أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


امجد المجالي احد ابرز دعاة التحرر الوطني

بقلم : النائب السابق سعد البلوي
02-11-2017 05:26 PM
مع انني من انصار مدرسة المؤسسية في الاداء العام الا انني يأسرني دور واداء الفرد المتفوق على مدار التاريخ، حيث تمكن الفلاسفة، والمفكرون، والدعاة، وقادة الرأي العام ، ومنظروا الثورات من ان ينقلوا المجتمعات من خلال وعيهم المتقدم، وبما قدموه من رؤى وتصورات ، ومؤلفات افضت الى احداث التغير، وان تتخلص البشرية من اسوء ما يعيق مسيرة تقدمها نحو الرفاه، وتحقيق احلام الشعوب وتطلعاتها الوطنية ، والمتمثل بالحكم المطلق.

وقد وضع فلاسفة الفكر السياسي الاساس العلمي الرصين للتغير في مجتمعاتهم من خلال تفسيرهم لمفهوم السلطة من منظور علمي، وكيف تكونت في التجمعات البشرية، بعد ان كان يتم الادعاء بها من قبل افراد كحق الهي لهم، ولعوائلهم فأعادها المفكرون - ومن خلفهم الشعوب المنتفضة- الى مصدر شرعيتها الوحيد، والمتمثل بالشعوب، واوجدوا الدساتير لتقييدها، ووضعوا الشكل الحديث للدولة من خلال توزيع السلطة فيها على مؤسسات دستورية تعود في شرعيتها جميعا الى الارادة الشعبية، وتم تجسيد هذه الارادة من خلال اصوات المواطنين، وصناديق الاقتراع، وبالتالي لم تعد العملية السياسية حكرا على طبقة بعينها، وانما انتقلت الى الشعب بكافة مستوياته، وهو الذي يمارس العملية الانتخابية، ويعبر عن مستوى وعيه من خلال من يتم فرزهم في المؤسسات الدستورية.

ونشأت قوى المجتمع المدني من احزاب ونقابات وصحافة وهيئات ثقافية لتقود وعي الشعوب، وتنتج برامجها للحكم، وتضع التشريعات اللازمة لتطويرها، والتي تؤهلها اصوات المواطنين الى ممارستها بموجب احكام الدستور، ويحدث التفويض الذي يمثل المصدر الشرعي الوحيد لها. وبذلك عادت العملية السياسية بكافة اصولها الى الشعوب، والتي حصلت على استقلالها، وارادتها الوطنية، وغادرت مربع التدجين والتخويف والصمت والاستغلال، وما كان يتم من تبديد لثرواتها، ومقدراتها الوطنية من قبل طبقات وعوائل تعمل على احكام السيطرة عليها من خلال عملية سياسية بدائية يتولى فيها الفرد المطلق مواقع السلطة والنفوذ، ويمارس عملية الحكم بلا حسيب ولا رقيب، ويسخر الدولة لخدمته واغراضه بدلا من ان تكون العملية السياسية برمتها توظف لخدمة الشعوب، وتكون محققة لامالها ، وتطلعاتها الوطنية.

وامجد المجالي احد ابرز دعاة التحرر الوطني في الاردن، وهو من قادة ورموز التغيير الندرة الذين يملكون رؤية وتصورا واضحا وواقعيا للحالة السياسية في الاردن، وكيفية تطوراتها الكارثية عبر عقود، وقد قدم تصورا منطقيا ودقيقا فيما يتحدث به، ويكتبه ويصرح به لفصول المأساة الاردنية على خلفية التفرد والشللية في ادارة عملية الحكم، وما جرى من تسليم لدفة ادارة البلاد الى القاتل الاقتصادي الصامت الذي اتى على مؤسسات القطاع العام، وترك البلاد قاعاً صفصفاً، وافضى الى اضعاف الموقف الاردني، وترك المملكة هشة امام تطورات المشهد الاقليمي، وتصاعد الخطر الصهيوني على المنطقة والاردن.

ونادى المجالي مبكرا ومن خلال مواقعه التي شغلها سواء اكانت شعبية ام رسمية بضرورة انقاذ الدولة من براثن الفاسدين، وتحصين المال العام، واعادة العملية السياسية الى اصولها الدستورية، وتقدم بالادلة، وخاطب الشعب بالحقيقة، وبمصداقية عالية، وبحس وطني عميق، وهو الذي يملك جراءة وصمودا وطنيا لافتا ، ولديه خبرة ودراية استمدها من واقع قربه من عملية الحكم، وبحكم البيت الوطني الذي تربى فيه، ومعروف ان والده الراحل الرمز الوطني هزاع المجالي اسم محفور في الذاكرة الوطنية، وهو ما مكنه من الفهم العميق لتطورات العملية السياسية في الاردن، ولديه اطلالة عن قرب على تاريخ ومحطات تبلور الدولة الاردنية ، وهو ينتمي الى ثلة من الوطنيين الاحرار الذين لم تلوثهم المصالح، وقد اثبت انحيازه الى الشعب الاردني، وقضاياه العادلة في كل المفاصل الدقيقة التي مرت بها المملكة .

هذا العنوان الوطني الكبير ، وصاحب الخطاب المعارض الاكثر ملامسة لواقع الحال الاردني يجب ان يتحرك، وبالشراكة مع كافة القوى الوطنية للسير بمشروع وضع خطة انقاذ للدولة الاردنية، وهو مقتضى الآمال الشعبية بأن يتم تشكيل جمعية وطنية تضم في عضويتها حكماء الشعب الاردني ورجالاته الموثوقين لتقود الرأي العام في الاردن في هذه المرحلة الدقيقة، وعلى نحو يؤدي الى ترسيخ ارادة الشعب الاردني، وتمكينه من التحكم بمصيره الوطني، وهو الباحث عن حقوقه المشروعة والعادلة فوق ترابه الوطني.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012