أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


السعودية والكويت والإمارات والخليجيون عموما .. هم حلفاؤنا الإستراتيجيون . بقلم : شحاده أبو بقر

بقلم : شحاده أبو بقر
04-10-2018 04:57 PM


لا بوصلة لمن ليس التاريخ هو بوصلته في كل أمر , وهذا التاريخ المعاصر ومنذ قرابة قرن ينطق كل حرف فيه , بأن الدول الخليجية الشقيقة عموما , والسعودية والإمارات والكويت خاصة, هم حلفاؤنا الإستراتيجيون الحقيقيون وما عداهم في هذا العالم , مجرد تكتيك لا يمكن الركون إليه طويلا , والتاريخ بمجمله يؤكد ذلك كل يوم .

لا يملك أحد أن يظلم حظه ويدعي بخلاف ذلك , ولو دخلنا في حسبة الأرقام والمواقف لوجدنا أن هذه الدول الشقيقة قدمت لنا وعلى مر العقود عشرات المليارات دعما لخزينة دولتنا وإتخذت من المواقف الداعمة لدولتنا ما لا يمكن إنكاره في عز الأزمات وقسوة التحديات .

ولو ناقشنا الأمر سياسيا لوجدنا أن هؤلاء الأشقاء كانوا وما زالوا في طليعة المدافعين عن وجودنا كدولة ووطن فيما تقول الأدبيات السياسية لغيرهم بغير ذلك عندما تقول بأننا مجرد جزء من كياناتهم ولا نملك مقومات دولة ! .

حتى في خضم أزمة إحتلال وحرب تحرير الكويت وعندما إتخذنا رسميا وشعبيا موقفا مغايرا لموقفهم , لم يتوقف هؤلاء الأشقاء طويلا برغم عتبهم الشديد , وإنما نسوا كل شيء وعادت علاقاتنا بهم في أفضل صورها وظلوا وما زالوا في طليعة الداعمين لدولتنا ولوجودنا ولهويتنا الوطنية , فهم عمقنا ونحن كذلك .

لقد دعوت قبل سنوات إلى إنضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي , فنحن وإن كنا نصنف جغرافيا كجزء من بلاد الشام إلا أن واقعنا السياسي والإجتماعي وحتى الجغرافي في جزء كبير منه وكذلك الثقافي والحضاري ينحى بنا طبيعيا صوب الخليج العربي أكثر من سواه .

للتو فرغنا أو نحن على وشك من إنفاق منحة خليجية قدمتها الرياض والكويت وأبو ظبي وبالمليارات , واليوم يستقبل جلالة الملك وزراء مالية الدول الثلاث في إطار دعم جديد قررته قمة مكة في رمضان الفائت ,وهنا نسأل ..من غيرهم بادر أو يبادر لنجدتنا من العرب والعالم كله ! .

نعم هؤلاء هم حلفاؤنا الإستراتيجيون الحقيقيون لا الموسميين , ولا أرى حقا لأحد أن يجادل بخلاف ذلك , فلهم مصالحهم الوطنية العليا وهذا حقهم ولنا في المقابل مثل ذلك , وأجزم أن مصالحنا ومصالحهم متطابقة تماما , فما يتهددهم يتهددنا أيضا , ونحن وإياهم في مركب واحد يجب أن ينجو بتعاوننا الإستراتيجي وإياهم , ومن يعتقد بخلاف ذلك فهو إما مخطيء أو لا يريد بنا وبهم خيرا ! .
أميركا تغيرت والغرب كله تغير وصاروا كمن ينطبق عليه المثل الشعبي الأردني القائل ' فلان لا تخليه حلالك ولا تخليه عن بالك ' , وبالتالي فليس أمامنا أردنيا وخليجيا إلا أن نعمق علاقاتنا إستراتيجيا صونا لأوطاننا من كل عبث ومواجهة لما يجابهنا معا من تحديات , وبالذات في هذا الزمن الملتبس المنفلت من عقاله حيث الأطماع والطموحات الأفليمية والعالمية المجافية تماما لمصالحنا كدول وكشعوب وكوجود ! .

أعرف مسبقا أن هناك من قد لا يعجبه هذا الطرح من أصحاب الأجندات البريئة وسأفترض براءتها , لكنني على يقين أن مصالح النظام الرسمي العربي برمته , ومصالح قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين , لن تجد ضالتها إلا في تحالف عربي قوامه ونواته خليجية أردنية مصرية , وما عدا ذلك هو مجرد شعارات رنانة أوصلت الأمة على مدى عقود طويلة إلى ما هي فيه اليوم من هوان وظرف صعب أقل ما يقال فيه أنه محزن ومخيف , ولا حول ولا قوة إلا بالله . شكرا كثيرا لأشقائنا الذين لم ولن يتخلوا عنا يوما ولن نتخلى عنهم يوما بإذن الله , وهو سبحانه من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012