أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 أيلول/سبتمبر 2023
شريط الاخبار
نائبة أمريكية : المساعدات المقدمة إلى كييف تمويل للنازية وعلينا التركيز على أمريكا وليس أوكرانيا مئة قتيل وأكثر من 150 مصابا بحريق في قاعة للأعراس بمحافظة نينوى في شمال العراق ذكرى مولد سيد الخلْق.. احتفال بآخر الرسالات السماوية وتمام الدين إغلاق مصنع غذائي وتوقيف 6 بائعي مشتقات نفطية في المفرق نتنياهو: لا دولة يهودية ما لم نغلق الحدود مع الأردن الملك يحث على تطوير عمل ديوان المحاسبة (بترا) تختتم برنامجا تدريبيا حول الإعلام الرقمي وإنتاج المحتوى مجلس الوزراء يعقد جلسة عقب صدور الإرادة الملكيَّة بالموافقة على إجراء تعديل على الحكومة الملك يفتتح "استوديوهات الأردن" المتخصصة لصناعة الأفلام أردوغان : نتنياهو قد يزور تركيا قريبا وسنتعاون مع إسرائيل في التنقيب عن الغاز بالمتوسط الأردنية تطلب تعيين عشرات المدرسين من حملة الدكتوراة والماجستير (تفاصيل) الصحفي الأمريكي هيرش يكشف تفاصيل مثيرة جدا عن الجريمة المثالية الكاملة التي نفذتها واشنطن إرادة ملكية بالموافقة على إجراء تعديل على حكومة الدكتور الخصاونة " بترا " تنظم ندوة عن قانون الضمان الاجتماعي انخفاض الفاتورة النفطية للمملكة بنسبة 18.6% خلال 7 أشهر
بحث
الأربعاء , 27 أيلول/سبتمبر 2023


في الأدراج ..

بقلم : احمد حسن الزعبي
01-09-2019 12:43 AM

عادة ما يكون اليوم الأول مملوءاً بالارتباك، طلاّب يحملون ملفاتهم، رائحة الدهان تفوح من الممرات بعد ورشة صيانة
عاجلة تمت قبل أيام.. أطفال يتيهون بين الصفوف الكثيرة والشُّعَب المستحدثة، يتعرّفون على ما توصله نهاية الممرات، ينظرون إلى السّور العالي الذي لن يطالوه حتى لو غُلّقت الأبواب..

في اليوم الأول.. حقائب جديدة لامعة تعتلي الظهور، وملابس العيد هي ذاتها التي جيء بها الى المدرسة، العبارة كانت تطوف كل البيوت في منتصف نهار العيد الماضي «إشلحهن وخبيهن للمدرسة»، في اليوم الأول ارتدوا ملابس العيد؛ ثمة دموع تتكئ على زاوية العين بانتظار أي موقف للنزول، طالب الصف الأول يتفقّد المصروف من فوق الجيبة، يضغط بالإصبعين على استدارة ربع الدينار فيرتاح قليلاً.. يحاول التفلّت من الصف ليلتحق بأخيه في الصف الرابع.. فينهره الأستاذ المشغول بتسليم الكتب..

«الأذنة» يحملون أتلالاً من الكتب ويحاولون توزيعها، يتذمّرون من العمل المرهق ومن المعلّمين الذين يريدونهم أن ينجزوا كل شيء بالنيابة عنهم.. ويسرون فيما بينهم..

«لولانا كيف المدرسة رح تمشي»؟.. في اليوم الأول عادة هناك ضجيج جميل، وارتباك فرح.. وطلاّب يتمنّون لو يطول عمر العطلة قليلاً..

لكن هذا العام.. اليوم الأول حتماً مختلف، ثمّة حزن في المدارس، حلقات من أحاديث جانبية تدور بين المعلمّين، عبارات تتناثر «طريق الحسا».. «الصحراوي االله ينتقم منهم».. يذهب الأولاد إلى صفوفهم، يلحقهم المعلمون المتجّهمون حزناً.. توضع الكتب فوق الطاولة، يطلق المعلّم زفيراً وهو يمسك بجدول الأسماء.. يسأله طالب جسور.. شو في أستاذ؟..فيرد بصوت منكسر: مات النقيب!...

لا غرابة في حزن المعلّمين.. فعواطفهم وسائد حروفهم، كان النقيب زميلاً لهم صديقاً لأكثرهم، كان يقف ست ساعات في صفوف بلا كراسي، يمسح السبورة بكفّ يده عندما يتعذّر وجود «المسّاحة»، يدفع من جيبه ثمن تصوير أوراق الامتحانات، يربط حذاء أصغر طلاّبه، ويتصل عند نتائج التوجيهي ليطمئن على أبنائه، كان مثلهم يفرح للإجابات الصحيحة، ويغضب لضياع الدروس، ويبكي طويلاً عندما يقرأ قصة حزينة في كتاب..

رحل النقيب، وفي أدراجه كلمة لم تكتمل عن العام الدراسي الجديد، كان قد خطها بأصابعه.. قال سأعود السبت لأكملها في المكتب ثم سأنشرها صباح الأحد للأسرة التربوية، هي رؤوس أقلام، ربما أبني عليها لاحقاً هكذا كان يقول..

في الأدراج أيضاَ قائمة مواعيد كان سينجزها ومسبحة جاءته مؤخراً هدية من أحد الزملاء الحجاج.. وقصاصة صغيرة مكتوب عليها إلى الزملاء أرجو منكم..لكنه لم يكمل الرجاء...

صحيح أن النقيب مات.. عليه رحمة االله.. لكن حتماً هناك من سيكمل الرسالة وسيكمل الرجاء !.الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012