أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


تخبط السياسة السعودية ... إيران نموذجا

بقلم : أسعد العزوني
04-09-2017 09:45 AM
ترسم الدول المتقدمة سياساتها وبرامجها بناء على دراسات مراكز الأبحاث ونصائح المستشارين الخلّص الفاهمين لدروسهم والحافظين لها ،ولذلك نرى أن نسبة النجاح تكون عالية عند التطبيق ،وإن حدثت الخسارة فهامشية ،في حال كانت الأهداف شريفة ونبيلة ،لكنه وعندما تكون النوايا كيدية وإنتقامية كما هو الحال بالنسبة لقطر ،فإننا نرى الفشل مدويا والخسارات لا تحصى ،وهذا حال السعودية التي تتخبط في سياساتها وتجبر الآخرين الذين يتلقون فتاتها على إتباع سياساتها ،لتزداد مشاكلهم ويتورطون أكثر منها ويبقون تحت سيطرتها على أمل تقديم الفتات لهم ،بينما تهب المليارات للغرب'الكافر'.

نتحدث هنا عن تخبط السياسة السعودية تجاه إيران تحديدا ،وخاصة منذ أن تم طرد شاه إيران المقبور وتسلم الملالي الحكم ،إذ كانت العلاقات السعودية الشاهنشاهية على مايرام رغم انه كان عميلا إسرائيليا وامريكيا ،وأسهم بتدمير العراق من خلال دعمه للأكراد بتوجيهات إسرائيلية ،متفقا بذلك مع الدور السعودي المعهود في إجهاض كل حركات التحرر في العالمين العربي والإسلامي،وقد تفجر الخلاف السعودي الإيراني في العهد الجديد بعد أن طرد الملالي الإسرائيليون من بلادهم وأغلقوا سفارتهم وسلموها لمنظمة التحرير،وكان العداء السعودي لإيران بحجة أن إيران تريد تصدير الثورة للسعودية على وجه الخصوص ،وكأن الثورة صندوق طماطم ،ومع ذلك مرت السنون ولم نجد شيعة المنطقة الشرقية في السعودية يثورون ضد نظام الحكم عندهم بتوجيهات من إيران.

منذ تسلم حكومة الملالي الحكم في طهران ونحن نرى تقلبا سعوديا على وجه الخصوص ،وتحالفات سعودية مع الشيطان الرجيم ،ودفع مبالغ طائلة وآخرها زهاء نصف تريليون دولار تم دفعها كجزية لأبو فص في قمة الرياض ترامب ،ناهيك عن الهدايا الفخمة والضخمة التي لحقته بحرا لعدم إستيعاب الطائرة لها ،أضف إلى ذلك ما حظيت به إيفانكا الساحرة وزوجها الشاب اليهودي ،ولا ننسى ما لهفته زوجة أبو فص ميلانيا لجمعيتها الخيرية .

كل ذلك السعار إشتعل بعد توقيع إيران مع الدول الأوروبية وامريكا '5+1'على الإتفاق النووي الذي أدخل الرعب في قلوب صناع القرارالسعودي ،الذين كان بإمكانهم لو كانوا صادقين مع الله ،إمتلاك السلاح النووي ،ولعملوا ع
لى تحرير المقدسات الإسلامية ،لكنهم دفعوا أرقاما فلكية لصفقات أسلحة غربية لم ينفذ منها سوى بند العمولات .

كان التحالف السري غير المعلن بين نظام الحكم السعودي وإسرائيل يضغط بشدة على واشنطن لضرب إيران ،وسمعنا عن سيناريوهات عديدة حول مسارات الطائرات الإسرائيلية ،وقرأنا الكثير من التحليلات والمعلومات التي تفيد بقرب ضرب إيران من قبل الطائرات الإسرائيلية ،لكن البيت الأبيض رفض القيام بضرب إيران ،ومنع إسرائيل التي كانت تتظاهر بالرغبة في ضرب إيران لإبتزاز السعوديين ومن لف لفيفهم في الخليج من توجيه ضربة لإيران ،مع ان المنطق يقول أن الإسرائيليين لا يجرأون على مثل هذا الفعل لأسباب عديدة اهمها انهم دائما يحاربون بغيرهم، وقام السفاح شارون بالضغط على المجنون بوش الصغير لضرب إيران ،لكن الخير شرب حليب السباع وقال له أنه لن يقوم بضرب إيران ،لأن الإيرانيين 'فرس'وليسوا عربا ،أي ان ردة فعلهم ستكون قوية ،وأكد له أنه نفذ رغبة إسرائيل في إحتلال العراق وتدميره .

لم يفهم صانع القرار السعودي الرسالة ولا التطورات ،ولم يقتنعوا أن القوى الكبرى لا تحترم الضعيف الساذج السفيه الذي يبدع في قول حاضر سيدي ،ولك كل ولائي وثروتي ، ولا يهم إن جاع الشعب أو ضاقت به السبل وكأنه لا ينتمي لأغنى دولة في العالم ،كما هو حال الشعب السعودي هذه الأيام .

وصلت الأمور بصانع القرار السعودي أن يضغط بإتجاه التشديد على إيران من خلال رشوة عواصم صنع القرار لإلغاء الإتفاق النووي ،ووصلت الأمور أيضا بغجبار من يدور في فلك السعودية على قطع العلاقات مع إيران ،وهذا ما فعلته دولة قطر قبل حصارها من قبل البحرين والسيسي وافمارات والسعودية ،وقد تم إعادة العلاقات والسفير قبل أيام ،بعد أن أيقنت قطر من هم أعداؤها الحقيقيون ،علما أن السعودية عمقت الخلاف مع إيران وحاولت منع الإيرانيين من الحج،كما فعلت مع قطر هذا العام.

ما لم يكن متوقعا وحصل فجأة هو إنقلاب في التوجه السعودي تجاه إيران ،فبعد أن صرح المسؤولون السعوديون أن إيران دولة مجوسية كافرة رافضية ،رأينا تحولا مفاجئا 180 درجة ،تجاه إيران وبدأ الغزل السعودي الحميمي لإيران بإستقبال حجاجهم ومعاملتهم معاملة ال'VIP'،ودعوة وزير الداخلية العراقي الأعرجي الذي يمثل الخط الإيراني في العراق إلى الرياض ،وكذلك إستقبال الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر ،والتوسل إليهم بالتوسط لإجراء مصالحة مع إيران 'الكافرة '،وسمعنا تصريحا قبل أيام من الرياض أن الإيرانيين إخواننا في الإسلام ،وقد تم إستقبال مسؤولين رفيعي المستوى من إيران في الرياض ،ونحن بإنتظار الخطوة النهائية التي تتمثل بقمة إيرانية –سعودية تنهي الخلاف بين الجانبين .

يبدو أن إعلان التحالف السعودي مع إسرائيل لم يثمر ،وأتوقع ان رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية النتن ياهو قد خذل صانع القرا رالسعودي برفضه شن حرب على إيران، مع انه لهف مبلغ المقاولة السعودية التي لا يعلم سوى الله كم حجمها ،كما أنه وجه صفعة اخرى قبل أيام لصانع القرار السعودي برفضه إجراء تقدم ولو طفيف على المسار الفلسطيني ،مقابل قيام الرياض بتسريع التطبيع مع مستدمرة إسرائيل ،ناهيك عن تورط السعودية في اليمن ، وهزيمتها أمام قطر ،وخضوعها للإبتزاز من قبل السيسي.

عموما أثبتت السياسة السعودية فشلها الذريع ،وسيكون ثمن هذا الفشل كبيرا ،فهم بإستضافة قمم الماسونية مع ترامب في الرياض ،ومنحه النصف تريليون دولار وحصارهم لقطر وخوضهم حرب اليمن الفاشلة وعدائهم لإيران وتجويعهم لشعبهم ،وتطبيعهم مع مستدمرة إسرائيل ،وتخليهم عن الأقصى والقدس ،كل ذلك سينقلب عليهم وعلينا جميعا لأن الحل الماسوني المقبل سيتجاوز مستدمرة إسرائيل ،ويضع مكة والمدينة مع القدس تحت السيطرة الماسونية،ضمن خطة 'الشعاع الأزرق'.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2017 01:18 AM

من قال لك ان النظام السعودي اصلا ضد ايران.الطيران السعودي من زمان جنبا الى جنب مع الطيران الامريكي وطيران ودول عربيه اخرى لتقديم اسناد جوي لحشد ايران ومليشياته ولولا هذا الاسناد ما تقدم حشد ايران في الشمال العراقي العربي السني متر واحد.الذي يجب ان يعيه ويستوعبه ويفهمه كل عربي مسلم شريف ان ايران واسرائيل وامريكيا وروسيا وانظمة الحكم في جزيرة العرب والشام والعراق ومصر على قلب رجل واحد ضد الشعب العرب

2) تعليق بواسطة :
05-09-2017 01:24 AM

كل القصه الدوران في فلك امريكيا فان امريكيا رضيت عن ايران رضي العربان وان سخطت امريكيا على ايران سخط العربان..هاي كل القصه ولا شيء اخر ابدا

3) تعليق بواسطة :
05-09-2017 12:50 PM

الكاتب يروج للمشروع الايراني..........................

4) تعليق بواسطة :
08-09-2017 11:21 PM

التعليق رقم 3
إطمئن لع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012