أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


كيف ساهم الأردن في نزع فتيل الأزمة بين تركيا وقطر والسعودية؟

بقلم : د. شهاب المكاحلة
30-10-2018 11:07 PM

د. شهاب المكاحله
في 26 أكتوبر كانت لي مداخلة على قناة “روسيا اليوم” في برنامج حواري عن قضية خاشقجي والدور الأردني في الوساطة ما بين قطر وتركيا من جانب والمملكة العربية السعودية من جانب آخر. وكان في تلك المقابلة كشف للحقائق التي سارعت وسائل إعلام غربية وأوروبية وعربية لنقلها بعد تلك المكاشفة للرأي العام والتي تم خلالها إعلان بعض الحقائق والمعلومات التي تهَمُ من يَودُ معرفة أهمية الأردن وموقعه الجيوسياسي وعروبته.
لقد قلتُ في تلك المقابلة إن اتصالات أردنية رفيعة قامت بها القيادة الأردنية مع كل من قطر وتركيا والسعودية خففت من حدة التوتر وارتفاع منسوب التهديد والوعيد والانتقام. فقد نجح الأردن في امتصاص غضب الجميع وأثبت أنه يتعامل مع الملفات الساخنة حين تعجز عن ذلك دول كبرى. فالوساطة الأردنية نحجت في نزع فتيل أزمة كادت تودي بالمنطقة ألى التهلكة، عبر قنوات دبلوماسية اختارها جلالة الملك عبدالله الثاني بعناية فائقة للتحدث إلى القيادتين التركية والسعودية وإرسال رسائل في غاية الأهمية إلى القيادة القطرية عبر وسطاء تمكنوا من رأب الصدع بعد أن عجزت عن ذلك عدة دول حاولت التوصل إلى تسوية فيما يتعلق بالخلاف الرباعي مع قطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أو حتى في الخلاف التركي مع الدول الأربعة.
فمنذ اندلاع أزمة الصحفي الراحل جمال خاشقجي، صُوبَت السهام نحو القيادة السعودية التي عجزت إلى حدٍ كبيرً في الدفاع عن نفسها تجاه الاتهامات من كافة الجهات. فما كان من الأردن سوى التدخل عبر دبلوماسية مَلكية مشهودٍ لهاعلى الجبهة القطرية التي لعبت دوراً في حلحلة الأحجية التركية التي أسفرت عن تساؤلات أردوغانية تحت قبة البرلمان التركي في 23 اكتبوبر 2018 والتي تساءل فيها عن مقتل خاشقجي ومن له مصلحة في ذلك ومن أوعز بالقتل.
فما كان من الحكومة السعودية إلا ان تلققت الرسالة التركية عبر قنوات أردنية مهدَت لاتصالٍ بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إذ تم تحويل القضية من سياسية إلى جنائية تبُتُ فيها المحاكم السعودية.
وهنا نجح المسعى الأردني في تجنيب الرياض المزيد من المشاكل التي ترتبت على قضية مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في أسطنبول. نعم نجحت عمَان في مسعاها بالمساهمة في رأب الصدع بين الدوحة والرياض والتخفيف من حدة الخطاب الإعلامي المضاد بنسبة كبيرة تمهيداً للمصالحة الكاملة بين البلدين.
بعد الوساطة الأردنية، ما كان من ولي العهد السعودي سوى الترحيب بعدد من الدول العربية ومنها قطر واصفاً اقتصادها بالمتين والقوي، وفي ذلك إشارات سياسية أكثر منها اقتصادية.
تلك المكالمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس أردوغان مهَدت الطريق للمصالحة ليس فقط بين الرياض وتركيا بل وبين الأخيرة والدوحة وقد يسفر ذلك عن الطلب رسمياً برفع اسم “الأخوان المسلمون” من على قوائم الإرهاب السعودية تمهيداً لعودة العلاقات السعودية القطرية والسعودية التركية إلى مجراها الطبيعي.
من يُنكر دور الأردن أقول له: عُد للتاريخ واقرأه جيداً لتعرف أن الأردنيين كانوا وسيبقوْا دوماً مع الحل العربي – العربي لقضاياهم المصيرية دون تدخلٍ خارجي. وهذا ما ارتآه الملك عبدالله الثاني حين أعطى الفرصة لدول عربية أخرى لحل الخلاف السعودي القطري. وحين تأزم الموقف مع الشقيقة الكبرى، بادر الملك عبدالله الثاني بنفسه للحل بحنكة ودراية عالية بأن الوقت عصيب ولا يمكن تأجيل الحل لأن فيه خطراً على كل الجوار السعودي.
وفي الختام أقول:
الأردن أرضُ العزمِ أغنيةُ الظبى
نبتُ السيوفُ وحدُ سيفك ما نبا
في حجم بعض الورد إلا أنه
له شوكة ردتْ إلى الشرق الصبا

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-10-2018 11:39 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
31-10-2018 10:05 AM

.
— هنالك فارق ما بين الاتصالات ذات الطابع البروتوكولي والوساطه ، ان افتراض الكاتب دورا اردنيا في التوسط لحل الخلافات السعوديه التركيه من جهه و السعوديه القطريه من جهه اخرى لا سند له وهو لا يفيد الموقف الاردني بل يلقي عليه مسووليه في قضايا معقده لم يكن طرفا فيها ليتحمل وزرها .

.

3) تعليق بواسطة :
31-10-2018 10:25 AM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
31-10-2018 09:43 PM

نعتذر

5) تعليق بواسطة :
31-10-2018 10:47 PM

نعتذر

6) تعليق بواسطة :
01-11-2018 09:53 AM

نعتذر

7) تعليق بواسطة :
01-11-2018 06:58 PM

انا اتابع قضية المرحوم الخاشقجي منذ اليوم الأول على جميع القنوات الفضائية و لم اسمع او المس بان هناك مساعي او واسطة اردنية لنزع فتيل الأزمة القائمة بين الدول المذكورة .لا بل أراها تزداد تعقيدا كل يوم . مع احترامي للكاتب فهذا كلام اقرب ما يكون إلى الخيال.العالم يغلي بسبب مقتل الخاشقجي اخي الكريم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012