أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون الملك في وداع أمير الكويت لدى مغادرته عمان - صور هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية انخفاض أعداد الزوار الأجانب إلى الأردن 10% خلال الربع الأول من العام الحالي الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية 5 إصابات بتصادم مركبتين على طريق الـ100 طقس جاف وحار اليوم وغدًا
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


د . فايز الربيع يكتب : قصتي مع الثانوية العامة

بقلم : د . فايز الربيع
28-06-2019 09:26 PM

بمناسبة امتحانات الثانوية العامة، ولعرض تجربة جيل ، لهذه الأجيال طلابا واولياء امور ، وبعداً عن السياسة ، التى كثر مرتادوها ، ولا نرى من نتيجة على قاعدة ، قل واكتب ماتشاء، ونحن نفعل ما نريد ، أعرض اليوم تجربة شخصية تعود لعام ١٩٦٤ السنة التى قدمت فيها الثانوية العامة . في المملكة الاردنية الهاشمية ، حيث كان عدد الطلبة الذين تقدموا لامتحان الثانوية العامة في تلك السنة قرابة الستة الآف وخمسمائة طالب وطالبة من كل التخصصات.

كنّا في مدرسة الشونة الجنوبية الثانوية ، والتى تقع مقابل الجندي المجهول ، لم يكن في المدرسة تخصص علمي ، وعليه كنّا مضطرين ان ندرس التوجيهي الأدبي ، كان عددنا اثنى عشر طالبا فقط ، كانت المواد تشمل بالاضافة للمواد الأساسية اللغة العربية والإنجليزية ، التاريخ والجغرافيا بأنواعها والفلسفة والتربية الاسلامية والعلوم العامة ، كان عدد الكتب يتجاوز ثمانية عشر كتابا من القطع الكبيرة ، انهينا السنة الدراسية ، وكانت القاعة التى سنقدم فيها الامتحان مدرسة السلط الثانوية ، وعليه لا بد من الانتقال للسكن في مدينة السلط ، استأجرنا مع اثنين من الزملاء بيتا في منطقة الميدان ، ولسوء الحظ فإن الزراعة في تلك السنة في ارضنا ، لم نستفد منها بسبب فيضان نهر الاردن وبالتالي انقطع المصدر الرئيس ، كنت مضطرا لإن اطبخ الغداء والعشاء وان أقوم بواجبات البيت ، إذ ان الاعتماد على النفس هو الأساس ، في الصباح الباكر امتطي قدماي نزولا مع طريق وادي السلط وصولا الى مثلث عيرا ويرقا لإنهى دراسة كتاب اعود بها لعمل الغداءوارتاح قليلاً - ثم انتقل الى طريق جديدة - من الميدان - الى جسر زي - بالطبع لم يكن الجسر موجوداً حتى نفق السلط الجديد - الذي لم يكن موجوداً نزولاً الى السلط وعودة الى البيت لأنهي كتاباً اخر ، لا نستطيع ان ندرس في الليل بسبب تجمعات الطلبة - بدأنا في تقديم امتحان الثانوية العامة - كنا نتناقش في الصباح - سألني احد الطلبة - من غير مدرستي - ما اسمك قلت له - اذا قرأت نتائج الثانوية العامة ، سيكون اسمي من العشرة الأوائل انتابه الاستغراب واتهمني بالغرور - قلت له - لك ذلك- انهينا الامتحانات وظهرت النتائج- وكانت تذاع من الإذاعة ، وتحتل الصفحة الاولى من الصحف فكنت الثاني في المملكة على الضفتين. وكان صديقي الذي سأل عن اسمي اول الواصلين اليّ.

فوجئت بعدها بشرطي يسأل عني - استغربت ، قال - انت مدعو للديوان الملكي لمقابلة جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال - تجمّعنا في وزارة التربية والتعليم كان المرحوم ذوقان الهنداوي مديراً للعلاقات العامة والثقافية ما لا أنساه انني كنت البس حطّه بيضاء - طلب مني المرحوم ذوقان ان اخلعها كوني الوحيد من الطلبة الذي البسها - رفضت - وصلنا الديوان - كنا بدون افطار - وضعت المناسف - ما ان مددت يدي - حتى فوجئت بالمرحوم جلالة الملك يقف بجانبي - يسألني عن اسمي وترتيبي - جاء الوزير والمدير - وقال لهم - ديروا بالكم عليه - اعطانا هدية قلم باركر - ضاع مني وانا اركض وراء السيارة على دوار الداخلية - كانت بعثتي للجامعة الأمريكية - لم اذهب اليها - ودرست في بغداد - وتلك قصة اخرى حيث كنا نركب السيارة من طلعة الشابسوغ - لا نعرف أحداً هناك وأول مرة نغادر فيها الاردن - وأكملنا دراستنا - وبدأت مشواري الوظيفي كمعلم في مدرسة السلط الثانوية براتب قدره سبعة وثلاثون ديناراً وخمسة وثلاثون قرشاً - لا زلت احتفظ بتلك الصورة مع الحطّة - مع جلالته - لا مدرس خصوصي - لا أم ولا اب تسأله عن كلمة أو احد يعينك في مسأله ما - انه الاعتماد على الذات - لقد كنا نمشي الى المدرسة في كل يوم ستة عشر كيلومتراً على الأقدام - انها الإرادة والتصميم .



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-06-2019 09:41 PM

كان جيل الابداع والاعتماد على الذات رغم ضيق العيش ، سهر وتعب واصرار على تحدي الصعاب وتحقيق النجاح .

2) تعليق بواسطة :
29-06-2019 10:45 AM

ما تفضلت به دكتورنا العزيز هو بحد ذاته الهام وطموح يفتقر اليه شبابنا اليوم وتجربه يجب ان تدرس للجيل الذي يجد كل ما يطلبه..نعم هذا الجيل اشفق عليه من المستقبل فلا طموح لديه..قيل أن الثورة تولد من رحم الاحزان..والمعاناة سبب لتعظيم الطموح ..حبذا لو يتم عرض تجارب الكبار ممن زاحموا للوصول وليس المنعمين

3) تعليق بواسطة :
01-07-2019 03:45 PM

جميلة تلك الايام .

4) تعليق بواسطة :
02-07-2019 12:56 AM

ننحني أمام هذه الاجيال
لكم جل الاحترام والتقدير لكفاحكم وصبركم فأنتم القدوة الحسنة لمن أراد الحياة
دمتم ودامت جهودكم دكتور فايز

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012