أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
“أتلانتيك”: لماذا بنيامين نتنياهو أسوأ رئيس وزراء لإسرائيل على الإطلاق؟ خطأ شائع في الاستحمام قد يضر بصحتك لافروف عن سيناريو "بوليتيكو" لعزل روسيا.. "ليحلموا.. ليس في الحلم ضرر" روسيا تستخدم "الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي بشأن كوريا الشمالية الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي ضبط 69 متسولاً بإربد منذ بداية رمضان الخارجية تعزي بضحايا حادث حافلة ركاب في جنوب أفريقيا طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل البنك الدولي يجري تقييمًا لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن العدل الدولية: تدابير تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتراويح بالأقصى مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


قضية فلسطين والمصير

بقلم : زكي بني ارشيد
19-05-2019 02:17 AM

سبعون عاما ويزيد على حرب لم تضع أوزارها، ولم ينطفئ جمرها، ولم يهدأ أوارها.
في معركة الوعي والتدافع الحضاري والإبداع العلمي خسر العرب والمسلمون القرن العشرين وتخلفوا عن منافسة الآخرين بل وحتى اللحاق بهم وفاتهم القطار.
في منتصف القرن الماضي، وبعد جلاء الاستعمار، امتلأ الفضاء العربي بشحنات الشحن الايدولوجي والتعبئة العاطفية والتبشير بمستقبل أفضل يخلو من آثار الاستعمار ويحقق الوحدة والنهضة العربية إلا ان ذلك الحلم الذي هرم الناس وهم ينتظرون بزوغه أخذ بالتبدد والتلاشي وهم يتجرعون كأس الظلم وسطوة الحكم الوطني وقهر الاستبداد الداخلي والحؤول دون تمكين الشعوب من حريتها واختيار حكامها، أو تقرير مصيرها.
صحيح أننا كسبنا معركة التحرر والاستقلال بطرد الاستعمار، ولكن الصحيح أيضا أننا خسرنا معركة الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية فضلا عن الوحدة القومية والإسلامية، فبرزت التناقضات الاثنية، وأُنهكت دول بفعل الحروب الأهلية والطائفية، واختُطف الربيع بثورة مضادة لإرادة الشعوب.
أفلت القرن الماضي منا وبما كسبت أيدينا فلم نكن الا مناطق جغرافية لنفوذ الآخرين ومصالح اقتصادية يتقاسمها الأقطاب، واتباعاً ملحقين بالاحلاف والمحاور الدولية، وساحات حرب نخوضها بالوكالة عن القوى الكونية المتصارعة على المصالح والنفوذ.
الى كل ذلك فإن العلامة الفارقة تكمن في خسارتنا لمعركة الوعي وتطويع العقل العربي لا من أجل ان يُقبل ما كان مرفوضاً وإنما ليصبح المرفوض سابقاً مطلباً وطنياً، وحسبنا أننا شهدنا مرحلة الانحطاط بدعوة الاستعمار لحمايتنا من خطر بأسنا، فأصبح الاستعمار الجديد مدفوع الثمن والأجر، وحسب الاماني ان يكنّ امانيا.
المفارقة الأكثر إيلاماً ان يُحاكم التاريخ النضالي باعتباره غباءً سياسياً وخيانة وطنية.
مرحلة تجاوزت فيها السلطات الحاكمة، جميع الخطوط الحمراء، وانتهكت فيها جميع المحرمات، وأصبح اللعب فيها على المكشوف، فهل سيبقى الخسران والهوان نصيبنا في القرن الحالي؟
السؤال المشروع بحاجة إلى إجابة واضحة، وليس في الفضاء العربي ما يمكن إخفاؤه.
الصمود المثالي المصحوب بالدماء المسفوحة في الداخل الفلسطيني وفي مواجهة الخطر الصهيوني تعبر عن قدرة الشعوب على تقديم التضحيات، وبصرف النظر عن الهرطقات التي تتعامل مع القضايا المصيرية الكبرى بمنطق التجارة والمصالح المحكومة بمنطق الرقم العددي، والمتناقضة مع قوانين التاريخ ونواميس الكون وقواميس النضال التاريخي، فإن القضية التي خذلها الاصدقاء وتخلى عنها الأشقاء واستفرد بها الأعداء، ولم يعد يملك أهلها إلا مواجهة المخرز الآثم بالكف الدامي، ليس أمام أهلها إلا هذا الخيار وهذا المسار.
في غزة وبعد المواجهة الأخيرة، وخلافا لمنطق المهزومين انتصر الكف الفلسطيني على المخرز الصهيوني، وتعرت نظريات الواقعية والتعامل مع سياسة الأمر الواقع والتكيف مع موازين القوى الدولية. يراد لنا ان نستسلم وان نرفع الراية البيضاء وأن نقبل بإملاءات الأعداء، وان نعترف بـ»إسرائيل»، ببساطة هذه هي صفقة القرن.
وصفقة القرن هذه ليست قابلة للتمرير ما دام الرفض والتضحية عنوانا للصمود والثبات، ولأن البديل هو الانتحار والاندثار، ولأن المشروع الصهيوني قائم على قاعدة عدم الاعتراف بوجود شعب فلسطيني داخل فلسطين.
وفلسطين بالنسبة لهم «أرض بلا شعب لشعب لم يكن له أرض».
وعلى هذا الأساس فإن جميع المقاربات التي تتجاهل كنه الصراع بوصفه مقاومة ضد الاحتلال من أجل التحرر الوطني جميع تلك المقاربات عبثية وبخاصة بعد ان فشلت ما يسمى بعملية السلام من تحقيق أهدافها.
المشروع الصهيوني لا يقبل ان يكون له شريك وهذا باختصار المعنى المقصود
بالدولة اليهودية، وهذا المصطلح هو عنوان الكتاب الذي كتبه زعيم الحركة الصهيونية ثيودور هيرتسل.
تلك الدولة تبحث عما يسمى بالنقاء العنصري البغيض، ومن أجل ذلك فإنها تسعى إلى التطهير العرقي وإرغام المجاميع والكيانات العربية على القيام بدور الحارس لما يُسمى «بالأمن القومي الإسرائيلي».
بكلمة فإن المقاومة ليست استحقاقا تاريخيا فقط ولكنها حركة مواجهة للدفاع عن الذات أولا وعن الشعوب الكيانات العربية ايضاً، ومن حقها ان تحظى بالدعم والتبني بدلا من الاستخذاء الذي يمارسه مراهقو السياسة، وعرابو التطبيع.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012