حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر " 2 " من يرقا الثانوية الى صحيفة " الشعب "

الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024

حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر " 2 " من يرقا الثانوية الى صحيفة " الشعب "

بقلم : حامد العبادي
03-02-2019 10:15 PM

بعد وأد حكومة زيد الرفاعي 'صحيفة الاخبار ' ..تقدمت بطلب الى مديرية تربية البلقاء يوم الاربعاء 17 / 12 / 1975 وكان مدير التربية السيد فاروق بدران ..فجاء قرار تعييني سريعا وباشرت العمل معلما للغة العربية في مدرسة يرقا الثانوية للبنين يوم السبت 20 / 12 / 1975 ' لم يكن فيها ثاني ثانوي ولا ثالث ثانوي بل اول ثانوي '..وكان هناك معلم آخر للغة العربية اسمه شريف .
ومن زملائي الذين اذكرهم : مدير المدرسة الاستاذ احمد عبدالرحمن خريسات 'كان معلمي في السلط الثانوية ' ،جلال السعايدة ، مطلب الزيادات ،عبدالرزاق السعايدة ، مسعود ، شريف .وقد توليت تدريس مادة اللغة العربية للصفوف الثاني الاعدادي والاول الاعدادي والسادس الابتدائي ..وكنت مربيا للصف السادس .كما درست مواد عادية للصفين الثالث والاول الابتدائيين .حاولت ادخال صحافة الحائط لطلابي ونجحت بها .
علاقاتي مع طلابي رغم قصر فترة تدريسي في يرقا 'حتى نهاية العام الدراسي في 31 / 5 / 1976 ' الا انها مستمرة حتى الآن منهم من وصل الى مدير عام ' المهندس عبدالحميد الرحامنة مدير عام مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني 'سابقا والضابط ووصل بعضهم الى رتبة جنرال يوسف العبادي والطبيب والمهندس واستاذ الجامعة والمعلم والصحفي والموظف ..وأعتز بهم وبعلاقاتي الطيبة معهم .
في الاول من حزيران 1976 قدمت الى 'صحيفة الشعب ' في مبناها مقابل 'الرأي ' ،وسألت عن المدير العام / رئيس التحرير الاستاذ ابراهيم سكجها 'لم اكن اعرفه ولا يعرفني ' فقيل لي :نظرا لان المبنى لم يكن جاهزا في طابقه الارضي فان الادارة استأجرت مكتبا في جبل عمان مؤقتا قرب المقر القديم لنقابة الصحفيين .
في المكتب لم يكن الاستاذ سكجها موجودا وانما كان في المكتب مدير الادارة الصحفي المعروف محمود عطالله المواجدة 'ابو حسان ' ..وبعد التعارف قدمت نفسي له ،فاجاب : نحن لا نعرفك ،لكن من اليوم باشر عملك مندوبا صحفيا واذهب الى مدير التحرير الاستاذ عاكف حجازي ليحدد لك مناطق اخبارية ..وسنخصص لك هذا الشهر 'حزيران 1976 ' مبلغ خمسين دينارا يضاف اليها 7 دنانير بدل مواصلات ،واذا اثبت نفسك في المهنة سيكون هناك كلام آخر.
وفي مكتب الاستاذ عاكف ،رحب بي وحدد لي مناطق اخبارية هي نفسها التي كنت اغطيها ل 'الاخبار ' الموؤودة' .
خلال حزيران 1976 عملت مندوبا ل ' الشعب ' لدى عدة وزارات ودوائر منها ' وزارة التربية والتعليم ، وزارة الاشغال العامة ' وكانتا تشغلان نفس المبنى الذي تشغله وزارة التربية والتعليم حاليا ..ومديرية الأمن العام ، مديرية شرطة العاصمة ،محافظة العاصمة ، الجامعة الاردنية .
واعددت اربعة تحقيقات صحفية خلال ذات الشهر ،كنت اعود الى الصحيفة بعد انتهاء دوام الوزارات والمؤسسات لأقوم باعداد الاخبار التي تمكنت من الحصول عليها منها اخبار عادية يتم توزيعها من قبل تلك الوزارات والمؤسسات على الصحف ومنها اخبار خاصة .
اقدم الاخبار للزميل محرر الشؤون المحلية مصطفى صادق الذي يعرضها على مدير التحرير الزميل عاكف حجازي .لم اكن اعرف ان الزميل حجازي يعرض اخباري على الاستاذ رئيس التحرير ليطلع على انتاجي الصحفي بصورة يومية .
في تلك الفترة القصيرة تعرفت على زملاء اعلاميين في التربية والاشغال منهم الاستاذ عيسى الجراجرة رئيس اعلام التربية والاستاذ علي عيسى رئيس الاعلام والعلاقات العامة في الاشغال .وكنت سعيدا باللقاء مجددا مع مدير مدرستي في السلط الثانوية والشونة الجنوبية الاستاذ احمد عربيات 'ابو عماد ' اذ اصبح مستشارا قانونيا لوزارة التربية ،وهو يعرفني جيدا لانني كنت الاول في الصف في الشونة الجنوبية ومن الاوائل في السلط الثانوية .
في نهاية شهر حزيران ابلغني الزميل حجازي ان المدير العام رئيس التحرير المسؤول الاستاذ ابراهيم سكجها يريد ان تقابله ،حتى تلك اللحظة لم اكن اعرف وجه الاستاذ ابراهيم سكجها كونه يأتي مساء عندما اكون قد غادرت الصحيفة الى يرقا 'لم اكن املك سيارة ' .
تحركت باتجاه مكتب الاستاذ سكجها في جبل عمان ،وعندما دخلت مكتبه قام من مقعده ،وجلس مقابلي ،وهذا يعكس تواضع الرجل واحترامه لي .بعد الضيافة ،حضر الى اللقاء الاستاذ محمود عطالله المواجدة ـ
قال لي الاستاذ سكجها 'ابو باسم ': انا يوميا اطلع على الاخبار التي تعدها ..انت تكتب خبرا جيدا واتوقع ان يكون لك مستقبل في المهنة ،شكرته وقلت ارجو ان اكون عند حسن ظنكم .
وزاد ابو باسم :علمت انك تعمل معلما في التربية ،فاجبته : نعم .قال :نريدك ان تكون معنا في 'الشعب '.
فاجبته : اتشرف بذلك ،فقال مدير الادارة :نعطيه 60 دينارا فرد ابوباسم لا بل نعطيه 70 دينارا و7 بدل مواصلات مع احتساب عمل اضافي له عن الاخبار التي يحضرها ايام الجمع والعطل 'اليوم بيوم وربع '..فشكرته فودعني حيث استأذنت بالمغادرة .كان اجمالي راتبي الشهري يصل 95 دينارا وهو مبلغ كبير في تلك الايام اذ ان تنكة البنزين 20 لترا ب 75 قرشا ..ابوباسم يرحمه الله كونه استاذا في الصحافة لم يلتفت لواسطة تقف خلفي ،كما هو مصائبنا اليوم بل التفت الى ادائي ومهنيتي .وهو ما نفتقده اليوم ..واضيف امانة الزميل عاكف حجازي في اطلاع الاستاذ ' ابو باسم ' على انتاجي اليومي .
اذكر من زملائي في 'الشعب ' الاساتذة :احمد شاكر ،محمد ابو غوش ،عبدالله حمدان 'يرحمه الله '،اكرم هنية ،عيسى كامل ،محمد عوض ، محاسن الامام ،عبدربه حواجره 'يرحمه الله ' ،زهدي البدري .