أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


أنت .. لحظات من سعادة هاربة!

بقلم : سهير بشناق
20-12-2019 05:43 AM

احتسي القهوة على مهل..

توقف مليا امام جمال الاشياء،من حولنا كطائر يحط على نافذتك... كرائحة الياسمين.... كاستعادة ملامح من احببتهم والتقاط تفاصيل ايامك الماضية معهم وبهم

توقف مليا امام كل جميل من حولك لا تستعجل الزمن ولا اللحظات فهي تماما كالبشر ان رحلوا لن يعودوا
فانت وحدك محاسب على ايامك...

تحتاج لتستمر بالحياة ان تبحث عن السعادة.... هي التي لن تكون قادرا على الحصول عليها ما لم تبدا رحلة البحث المضنية

هي وحدها المختبئة بأروقة العمر.... خلف حجم عطاء لا حدود له لمن نحبهم يولد ويستمر بوجودهم

توقف مليا امام جمال الاشياء... الاماكن.... النفوس التي احببناها... تفاصيل علاقات اختبأت وراء الزمن فكانت الاجمل والاكثر التصاقا بنا لكنها مضت

ما حاجتنا في هذا الزمن الا للبحث عن كل ما يضيء قلوبنا عن كل ما يمكنه ان يمنحنا لحظات من الامنيات ولو كانت تحلق بعالم من الاحلام فان امتلكنا القدرة على ان نستمر بالحلم امتلكنا الشعور بلهفة الانتظار...

كلما توقفنا امام محطات العمر واخترنا الاجمل منها كلما منحنا نفوسنا فرصة الاستمرار،

لنشعر بالحياة.

توقف مليا امام ذكريات انت تدرك جيدا ان الحياة لن تمنحك اياها مرة اخرى كلما مرت بنا اعادت بنفوسنا جمال الايام ورونقها.

غربة موحشة!

غربة موحشة تعتريها... باحثة عن ذاتها المبعثرة على حافة العمر...

لم تعد تقوى على الشعور بلهفة العمر.... ولم تعد تنتظر شيئا بعد ان ودعت فصولا من ايامها

نحن لا نكبر حقا بسنوات اعمارنا نحن نكبر بمرور الاخرين بها

نكبر امام تجاربنا وامام اوجاعنا في كل مرة يرحل حلم.... يرحل جزء من وجودنا

في كل مرة يغيب بها وجه صديق عن ايامنا.... وتتوقف قلوبنا عن الشعور بالحب والالتصاق بمن نحب تعرينا حينها انكسارات موجعة.

غربة موحشة تعتريها تمر بايامها.... لا هي قادرة على تبديل تلك الايام التي تحياها ولا تقوى على استعادة ذاتها لتقف بمواجهة كل وجع تحياه علها تودعه لتتمكن من التقاط اشارات الحياة من جديد

ترى الايام تتسرب منها ولم تعد تعنيها سنوات العمر.

منطفئة هي من اعماقها.

ربما لغياب احلام، ربما لخيبات استقرت بثنايا قلبها

ولربما لحنين لكل لحظة صدق وحب كانت في يوم مضى بايامها.

حظ–اقدار، ليست اليوم سوى اوصاف تبحث عنها لتاتي تماما ملائمة لحالة تحياها

كل ما تدركه اليوم انها ليست بحاجة سوى لذاتها.

الذات المبعثرة بحياة الاخرين، التي اطفئتها ولم تعد تنتظر سوى قليل من الثقة بوجودها العبثي..

ليس بمقدرتي أن أحبك أكثر

في صفحات عمرها صفحة تخشى دوما ان تقترب منها وان تعيد قراءتها

في تلك الصفحة دونت يوما ما.... «ليس بمقدرتي ان احبك اكثر فذاك الحب استوطنني كوطن لا يفارقني مهما ابتعدت
ليس بمقدرتي ان انتظر احدا سواك وانا احيا اليوم بين صالات الانترنزيت اراقب الاخرين وهم ينتظرون مثلي تماما لكنهم لا يحملون وجعاً كوجعي ولا لهفة ولا حنيناً يغتالني في كل مرة اعتقد بانه سيغادرني
بين مكان وآخر انتظرك...

بين سحابة وآخرى احمل تفاصيل عمرك بقلبي.

عبثا ان امضي وارحل ففي كل لحظة رحيل اغادر بها بجسدي فقط ويبقى قلبي معلقا بك وكأنني لم ارحل...

ليس بمقدرتي ان احبك اكثر وليس بمقدرتك ان ترى هذا الحب كما هو... لنبقى انا وانت أبطالاً لرواية لم تكتمل كلما وضعت لها نهايات اعادني حنيني الى الفصل الاول.(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012