت المغرب الدولة العربية الشقيق أن تحذو حذوهما وهذا الكلام ينطبق على اسكتلندا والدنمارك التي أنتجت مؤخراً 140% من كهربائها من طاقة الرياح الأمر الذي استدعى تصدير الفائض إلى أوروبا. وكذلك حال دول مثل الأورغواي ونيجاراكوا في جنوب أمريكا التي يزيد إنتاجها من الكهرباء المتجددة حاليا عن 50% وتطمح إلى مئة بالمئة عام 2030.

ويدعي الكاتب أن كلف صيانة الطاقة المتجددة مرتفعة وأن الفقدان الكهربائي مرتفع، ونذكره هنا بأن الكهرباء التي تشتريها الدولة من مشاريع الطاقة الشمسية هي بعقود طويلة الأمد يقوم المستثمر بذلك وليس الدولة، وهم يشترون الكهرباء بالكيواط.ساعة بسعر محدد وبالتالي لا شأن للحكومة بالصيانة أو بالفقدان الكهربائي. أما إذا تمت المقارنة بين الفقدان الكهربائي بين الطاقة الشمسية والطاقة النووية نرغب في إعطائه بعض الأرقام عن الصيانة التي تطلبتها بعض المشاريع النووية في العالم:

في منتصف نيسان من عام 2015 لم يصل المفاعل الهندي كودانكولام سوى إلى قدرة 798 ميجاواط. وبتاريخ التاسع من أيار الماضي توقف المفاعل مرة أخرى لمدة 5 أيام. وعندما عاد إلى العمل بالكاد بلغ 525 ميجاواط بعد أسبوعين من التشغيل (بحلول 28/5/2015) ثم عاد الإنتاج ليهبط قليلاً.

ويغلب الظن أن هناك مشكلة في فلاتر مياه البحر المالحة وكذلك في بعض المعدات التي تزودها شركة روسية Zio Pdkolsk. ويدعي الباحثان المذكوران آنفاً أن مدير المشتريات لهذه الشركة تم القبض عليه في شباط من عام 2012 بتهمة شراء حديد من نوعية سيئة من أوكرانيا وبيعه بصفته ذات مواصفة أعلى.

وهكذا صرحت إدارة المفاعل في كودانكولام أن المفاعل لا يستطيع الوصول الى أكثر من 600 ميجاواط من اصل الف ميجاواط وأن مطلع شهر حزيران سوف يشهد توقف المفاعل عن العمل مرة أخرى لغايات الصيانة وسوف يستمر التوقف لمدة تتراوح بين 45 – 60 يوماً.

وفي تصريح أخر يقول أنه 'لا عزوف عن الطاقة النووية في العالم' ويضرب مثل مفاعل فنلندا الذي هو متأخر عن الإنجاز بما لا يقل عن ثمان سنوات وارتفعت تكلفته إلى ثلاث أضعاف تكلفته الأصلية. وكذلك بضرب مثل مفاعلا واحدا في فرنسا وهو مفاعل فلمنفيل وقد زاره النواب عام 2012 وحدثت فيه انفجارات مطلع العام الحالي. ونسي الخبير النووي أن الصين هي صاحبة العدد الأكبر من المفاعلات التي يتم بناؤها عالميا فيما نسي أيضاً أن الصين أصدرت قراراً بوقف كافة مشاريعها النووية التي لا تقع على بحار أو أنهار وتحديداً بعد كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011.

ويعود في مكان أخر ليتحدث عن قدرة المفاعلات النووية المرتفعة مقارنة بقدرة الطاقة الشمسية، ونذكره أيضاً بأن هذه المسألة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالخطط الإستراتيجية أو الاقتصادية لأن الكهرباء المباعة تباع بالكيلواط. ساعة بغض النظر عن قدرة المحطة وهو يعلم حق العلم أن أسعار الطاقة الشمسية قد انخفضت إلى ما دون 2 سنت لكل كيلواط. ساعة، ومثال ذلك مشروع حديقة محمد بن راشد الشمسية في الإمارات (المرحلة الثانية) بينما لا توجد محطة نووية في العالم مؤخراً انخفضت أسعارها عن 14 سنت للكيلواط. ساعة، كما هو حال مفاعلات تركيا الأربعة التي يبنيها الروس، أو كحال مفاعل بريطانيا الذي سيبنيه الصينيون والفرنسيون وتقدموا بأسعار 13.4 يورو سنت لكل كيلواط. ساعة.

ويتحدث الكاتب عن موثوقية وقدرة وأمان التكنولوجيا النووية الروسية بقوله أن روسيا دولة نووية عريقة. ونذكره بما يلي فيما يتعلق بتجربة روسيا النووية في مفاعل Kalinin الذي افتتح بتاريخ 20/10/2011 وتعرض إلى أحد عشر حادثاً خلال شهرين؛ وكذلك تعرض الوحدة رقم 4 إلى 5 حوادث عام 2013 أدى إلى التوقف الاضطراري عن العمل لمدة شهرين على الأقل.

وأخيراً ما زال يتحدث عن عمر المفاعلات النووية بأنها 60 عاماً، ويغفل عن إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى أن معدل عمر المفاعلات في العالم لم يتجاوز 26 عاماً، حيث أن بعض هذه المفاعلات لا يعمل على الإطلاق نتيجة لخلل ما كما كان الحال في مفاعل بتان في الفيليبين أو مفاعل زفنتندورف في ألمانيا اللذين لم يعملا قط وغيرهما من مفاعلات أخرى توقفت عن العمل بعد بضع سنوات من بدء عملها لوجود أخطاء أو لتعرضها لحوادث ما كما حدث في مفاعل برونيل الفرنسي الذي تعرض لهجوميين من قبل إرهابيين في السبعينيات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي الأمر الذي أدى إلى إغلاقه، وما زال لغاية الآن تحت التفكيك وقد أنفقت الحكومة الفرنسية عليه أكثر من نصف مليار يورو ولم ينته تفكيكه بعد.

هذه هي حال المفاعلات في العالم يا صديقي فلا داعي للترويج لها بهذه الطريقة غير العلمية، فإذا رغبتم في السير قدماً في هذا المشروع فأنتم بحاجة إلى تعلم الشفافية واحترام الرأي الآخر، فضلاً عن تعلم الحديث عن مخاطر هذه المفاعلات قبل الحديث عن فوائدها وذلك حماية للمواطنين والوطن واستدامة لمستقبل الأجيال القادمة. لذا فإن المسؤلية الأخلاقية في الخيار النووي هي قول الحقيقة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-05-2017 09:04 PM

اشكر الاخ على هذا التوضيح وانة على اطلاع كامل عن الموضوع النووي لا بحور ولا حتى انهار عندنا محطة تنقية بالخربة السمر الاصرار على هذا المشروع على الرغم من رفضة من غالبية الشعب يا اخوان المثل بقول اذا اثنين قالوا راسك مش عليك اتلمسة والباقى على الخبراء ان يقولوا كلمة حق لمصلحة هذا البلد علما ان البدئل كثيرة وليست خطيرة واللة يحفظ هذا البلد من كل مكروة

2) تعليق بواسطة :
24-05-2017 09:12 PM

كلام مقنع تماما ونعلمه في مضمونه قبل تزويدنا بالدليل على ذلك. أتعجب من التلفزيون الاردني وصحفنا الرسمية كيف تروج للنووي وهي نائمة!

3) تعليق بواسطة :
24-05-2017 10:11 PM

أخي الدكتور أيوب المحترم. كتبنا العديد من المقالات ضد المفاعل النووي أو الأصح المفاعلات النووية الطوقانية، وبينا معكم محاذيرها من الناحية الأمنية ومضارها على البيئة والصحة الأنسانية، في ضوء توفر البدائل الرخيصة والآمنة. ولكن لا أحد يريد أن يستجيب، وها هو المشروع الكارثي يسير على قدم وساق، رضي من رضي وغضب من غضب، والله أعلم بما ورائه ....!

4) تعليق بواسطة :
25-05-2017 06:41 AM

المشروع النووي يشوبه الفساد على كل المستويات.
يقال ان مديره الوزير كان مدير لجامعة تنخر بها الفساد في منتصف ٩٠. يقال ان نائبه مطرود من الوكالة الدولية بالنمسا لتزوير كتاب. ويقال ان مفوض بهيئة النووي محكوم بالجامعة المذكورة بالأختلاس والاستغلال الوظيفي. ويقال ان مدير دائرة نجح بالواسطة بالماجستير فى الباكستان بعد عدة سنوات فشل.
فريق متميز فاسدين وعقود تشوبها الفساد انفقت مئات الملايين

5) تعليق بواسطة :
25-05-2017 09:08 AM

أجمل ما في المقال قوله اذا كنت خبيرا حقا تكلم عن مساوئ ومخاطر النووي قبل المدح. .فعلا فالباحث الجاد يسعى دوما لتجنب المخاطر اولا لا تجنب الحديث عنها

6) تعليق بواسطة :
25-05-2017 09:11 AM

والله يا باشا نحن نسعى للتغيير بالقلم وهذه مقدرتنا فإن لم نستطع فنامل أن تكون الدولة تعرف مصلحة الوطن أكثر منا...ولكل مجتهد نصيب

7) تعليق بواسطة :
25-05-2017 09:46 AM

ابشرك ان السودان قددخل النادي النووي.ما هو نخصصك وتخصص سفيان التل. في مقالك الاخير قللت من ضرر ديمونا. امنع النووي في دول الجوار خصوصا اسرائيل -المفاعلات الشمالية-.تطالب بطاقة بديلة و انت تعلم انها باهظة التخزين وتكلف اكثر من الوقود الاحفوري.من الذي يضلل القاريءالعالم المتخصص ام انت.كل عيد استقلال وانت بخير. لك خالص تحياتي ابا عيسى.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012