أضف إلى المفضلة
الإثنين , 07 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
الملك سلمان يجري فحوصات طبية جراء التهاب بالرئة تضارب الأنباء حول مصير قائد فيلق القدس الإيراني الدفاعات الجوية السورية (تتصدى لأهداف معادية) إسبانيا تعلن زيادة مساعداتها للأردن لتصل إلى 80 مليون يورو المحامون يوقفون مرافعاتهم لمدة ساعة يوم الإثنين الخارجية تؤكد متابعتها المعلومات الواردة بخصوص حادث اختفاء مواطنيْن أردنيْيّن بالمكسيك الملك يؤكد ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان ابن زايد: مرحلة جديدة من الشراكة التنموية النوعية بين الأردن والإمارات طواقم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 4 تباشر أعمالها إيران تستأنف الرحلات الجوية بعد التأكد من الظروف الآمنة الملك: يسعدني دوما الترحيب بالشيخ محمد بن زايد في الأردن الجيش ينفذ إنزالًا جويًا لمساعدات إنسانية وغذائية على جنوب غزة الأردن ينفي فتح مجاله الجوي لطائرات الاحتلال لمهاجمة إيران المومني للناطقين: ضرورة إعلام المجتمع بماهية القرارات ودوافعها ملك إسبانيا يغادر الأردن
بحث
الإثنين , 07 تشرين الأول/أكتوبر 2024


ماليزيا.. القيادة الفذة والدولة المنيعة وقوة التجربة

بقلم : أ.د احمد القطامين
19-01-2020 04:03 AM

اكتب هذه المرة من ماليزيا وعن ماليزيا. ماليزيا التي كانت لا تكاد ان تذكر عام 1980 عند الحديث عن جنوب شرق اسيا. بحلول عام 1981 كانت ماليزيا على موعد مع مصادفة تاريخية نادرة الحدوث، فقد انتهى الشعب الماليزي في ذلك العام من انتخابات برلمانية اوصلت احد الاحزاب السياسية الى الاغلبية في البرلمان فاصبح رئيس هذا الحزب رئيسا للوزراء في دولة ملكية يملك فيها الملك اللقب فقط ولا يخوله الدستور اية صلاحيات تنفيذية من اي نوع.
كان رئيس الوزراء المنتخب محاضر محمد المعروف ب (مهاتير محمد)، وهو طبيب لكنه ناشط سياسي ويتمتع بشخصية كارزمية شديدة التأثير على من حوله ولديه رؤيا محددة وواضحة لبناء ماليزيا الجديدة.
في النماذج الفكرية التي طورتها البشرية منذ الازل يقال ان التغيير الحاسم والكبير يحدث عندما يتحقق شرطان هما انبثاق اللحظة التاريخية المواتية ووجود القائد الذي يتمتع بشخصية قيادية كارزمية قادرة على تجميع الشعب حوله واستثمار اللحظة التاريخية لاحداث التغيير المطلوب.
وهكذا قيض لماليزيا في ذلك العام ان تكون على موعد مع تحقق الشرطين معا، فكانت اللحظة التاريخية قد توفرت بفوز حزب محاضر محمد باغلبية كبيرة اتاحت له ان يحكم البلاد منفردا، وفي ذات الوقت افرز الحزب الشخصية الكارزمية المطلوبة لقيادة عملية التغيير.. “محاضر”.
تمكن محاضر من قيادة شعبه لينتقل خلال خمس عشرة سنة بماليزيا الى مصاف الاقتصاديات العالمية المتقدمة جدا وكانت اولى قراراته عندما تسلم السلطة عام 1981 اصلاح التعليم لينتقل به خلال عدة اعوام الى مصاف الانظمة التعليمية الاقوى والاكثر انتاجا للقيمة التربوية في العالم.
احدث محاضر ثورة هائلة في الاقتصاد الماليزي وأمر بانتاج السلع الاستراتيجية كالقصدير وزيت النخيل حيث تبؤات ماليزيا المركز الاول في انتاج زيت النخيل وسيطرت على اكثر من 80% من سوق زيت النخيل في العالم.
تمكن محاضر محمد من بناء وحدة وطنية عميقة بين القوميات المختلفة في بلاده حيث تشكل قومية الملاويين المسلمين حوالى 61% من عدد السكان بينما يشكل الصينيون 24% والماليزيون من اصول هندية 15%.
ابتكر محاضر محمد ايضا انظمة عالية الكفاءة لشبكات الامن الاجتماعي في ماليزيا بحيث يضمن المواطن الماليزي الحصول على التعليم المجاني والسكن المدعوم والزواج المدعوم لبناء اسر مكتفية وقادرة على المساهمة في بناء بلادها دون عوائق بالاضافة لضمان العمل لكل مواطن ماليزي قادر عليه.
عندما بلغت الانجازات ذروتها اعلن محاضر الانسحاب من الحياة السياسية رافضا الاستمرار فيها خشية تحول التجربة الديمقراطية الى دكتاتورية فردية، وبالرغم من الضغوط التي مورست عليه شعبيا الا انه رفض الاستمرار في قيادة الدولة تاركا لدماء جديدة ان تضخ في العملية السياسية في بلاده.
مع الاسف، بعد مرور عشرين عاما على التنحي كانت ماليزيا على موعد مع فضائح فساد على نطاق عالمي واسع حيث تم سرقة مئات المليارات من الدولارات من الصندوق السيادي الماليزي من قبل رئيس الوزراء الجديد وعائلته، ونتيجة لضغوط شعبية هائلة على محاضر محمد، وافق على قيادة ائتلاف لمجموعة من الاحزاب السياسية في الانتخابات التي جرت عام 2017 وعاد محاضر الى السلطة بسن 92 عاما ولكن بقوة مليار “ميغا طن”.
بعد فوزة ومباشرة بعد اداءه القسم القانوني اعلن اغلاق المطارات والحدود والمنافذ البحرية لمنع الفاسدين من الهروب والقت السلطات القضائية القبض عليهم، وطلب محاضر من القضاء متابعة التعامل معهم.
وهكذا عادت ماليزيا الى المسار الصحيح بقيادة هذا العجوز “البلدوزر” المتخم بفنون القيادة الاستراتيجية الالهامية.
عبرة للعربان ربما يستفيدون منها اذا رغبوا..
qatamin8@hotmail.com
*اكاديمي اردني وخبير في القضايا الاستراتيجية
'رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012