أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
“نيوزويك” : حماس انتصرت وتملي شروطها لوقف إطلاق النار من تحت أنقاض غزة السعايدة يلتقي مسؤولين بقطاع الطاقة في الإمارات ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34049 والإصابات إلى 76901 زراعة لواء الوسطية تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


الاقتصاد الأردنيّ: ركودٌ مدفوعٌ بالضرائب

بقلم : د . حسن البناء
22-03-2018 02:29 PM

د. حسين البناء
الحكومة الأردنيّة، وفي ضوء تنفيذها للخطة الثلاثيّة (2019-2017) للتصحيح الاقتصاديّ، كانت قد ارتكزت على نهج (تعزيز الإيرادات الضريبيّة) بشكلٍ رئيسيٍ، وبدون أيِّ تنبُّه لإمكانية وواقعية خُطط أخرى من شأنها تحقيق ذات النهايات وبأقل الضرر؛ مثل: ترشيد الإنفاق الحكوميّ، و كبح التهرب الضريبيّ، و وقف التهريب عبر الحدود، و لجم الفساد والرشوة، و إعادة دمج عشرات الهيئات والمؤسسات العامة في جسم الحكومة المركزية ممثلةً بالوزارات.
الحكومات السابقة، بدءًا بالدفعة الأولى من الخطة الإصلاحية في ظل (د. عبدالله النسور) و من بعدها، الحكومة الحالية (د. هاني الملقي) كانتا قد أخذتا على عهدتهما مَهمَّة تحصيل (ما يقارب 450 مليون دينار أردني) في كل عام بُغية تقليل عجز الموازنة العامة والذي من شأنه لجم الاقتراض لتمويل العجز المُعتاد، وفعلًا تم ذلك عبر حملة كثيفة لوقف الإعفاءات و رفع النسب الضريبية و إنهاء الدعم الحكومي لجملة سلع وخدمات.
الذي حصل و يجري و سوف يتضح قريبًا على أرض الواقع، أنَّ إجراءات الحكومة الضريبية عملانيًا قد أكلت جزءًا كبيرًا من القوة الشرائية للمواطنين والسكان، وفي تقدير خاص، ستتراوح نسبة تآكل القوة الشرائية بما لا يقل عن (20%) من الدخل، مم يُعني تراجع الطلب على السلع والخدمات عامةً، مم يُعني نشاطًا اقتصاديًا متباطئًا، مم سيقود لتراجع المبيعات، وتراجع التوظيف، وبالتالي تراجع صافي الأرباح الخاضعة للضريبة، مم يُؤدي إلى تراجع تحصيلات الدولة الضريبية لاحقًا، وليس من باب المبالغة التقدير بأنَّ الدولة سوف تخسر ذات المبلغ (450 مليون دينار) من العوائد الضريبية للخزينة العامة في غضون عام واحد تقريبًا، مم يُعني بأنَّ كامل خطط تعزيز الإيرادات عبر الضرائب قد فقدت أثرها على المدى المتوسط.
السيناريو السيء، أن تقع أزمة رهن عقاري على إثر عجز (أعداد كبيرة من المستثمرين في قطاع العقارات و معهم المواطنين الذين قاموا بشراء عقارات عن طريق قروض مصرفية) بالعجز عن تسديد التزاماتهم وأقساطهم البنكية كنتيجة لحالة الركود.
والسيناريو الأسوأ هو أن يتم معالجة الركود الاقتصادي المزمن بفعل (التضخم للأسعار الناتج عن الأحمال الضريبية) بضخ (إصدارات نقدية) لتحريك النشاط الاقتصادي، وهنا قد تكون الهاوية، خاصةً إذا تضرّر (سعر الصرف للدينار) مقابل سلة العملات الأجنبية، فترتفع قيمة المستوردات، و تتضاعف نسبة التصخم، وتتضرر تنافسية المستوردات، ثم يتأثر سعر الفائدة ارتفاعًا لمواكبة التضخم، فتتضرر البنوك، وهكذا من سلسلة تداعيات سلبية على كافة المؤشرات الاقتصادية؛ وقد يكون الشيء الإيجابي الوحيد هنا هو تحسين القدرة على سداد الدين الداخلي و المُصدَّر بالدينار، والذي تتجاوز نسبته النصف من إجمالي الدين العام على الدولة.
الأردن، وللموضوعية، فإنه يمتلك من (الكفاءات العلمية و الأكاديمية والاقتصادية) أفضل المستويات، و جزءٌ كبيرٌ منهم منخرطٌ في العمل الحكومي، لكن كل ذلك لا ينسجم مع مستويات التضارب و التخبط و الارتجالية في صنع و اتخاذ القرار، ولنا في إلغاء قرار (رفع ضرائب الأدوية) مثالًا على ما يحدث في مطبخ القرار؛ كما يَظهر ذلك في الاندفاع والسرعة التي طَبَّقت فيها الحكومة عددًا هائلًا من الرفوعات الضريبية في مدةٍ قصيرةٍ من الزمن مدفوعة بحالة (سكون و تململ و توجس) شعبي عام لم يصل لدرجة القبول و لا الاحتجاج.
إنَّ المتأمل لكليَّة و تفاصيل المشهد اليوم في الأردن يُدرك بأنَّ ثَمَّة غُموضٍ في مرجعيات و مراكز النفوذ، وواضحٌ بأنَّ ثَمَّة تدافعٍ و تهافتٍ مُريب يقع بين الجانب العميق و السطحي من الدولة، و يُخشى أن يقود ذلك إلى تملّص الجميع من مسؤولياته، وضياع تبعيَّات الولاية العامة بين المساءلة والمحاسبية؛ الأمر الذي يلحق ضررًا بمستويات الشفافية وحالة اليقين المتكيء على جملة ملفات يشوبها الجهالة و فقدان الاتجاه.
أكاديمي وكاتب.' راي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012