أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


الحياري يكتب...الثورات عبر التاريخ

بقلم : د.سالم عبد المجيد الحياري
28-09-2017 05:45 PM



عند استعراض أحوال الشعوب والأمم منذ فجر التاريخ وقيام مؤسسة الدولة، نجد أن العيش الكريم وسيطرة القانون على الجميع والعدالة هي أسباب استمرار الدول والأنظمة الحاكمة، جمهورية كانت أم ملكية. ولو أخذنا القارة الأوروبية مثالاً خلال القرنين الماضيين، نجد أنه من 48 عائلة حاكمة في الملكيات والإمارات التي كانت قائمة، لم يتبقى منها إلا عشرة أو يزيد (فيما لو احتسبنا إمارة موناكو أو دوقية لوكسمبورغ أو ليشتنشتاين أو إمارة أندورا و سان ريمو)، انحنت إلى مطالب شعوبها إما قسراً أو برغبة ذاتية ، آثرت البقاء بالحكم مقابل تحقيق مطالب الشعوب .
على العكس من ذلك عندما حاولت بعض الأنظمة كسر إرادة الشعوب بالقوة أوالقمع، أو بالطرق ' الناعمة ' بوضع ' قنابل ' موقوتة داخل المجتمع أفقياً أوعمودياً تفجرها عندما تبدأ الشعوب بالتحرك والحراك لتهدأ المطالبات الشعبية مؤقتاً، مثالاً الإقليمية، و/أو الطائفية، و/أو العرقية، و/أو المناطقية. يزيد ضغط الأنظمة على الناس والأفراد فتقوم الثورات لتحرق الظلمة حتى لو كان ذلك على حساب الاستقرار النسبي، والأمثلة كثيرة منذ ثورة ' العبيد ' بقيدة سبارتكوس سنة 71 قبل الميلاد في الدولة الرومانية، وصولاً إلى الثورة الفرنسية عام 1789 م (عائلة بوربون )، وثورة كرومويل في إنكلترا، والثورات الأوروبية في القرن التاسع عشر وحتى في القرن العشرين، مثالاً الثورة الروسية )عائلة رومانوف ) 1917، الثورة على تشاوتشيسكو في رومانيا، وفي القرن الواحد والعشرين الثورة على ليلى زين العابدين بن علي في تونس، على القذافي في ليبيا، وعلى مبارك في مصر .


أما أسباب أكثر الثورات في العالم وعبر التاريخ فهي :


- تفشي الظلم وعدم العدالة والتدخل في القضاء وعدم استقلاليته.
- اتساع الهوة بين الطبقات وكثرة الحواجز بين الحاكم والشعب.
- ديكتاتورية الحاكم والاستـئـثار بالسُلطة وفساد الحاشية المحيطة به.
- سوء اختيار المستشارين لرأس الدولة.
- التلاعب بالدستور وتوجيهه حسب رغبة الحاكم بعد تفريغه من محتواه وجعله دكوراً، مع إقامة مؤسسات للديكور الديمقراطي للعرض الخارجي.
- نهب مقدرات الدولة وتجييرها لصالح فئة محدودة ومكروهة من قبل أهل البلاد.
- مناكفة الحكومات للشعب والاستهتار به واعتباره شعباً قاصراً.
- كثرة الضرائب كماً ونوعاً دون التنبه والانتباه لردات الفعل التي تتحول إلى التمرد ومن ثم الثورة.
- إعطاء هامش من حرية الرأي من قبل النظام وعلى قاعدة ' قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء'.
- اتساع نفوذ رجال المال وتدخلهم بالسُلطة ونظام الحكم وقرارات الحكومات.
- تدخل زوجة الحاكم بشؤون الدولة وسير الحكومات.
- انهيار الزراعة والصناعة والتجارة.
- كذب الإعلام الرسمي وسيطرة الدولة على الإعلام وتوجيهه لصالح الحاكم وعائلته فقط.
- شيطنة المعارضة الوطنية.
- تعثُر المنظومة التجارية وانتشار الرشوة والمحسوبية وانهيار الطبقة الوسطى إلى ما دون ال 55% وتفشي الجريمة وانهيار المنظومة الأخلاقية.
- ارتفاع نسبة المتعطلين عن العمل وخاصة فئة الشباب وازدياد هجرة الكفاءات
- انتشار المجاعة والفقر والأمراض
- اتساع سيطرة الأغراب والموالي والصقالبة والبرامكة على مفاصل الدولة.
- سهولة الحصول على الجنسية حتى إباحتها لتلبية رغبات شخصية دون مراعاة لقوانين البلاد أو دستورها.
- انتشار الفساد الإداري والمالي والاقتصاي والاجتماعي وعدم مساءلة الفاسدين أو محاكمتهم.
- كبت الحريات وتغول السُلطة على الإعلام.
- تسهيل ' ديمقراطية ' النُخبة فقط.
- كثرة السجون وازدحامها بالنزلاء وارتفاع نسبة سجناء الرأي.
- إباحة الحدود وكثرة جواسيس الدول داخل البلاد.
- زيادة المديونية وتآكل دخل الأفراد والناتج القومي.


حمى الله الأردن وأهله .


الدكتور سالم عبد المجيد الحياري


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-09-2017 06:23 PM

هذه النقاط التي تم ذكرها جميعا تنطبق على موزابيق .
احنا ولله الحمد وضعنا ممتاز يعني شعب موزابيق كان الله في عونه بس هم بستاهلوا ظلهم يسحجوا ويهتفوا حتى جابوا آخريتهم في اي ايدهم وكل ما حدث ويحدث لهم من ايدهم ويلي من ايدي الله يزيدو ولا يقيمو ولايقيم عنه شده ..

2) تعليق بواسطة :
28-09-2017 07:54 PM

اخي د سالم الحياري كل الاحترام لك ايها القامة الوطنية اود ان اقول لك شيئا من سيرة حياتي الذاتية انه منذ عام 1988 حتى عام 2005 و2007 حينما كنت ماركسيا اقرب الى اليسار المغامر كنت ارى بثورة كوبا وثورات الكونغو وامريكا اللاتينية نموذجا للتغيير ولكن الفضل يعود الى معلمي الشهيد ناهض حتر ولبيان العسكر المجيد الذين عرفوني بفردوسنا المفقود الشهيد وصفي التل وعرفت نموذج الحراك الوطني كشخصية الضابط انس

3) تعليق بواسطة :
28-09-2017 07:59 PM

كشخصية الضابط انس اذ قال لصاحبه عمر في مسلسل الموج الازرق الذي جاء من الغربة محطما فقال له وهو يعظه يا عمر انا ودي احميك من نفسك مش حكون بجيبتك واضيعك فهم الناصحين الامينين للدولة على اسس علمية وغير مغامرة في ان واحد فالحراك الوطني الاصيل يجب ان يكون علميا وليس مثاليا ذاتيا وناجعا وموضوعيا وليس طفوليا مغامرا لانه لافرق بين الخيانة والخطا لان النتيجة واحدة من اقوال معلمنا الشهيد وصفي التل

4) تعليق بواسطة :
29-09-2017 12:55 PM

لم تكتفي يا دكتور بتعليق الجرس ,بل دققت ناقوس الخطر .
وصف حقيقي وواقعي لما حدث منذ 1999 ويحدث حتى الان.

5) تعليق بواسطة :
29-09-2017 06:02 PM

نشر مقالك نقطة ايجابية لحرية الرأي الاخر كفلها النظام وانت لم تذكرها . لا بين السطور ولا خارجها . هذه البلد بلدنا المطلوب طقّة على الحافر وطقّة على المسمار هيك مثلنا بقول . يا دكتور .

6) تعليق بواسطة :
30-09-2017 08:49 AM

.
شكرا لقادة الرأي. اقلامهم بنت الوعي الجمعي المجتمعي ، وهو من ضرورات الولوج الى عالم الاصلاح ومحاربة الفساد واهله
لكنهم -للاسف- لم يفلحوا حتى اللحظه بالعبور بالناس حاجز الخوف ولا ببتسويق حب التضحيه.
.
الخوف ما زال سيد الموقف ..سلاح اهل الباطل! وما دام الامر كذلك سيستمر الصمت، سييكتفي الناس بالشكوى ، ولن يبرحوا مربع التلميح.
.
تحية تقدير واجلال للدكتور سالم ، جعل الله جهدك الوطني في ميزان حسناتك .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012