أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الحوثيون: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أميركية 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى الملك يتلقى اتصالين من رئيس التشيك ورئيس وزراء هولندا 2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


جوهر التحضر والتمدن الإنساني

بقلم : د. رحيّل غرايبة
28-01-2018 11:47 AM
مفهوم التحضر والمدنية الحقيقي لدى الأفراد والمجتمعات يكمن في منظومة القيم التي توجه السلوك البشري في تعامله مع عناصر الوجود، وهو الأقرب إلى مضمون تعريف «الثقافة» الأقرب إلى الصحة، فتعامل الإنسان مع ذاته ومع الآخر، ومع الأشياء والموجودات، ومع الأفكار ومع الزمن؛ التي تظهر على شكل أقوال وأفعال ومظاهر، هي عين الثقافة، بمعنى لا يمكن إطلاق معنى الثقافة على الأمر والشيء إلّا عندما يترسخ في العقل الجمعي والوجدان المشترك، ويصبح قادراً على إخراج الأقوال والسلوكات بلا تكلف أو عناء، ويمتد على مساحة واسعة وأغلبية من شرائح المجتمع ثم يطول عليه الأمد، ليصبح مصدراً للعادات والتقاليد والأعراف المستقرة، ويشكل مرجعاً عاماً جميعاً محكماً، ويشكل معياراً معتمداً في التحسين والتقبيح، ويحسم الخلاف بين المختلفين.

وبناءً على ما سبق ينبغي الإجابة بعلمية وموضوعية وتجرد كبير بقول: هل نحن نحمل ثقافة «الديمقراطية»؟ وهل نحتكم إليها ونرضى بنتائجها في بلدان العالم العربي؟

يتحدث كثيرون عن الديمقراطية ومضامينها في العالم العربي، ويطالب بعضهم بها، وهناك كتابات ومقالات وأبحاث وحوارات تمس الموضوع، وهناك محاولات جزئية للاقتراب من بعض معانيها هنا وهناك، وهناك انتخابات شكلية وصناديق، وهناك أحزاب وتشكيلات سياسية، وإعلام وصحف وجامعات وتكتلات طلابية وشعارات وحملات دعائية، لكن هل هناك ممارسة حقيقية لعناصر الديمقراطية وهل هناك تطبيق فعلي لمضامينها ومقتضياتها وأحكامها ودرجاتها ومعاييرها؟

معظم الشعوب العربية حتى الآن لم تصل إلى المرحلة المطلوبة في هذا السياق، لأنها لم تتمكن من اختيار حكامها وحكوماتها بإرادة حرة ونزيهة، ولم تصل إلى درجة التمكين وامتلاك القدرة على محاسبة المسؤولين محاسبة حقيقية، ولم تنعم بهذا المستوى من تطبيق معنى «الشعب صاحب السلطة» يمنحها لمن يشاء، ويمنعها ممن يشاء، ولم نصل حتى هذه اللحظة إلى امتلاك القدرة على تشكيل الأحزاب السياسية الحقيقية التي تشكل أداة التنافس الجمعي على كسب ثقة الجماهير من خلال تطبيق برامجها وأفكارها في حل مشاكل مجتمعاتها.

إذا كانت الشعوب العربية لم تعش لحظة الديمقراطية الحقيقية فهذا يعني بكل بساطة أننا لا نملك ثقافة الديمقراطية، لأن الثقافة لا تظهر ولا تتشكل إلّا من خلال الممارسة والتطبيق، ويجب أن نعترف أننا ما زلنا نرفض نتيجة الصندوق إذا كانت لصالح الخصوم أو لصالح الفريق المخالف، وقد ظهر ذلك بكل وضوح وصراحة لا ينكرها صاحب عقل في الانتخابات المصريّة السابقة، باعتبار أن مصر تمثل الكتلة البشرية الأكبر في العالم العربي.

هناك تفاوت في مستوى الحقوق والحريات من قطر عربي إلى آخر، وهناك تفاوت في مستويات القهر والاستبداد، وتفاوت في معاملة السجون والمعتقلات، وتفاوت في حرية الإعلام ومنسوب النفاق والتزلف، هذا صحيح، ولكننا ما زلنا نشهد تبرير تصرفات الحاكم الواحد الأوحد الذي يملك الإرادة المطلقة باصدار القرار والتصرف بالمقدرات، والفصل في مصير العباد، بلا أدنى محاسبة.

في نهاية المطاف نحن نملك سيارات فارهة، وشوارع واسعة وبنوكا وأرصدة ومقاهي وإنارة، لكن لا يعني ذلك أننا متحضرون ومتمدنون، لأن التمدن الحقيقي في طريقة التفكير وفي طريقة الخطاب وفي أسلوب التعامل مع الوجود وفق منظومة قيم متحضرة رامية تبعث على احترام كينونة الإنسان وتصون كرامته أولاً.

الدستور


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012