أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


المصالحة الفلسطينية الأخيرة ..مؤامرة كبرى على القضية

بقلم : أسعد العزوني
19-09-2017 05:30 PM

مريب جدا هذا التوقيت الذي قبل فيه الطرفان الفلسطينيان المتصارعان على نيل الرضا الإسرائيلي،وصورة التهافت والهرولة غير المحسوبة من قبل مسؤوليهما ،والتصريحات الناعمة من كلا الفريقين اللذين كانا ولوقت قريب متعنتين إلى أبعد الحدود،وكلفا الشعب الفلسطيني المنكوب بأمته وبقياداته نحو عشر سنوات من الإنقسام المر الذي قزّم القضية المقدسة إلى رغيف خبز لطفل صغير جائع بعد أن كانت قضية مقدسة لشعب مظلوم تعرض لظلم القريب قبل البعيد.

معروف للعامة أن قطار المصالحة الفلسطينية جاب الجهات الأربع وإنطلق من غزة ووصل اندونيسيا ،ورأينا مباحثات ومصالحات في كل محطة توقف فيها هذا القطار وأشهرها الدوحة وأهمها المصالحة التي تمت تحت أستار الكعبة المشرفة،لكن ما جرى ان الطرفين كانا ينقضان ما وقعا عليه ،لدرجة انهم لم يحترموا توقيعهم في الحرم المكي .

كان الطرفان فور مغادرتهما مكان إجتماع توقيع المصالحة يتحفوننا بتصريحات جهنمية ترقى إلى التخوين ،وكان كل طرف يحمل الطرف الآخر مسؤولية عدم إتمام المصالحة رغم التوقيع عليها ،وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تبعية الطرفين لتل أبيب وعملهما للمصلحة الإسرائيلية حتى لو لم يكونا على دراية بذلك،لأن المستفيد الأول والأخير من الإنقسام والتشظي الفلسطيني هو مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية.

بذلت جهود كبيرة وتدخل وسطاء كثيرون لإتمام المصالحة ،لكن الأطراف المعنية تمترسا كل في خندقه ،وضربا بعرض الحائط مصالح الشعب الفلسطيني ،وتشبثا معا بتمثيل الشعب الفلسطيني وبضرورة أن يكون كل منهما هو الذي يتفاوض مع الإحتلال ولا أدري شخصيا على ماذا سيتفاوضون ،وهل حصّلت السلطة الفلسطينية التي خلعت قيادتها حتى ورقة التوت، شيئا على مدار23 عاما من التفاوض،علما أن الإحتلال كان يفاوض نفسه ،في حين كان البعض يفاوض حوراء الموساد الإسرائيلي تسيبي ليفني ولكن في غرف النوم.

فاجأنا الطرفان بالأمس على إتمام المصالحة بدون عراقيل ،وبدون إستهلاك وقت أصلا ،حتى أننا كنا نعتقد أن المتفاوضين قد جاؤا لحضور عرض مسرحي هزلي،وكانت ضحكاتهم متواصلة وتنم عن إرتياح كبير،والغريب في الأمر أن البعض ما يزال يتحفنا بخطاب ما قبل الأغوار ليمرر مشاريعه التآمرية والإستسلامية علينا كشعب فلسطيني.

العارفون ببواطن الأمور يقولون أن حركة حماس قد إنتهت ،بمعنى أن من أسسها ونفخ فيها من التعنت الشيء الكثير ،أقنعها بأن الدرس قد إنتهى ،وأنه آن الوان لتغيير قواعد اللعبة،وخاصة بعد قمم الرياض الماسونية التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،وناقشت الحل الماسوني النهائي ويهودية الدولة وشطب حماس وحزب الله اللبناني.

ظروف المصالحة وتوقيتها يعجان بالريبة ،والمظلة التي رعت المصالحة أكثر ريبة من كل شيء،إذ هل يعقل من الرئيس المصري السيسي أن يصدق وهو الذي فعل الكثير لدعم الصهاينة كما أن عباس وزمرته وافقوا بسرعة ،ولم يرفضها بخبث سوى النتن ياهو الذي حول إيصال رسالة فحواها أن حماس ستهتم بتوقية قدرتاها العسكري،ولسنا فاهمين على أي أرضية تصالحت حماس مع الإرهابي المشهور بتسميم الكبار محمد دحلان، الذي نكل بها إبان كان منغمسا بتآمره على الشعب الفسطيني مستغلا المنصب الكبير الأمني، الذي وفره له الإحتلال ونقله من صورة العصفور في معتقلات الإحتلال ،إلى حالة النسر المتغول بسبب ثرواته وعلاقاته وأدواره الإرهابية.

وحتى لا تبقى الأمور بهذه الصورة التي يكتنفها لغموض بسبب رغبتنا جميعا بمصالحة حقيقية تلم الشمل،نقول أن ما جرى ليس مصالحة بقدر ما هو مناورة قامت بها كافة الأطراف ذات الصلة لحاجة في نفس يعقوب ،وهي التمهيد للحل الماسوني الذي يسيطر على المدن المقدسة الثلاث : المدينة المنورة ومكة المكرمة والقدس الشريف وحكرها في المسار الديني فقط ،أي أن تكون تحت السيطرة الماسونية وفق خطة 'الشعاع الأزرق 'الماسونية التي ستخرج حتى إسرائيل من السياق.

أخلص إلى القول أن ما جرى ليس مصالحة ، بل تمهيد لمؤامرة كبرى ابطالها كل من سعى للمصالحة ،وبالتالي على الشعب الفلسطيني إعداد قوائم لمحاسبة كل من عبث بأمن ومصلحة الشعب الفلسطيني وفضل مصالح وأمن الإحتلال عليها ،وسيأتي يوم للمحاسبة إن شاء الله.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-09-2017 11:00 AM

قاذهب انت وعطوان ................. الى غزة وقاتلوا الاسرائيليين بدل تشجيعكم لاطفال ونساء غزة على قتالهم بدلا عنكم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012